«إطلالات».. سعاد العبدالله.. إطلالة رصينة وهموم عائلية في «جنة هلي»
على امتداد أيام الشهر الفضيل، يتبارى نجوم الدراما في العالم العربي، ليس فقط في تقديم أهم الأدوار الفنية، بل وفي رهانات الاختلاف والتنوّع في جذب جمهور الشاشة الفضية وعشاق الدراما كل عام، في الوقت الذي فرض فيه العزل المنزلي، بسبب انتشار فيروس «كورونا» المستجد، للمرة الأولى، ظروف متابعة استثنائية، ستوجه دفة الاهتمام والإقبال نحو الدراما العربية على وجه الخصوص، لتضاعف مشاهدات جميع الأعمال المتسابقة هذا العام، التي نقف اليوم على أبرز مميزاتها، وأكثر شخصياتها الفنية فرادة وخصوصية.
مغامرة درامية جديدة، تخوضها النجمة الكويتية، سعاد العبدالله، هذا العام في مسلسل «جنة هلي»، في تعاونها الدرامي السادس، الذي بات شراكة فنية حقيقية مع الكاتبة الكويتية، نوف المضف، والرابع مع المخرج السوري، منير الزعبي، الذي أخرج لها مسلسلات: «نوايا» 2016، «عبرة شارع» 2018، «أنا عندي نص» 2019، وصولاً إلى عملها الرمضاني الجديد الذي تقدم فيه هذه المرة شخصية «أديبة»، السيدة الموقرة والتربوية المتقاعدة، التي تقرر التفرغ كلياً لرعاية أسرتها، وفض مشكلات أبنائها وأزمات أحفادها وزوجها عمران المستهتر، وذلك بعد أن تفاوتت الأجيال، وتباينت الطباع والأمزجة التي تعكس طبيعة الحياة بين أفراد الأسرة الواحدة، لتبقى «أديبة» المحبة لأسرتها والمتفانية في جمع شملها والوصول بها إلى بر الأمان، وفية لقناعاتها، رصينة ومتعقلة في قراراتها، مهما تعطلت السبل أو تعذرت الحلول. وجاء العمل بإيقاع متزن يتناسب مع أداء النجمة وشخصيتها في العمل، المتشاركة فيه مع نخبة من النجوم، أبرزهم: إبراهيم الحربي، انتصار الشراح، لمياء طارق، شيماء علي، ملاك، هند البلوشي، نور، شهد الياسين وعدد من الوجوه الشابة الأخرى.
رصانة وحرفية
حيثيات هذه الإطلالة الرمضانية الجديدة لا تترك مجالاً للشك في رصانة وحرفية أداء النجمة، لدورها وقدرتها «الآسرة» في كل مرة على «تلبس» شخصياتها الدرامية، والالتصاق بتفاصيلها بشكل تتداخل فيه الحدود، وسرعان ما تتلاشى لتصبح حقيقة ساطعة وناطقة بالصدقية والإقناع، وبالاختلاف البراق كل مرة. «أديبة» اليوم تبتعد عن «أسماء» المثقفة وأمينة المكتبة المتقاعدة في مسلسل «أنا عندي نص» رمضان 2019، كما تبتعد كلياً عن شخصية «انتصار» الشديدة والمتسلطة في مسلسل «عبرة شارع» رمضان 2018.
فيما يبدو أن الأدوار الإيجابية، قد استمالت مجدداً النجمة هذا العام، لتبرع في تجسيدها في «جنة هلي»، «بتصرف» أنصف الشخصية وأحكم ضبط اختلاجاتها وردود أفعالها، وحتى صراعاتها النفسية على الشاشة.
مسيرة حافلة
تزخر مسيرة النجمة بما يزيد على 62 مسلسلاً تلفزيونياً، و20 فيلماً وسهرة تلفزيونية، وعدد كبير من البرامج المقدمة للشاشة الفضية. فيما كرست سعاد العبدالله حضورها المسرحي اللامع منذ مشاركتها الأولى مع فرقة المسرح الكويتي عام 1964، وتخرجها في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1975، إذ قدمت بعده وحتى عام 1997 أكثر من 28 عملاً مسرحياً، إلى جانب مشاركاتها الفاعلة في العديد من الأوبريتات والمسرحيات الغنائية، التي وصل عددها إلى أكثر من 12 أوبريتا غنائياً، وبرامج تلفزيونية وأعمال إذاعية تجاوزت 14 عملاً. في جانب آخر، تعد سعاد العبدالله أول فنانة خليجية تقدم تجربة برامج فوازير بأسلوب خليجي، بمشاركة الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، في عام 1986، وبطولة برنامج المسابقات والفوازير الذي حمل عنوان «أمثال وغطاوي». فيما استطاعت العبدالله خلال مشوارها الفني تشكيل ثنائيات مميزة تركت بصمة لافتة لدى الجمهور، مثل مشاركتها عبدالحسين عبدالرضا في أعمال: درس خصوصي، عزوبي السالمية، على هامان يا فرعون، أوبريت بساط الفقر، أوبريت شهر العسل، أوبريت بعد العسل، زمان الإسكافي، كما قدمت مع سيدة الشاشة الخليجية، حياة الفهد، سلسلة من أهم الأعمال التلفزيونية الناجحة، مثل الفيلم التلفزيوني حاجز الوهم، درس خصوصي، خرج ولم يعد، خالتي قماشة، رقية وسبيكة في عام 1986، على الدنيا السلام 1987، سليمان الطيب 1993، البيت بيت أبونا 2013.
جوائز ومشاركات
إلى جانب عضويتها في الهيئة العالمية للمسرح منذ عام 1999، شاركت «سندريلا الشاشة الخليجية» في لجان التحكيم بمهرجان الخليج 1977، ومهرجان الكويت المسرحي في دورته الرابعة عام 2000، كما ترأست لجنة التحكيم في مهرجان الشارقة المسرحي في 1999، وتتويجاً لمسيرتها الفنية التي تجاوزت 57 عاماً، نالت سعاد العبدالله عشرات الجوائز في مجال المسرح والتلفزيون، مثل جائزة الريادة الأولى للمسرح في تونس عام 1976 وجائزة مهرجان قرطاج المسرحي عام 1989 وجائزة المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون الـ14 عام 2009، وذلك عن دورها في مسلسل «فضة قلبها أبيض». إلى جانب جوائز مهرجان الخليج الأول والثاني والثالث، في الوقت الذي تم تكريمها بالكويت سبع مرات. كما نالت النجمة في لندن جائزة المرأة العربية لعام 2018، تكريماً لإسهاماتها الفاعلة في خمسة عقود لدعم الحركة الفنية والدرامية، كما تم تكريمها في مهرجان «ليالي المسرح الحر» بالأردن في 2019.
تتويجاً لمسيرتها الفنية، التي تجاوزت 57 عاماً، نالت العبدالله عشرات الجوائز في مجالَي المسرح والتلفزيون.