«إطلالات».. آسر ياسين.. كوميدي ناجح «بـ 100 وش»
على امتداد أيام الشهر الفضيل، يتبارى نجوم الدراما في العالم العربي، ليس فقط في تقديم أهم الأدوار الفنية، بل وفي رهانات الاختلاف والتنوّع في جذب جمهور الشاشة الفضية وعشاق الدراما كل عام، في الوقت الذي فرض فيه العزل المنزلي، بسبب انتشار فيروس «كورونا» المستجد، للمرة الأولى، ظروف متابعة استثنائية، ستوجه دفة الاهتمام والإقبال نحو الدراما العربية على وجه الخصوص، لتضاعف مشاهدات جميع الأعمال المتسابقة هذا العام، التي نقف اليوم على أبرز مميزاتها، وأكثر شخصياتها الفنية فرادة وخصوصية.
إطلالة غير متوقعة، سجلها الفنان المصري، آسر ياسين، هذه المرة في مسلسل «بـ100 وش»، ليجتذب بها أنظار النقاد والمتابعين لماراثون الدراما الرمضانية هذا العام، بعد أن تحدى النجم نفسه في مغامرة درامية حقيقية، مغايرة تماماً لنوعية الشخصيات التي قدمها في إطلالاته السابقة على الشاشة الفضية أو في السينما، وينجح بالتالي، بجدارة، في إثبات براعته في تحديات الكوميديا الرمضانية الناجحة، ما ساعد على نجاح «بـ100 وش»، وأسهم في نسب المشاهدة المتزايدة التي حققها العمل في سباق الدراما الرمضانية.
يأتي ذلك على الرغم من الآراء والانتقادات التي طالت العمل، وأشارت إلى وقوعه في مطبات التطويل والمبالغة، مباشرة بعد انقضاء حلقاته الأولى التي اتسمت إيقاعاتها السريعة واللافتة بالحركية والسلاسة، ورؤيتها الإخراجية بالقوة والتجديد اللافتين، تحت إدارة المخرجة المصرية كاملة أبوذكري، ومشاركة نخبة من نجوم الدراما المصرية، والوجوه الجديدة التي راهنت عليها أبوذكري في توليفة التجديد التي انتهجتها، ونجحت بها في تحقيق معادلة الكوميديا الخفيفة والساخرة، التي تتغلغل في الشخصية المصرية، وتقدمها بشكل يستحق المشاهدة.
على صعيد الأداء، استطاع آسر ياسين، من خلال شخصية عمر حسين الجزار، تقديم وجه جريء متفرد وغير مألوف للجمهور، وذلك، بعد إطلالته الكوميدية «اليتيمة» في فيلم «بيبو وبشير»، الذي جمعه بالنجمة منة شلبي عام 2011.
في الوقت الذي تعد هذه الإطلالة الرمضانية هذا العام، الثانية التي يتشارك فيها البطولة مع نيللي كريم، بعد فيلم «احنا اتقابلنا قبل كده» عام 2008، إذ أجاد النجم في المسلسل الجديد الغوص في عمق شخصيته، والتحكم في تفاصيلها سواء الخارجية (حركة الإشارات والإيماءات الكوميدية)، التي برع في تجسيدها بصدقية وإيفاء لمتطلبات الدور، أو النفسية في الجزء المتعلق بالمبررات والدوافع الخفية وراء الانخراط في عمليات النصب، التي تسبب فيها تخلي الوالد الغادر لأسرته في الماضي، وفي ردود أفعال ياسين وأسرار علاقته المؤلمة بخطيبته، التي سبقت قرار ارتباطه بالعمل مع «سكر» (نيللي كريم) شريكته في عمليات النصب مع الفريق.
نجومية تلفزيونية
جاءت أولى مشاركات النجم آسر ياسين التلفزيونية في مسلسل «ملح الأرض» عام 2004 إلى جانب محمد صبحي، قبل أن تتاح له فرصة الوقوف إلى جانب سهير البابلي في مسلسل «قلب حبيبة» للمخرج خيري بشارة عام 2005، ومسلسل «لحظات حرجة»، الذي شارك من بعده في مسلسل «عمارة يعقوبيان» في 2007، ومسلسل «الجماعة» و«عرض خاص» في 2010، ومن ثم مسلسل «البلطجي» في 2012 الذي حقق نجاحاً جماهيرياً لافتاً.
أما في 2015، فأطل ياسين ضيف شرف في مسلسل «لهفة» إلى جانب دنيا سمير غانم، وشارك باسل خياط بطولة مسلسلَي «الرحلة»، و«30 يوم» في رمضان قبل الماضي، قبل أن يغيب عن شاشة التلفزيون في رمضان الماضي، ويعود هذا العام بثلاثة مسلسلات هي: «في كل أسبوع يوم جمعة» مع منة شلبي، في شخصية عماد الرجل الثري المعاق عقلياً، و«بـ100 وش»، علاوة على إطلالته ضيف شرف في مسلسل «الاختيار» إلى جانب أمير كرارة، وتقديمه شخصية النقيب «علي» الضابط الشهيد في الجيش المصري.
مقدرة فنية
اللافت في مسيرة آسر ياسين قراره الانخراط في العمل الفني، بعد بطولته لإحدى المسرحيات الجامعية، التي جاءت أثناء دراسته الهندسة الميكانيكية بالجامعة الأميركية في القاهرة، وجاءت فرصة المشاركة في الفيلم السينمائي القصير «بيت من لحم»، للمخرج رامي عبدالجبار، في عام 2005. وشارك عام 2006 في فيلمَي «حليم» و«عمارة يعقوبيان»، ليشهد في عام 2008 موسماً حافلاً بالمشاركات السينمائية الواسعة في أفلام: «على جنب يا أسطى، زي النهارده، جنينة الأسماك، تأملات مبهمة، الوعد، إحنا اتقابلنا قبل كده»، كما تصدى لبطولة فيلم «رسائل البحر» للمخرج داوود عبدالسيد في 2010، ولبطولة عشرات الأفلام السينمائية التي تجاوزت 24 فيلماً، من أهمها «تراب الماس» 2018، و«من ضهر راجل» 2015، و«ولاد رزق 2»، وغيرها من الأفلام الناجحة التي أبرز فيها النجم موهبته في تقمص مختلف الشخصيات والأدوار.
• استطاع آسر ياسين تقديم وجه جريء متفرّد وغير مألوف للجمهور.