إطلالات.. ياسمين صبري: «فرصة ثانية».. رهانات غير موفقة لحكاية مكررة
على امتداد أيام الشهر الفضيل، يتبارى نجوم الدراما في العالم العربي، ليس فقط في تقديم أهم الأدوار الفنية، بل وفي رهانات الاختلاف والتنوّع في جذب جمهور الشاشة الفضية وعشاق الدراما كل عام، في الوقت الذي فرض فيه العزل المنزلي، بسبب انتشار فيروس «كورونا» المستجد، للمرة الأولى، ظروف متابعة استثنائية، ستوجه دفة الاهتمام والإقبال نحو الدراما العربية على وجه الخصوص، لتضاعف مشاهدات جميع الأعمال المتسابقة هذا العام، التي نقف اليوم على أبرز مميزاتها، وأكثر شخصياتها الفنية فرادة وخصوصية.
تجربة درامية أخرى، تدخلها النجمة المصرية الصاعدة ياسمين صبري هذا العام، لا تبتعد فيها عن ساحة الدراما الاجتماعية ولا عن نسق الأعمال الرومانسية وقصص الحب والمعاناة التي جمعتها قبل هذا العمل مع النجم المصري أحمد صلاح حسني، وتجمعها هذه المرة مع الممثل الشاب أحمد مجدي في مسلسل «فرصة ثانية» الذي تصدّى لتأليفه مصطفى جمال هاشم ولإخراجه مرقس عادل.
تقدم ياسمين صبري في المسلسل شخصية «ملك» التي تتعرض لمجموعة من الانكسارات وأزمات الثقة المفرطة في الشريك، التي تهز علاقتها بخطيبها بعد قصة حب طويلة انتهت بالارتباط، واكتشافها تماديه في علاقة قديمة جمعته بـ«ريهام» التي تؤدي شخصيتها أيتن عامر لتقتسم مع النجمة ياسمين صبري دوراً محورياً في تحريك أحداث المسلسل.
تتعاقب أحداث العمل وتتلاحق بنسق يبدو سريعاً مقارنة بعادة معظم الأعمال الدرامية في رمضان، لتقودنا إلى «الدهشة الأولى» والمفاجأة التي لا يبدو لها منطق درامي في العمل، وهي إصابة البطلة ياسمين صبري بحالة من فقدان الذاكرة المؤقت مما يقودها مرة أخرى إلى خطيبها القديم ويسوقنا نحن إلى «الدهشة الثانية» غير المتوقعة: عودة ذاكرتها مجدداً في الحلقة 14، التي تنقلب معها الأحداث الدرامية لتعود إلى نقطة الصفر.
أحداث ومفاجآت متواترة، يكشف عنها المتن الدرامي ويختزنها العمل لمشاهديه، قبل انفراج «العقد» وعودة الاستقرار. ولكن، هل تبدو لكل هذه الأحداث أي عناصر توظيفية أو دلالات منطقية...؟ هذا ما لايزال المشاهد ماضياً في البحث عنه في «فرصة تانية» بعد مجاوزة العمل نصفه الأول.
أما ياسمين صبري، التي جذبت إليها الأنظار رمضان الماضي بدور «الخياطة»، لا تبدو محافظة على ألق إطلالتها الناجحة سابقاً في شخصية «داليدا» فتاة الصعيد المكافحة التي تنجح في تحدي مشكلات وأزمات عائلتها وتحقيق أحلامها بافتتاح مشغلها الخاص بالأزياء في «حكايتي».
فعلى الرغم من تصديها لدور البطولة المطلقة للعام الثاني على التوالي، ومشاركاتها الفاعلة في عدد من الأعمال الناجحة التي وقفت فيها أمام قامات فنية مرموقة في الساحة المصرية، تفتقر إطلالة صبري وأداؤها هذا العام إلى الحرفية والإقناع. وهو أمر بديهي تسهل ملاحظته منذ الحلقات الأولى للعمل، ما يفسر الانتقادات التي طالت النجمة هذه المرة من المختصين في مصر وأبرزهم المخرج مجدي الهواري الذي نصحها بترك التمثيل «بناء على نصيحة سابقة من النجم المصري الراحل محمود عبدالعزيز»، في الوقت الذي فسر البعض أداءها «المتواضع» هذه المرة، بطبيعة الأحداث وتفاصيل الحبكة الدرامية التي تدور حول قصص ارتباطها وانفصالها المتكررة عن خطيبها.
مسؤولية جماعية
من جهة أخرى، لا تتحمل ياسمين صبري وحدها مسؤولية بقاء العمل ضمن حدود الأعمال الرمضانية «المتوسطة»، بعد أن استقطب العمل في أدوار البطولة، نخبة من وجوه الدراما المصرية الشباب يتقدمهم أحمد مجدي الذي يجسد شخصية الخطيب «زياد»، والنجمة أيتن عامر، وهبة مجدي شقيقة البطلة، التي تعاني مشكلات زوجية لا نهاية لها، فيما يساند البطلة نجوم مصريون بارزون أمثال محمود البزاوي ومحمد داود وأشرف زكي ونهال عنبر وإدوارد ومحمد دياب. وعلى الرغم من كل ذلك، ومنذ الحلقات الأولى، يدرك المتابع لمسلسل «فرصة ثانية» عدم قدرته على ركوب المنافسة ومجاراة أغلب الأعمال الدرامية المقدمة خلال الشهر، سواء من ناحية القصة التي تبدو في الكثير من تفاصيلها مكررة، أو من ناحية الطروحات والمعالجات الدرامية التي ظلت «هزيلة» ومحصورة في أغلب أجزائها حول قصة ملك وزياد، باستثناء بعض المحاور الثانوية التي تعد هامشية، مثل علاقة شقيقتها مريم بزوجها، أو بعض تفاصيل بيئة عمل البطلة وأسرتها وغيرها من المحاور الثانوية التي جاهدت في تقديم عمل رومانسي يفتقد إلى العمق.
من الإعلام إلى التمثيل
شهد عام 2013، أولى خطوات ياسمين صبري في مجال التمثيل، بعد دراستها الإعلام والعلاقات العامة وعملها كمراسلة لإحدى المحطات التلفزيونية، وقرار العمل لفترة قصيرة في مجال الإعلانات، وشاركت في عام 2015 في مسلسل «شطرنج»، قبل أن تتاح لها الفرصة في العام نفسه للمشاركة في مسلسل «طريقي» إلى جانب شيرين عبدالوهاب وسوسن بدر وباسل خياط.
كما أطلت في مسلسل «أسرار»، ثم مسلسل «الأسطورة» في رمضان 2016، وفي 2017 إلى جانب أحمد السقا في «الحصان الأسود»، الذي تصدت بعده لبطولة مسلسل «حكايتي» رمضان 2019.
لا تتحمل ياسمين صبري وحدها مسؤولية بقاء العمل ضمن حدود الأعمال الرمضانية «المتوسطة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news