«كورونا» يضرب «بيزنس» الزواج بالهند..60 مليار دولار في خطر
كان من المتوقع أن يأتي نحو عشرة آلاف مدعو إلى حفل زواج أفيناش سينج باجري وكيرتي أجروال، والذي كان من المفترض أن يقام في شهر أبريل الماضي بمدينة ساتنا الهندية، وتم بالفعل إرسال الدعوات واختيار قائمة الأطعمة التي ستقدم في الحفل.
ولكن قبل أسابيع من هذه المناسبة الكبرى وصل فيروس كورونا إلى الهند، ودفع السلطات إلى إعلان إغلاق عام ووقف التحركات في جميع أنحاء البلاد، وهو لم تشهده الهند من قبل.
وقرر كل من باجري وأجروال وكلاهما يبلغ من العمر 31 عاما، تأجيل موعد الزواج الذي اختاراه بحيث يتواكب مع يوم يعد ميمونا في الهند، حيث يحدده غالبا الكهنة والعرافون قبل عقد القران بشهور، وبدلا من ذلك فضل العروسان عقد الزواج عن طريق الإنترنت.
وعلى الرغم من هذا الاتجاه الجديد، فمن غير المرجح أن يحل الزواج في العالم الافتراضي محل بيزنس الزواج في الهند الذي تبلغ تعاملاته أموالا هائلة، حيث تنفق الأسر أموالا طائلة على شراء الملابس والحلي وعلى الزينات والاحتفالات التي تستمر لعدة أيام.
ويهدد كورونا «بيزنس» الزواج الذي تتراوح تعاملاته بين 50 إلى 60 مليار دولار سنويا، ويضع هذه الارباح بخطر، إضافة إلى ان ملايين الأشخاص يعملون في هذا المجال.
وبات مستقبل هذا العمل كئيبا بعد أن كان يوصف بأنه مقاوم للركود الاقتصادي، وتم إلغاء حفلات الزواج التي كان مقررا إقامتها منذ منتصف مارس الماضي، كما يبدو مستقبل موسم هذه الحفلات والممتد من نوفمبر حتى فبراير من كل عام غير مبشر.
ويقول تاناز واديا وهو شريك في شركة لإدارة الحفلات مقرها مدينة مومباي «أصبح كل شيء غير مؤكد، وبالتالي لم يعد أحد يرغب في تحديد أي موعد للزواج». ويضيف واديا إن شعاع الأمل الوحيد للعام المقبل -وهو موسم الشتاء 2021- يتمثل في أن كثيرا من الناس أجلوا حفلات زواجهم. وأوضح أن «معظم الناس أجلوا زواجهم أملا في تحسن الأوضاع».
يؤكد واديا أن «الزواج عبر الإنترنت ليس ملائما للثقافة الهندية خاصة بالنسبة لكبار السن، فهم يريدون إجراء مراسم الزواج وفقا للتقاليد المتوارثة والتي يجب أن تشهد أفراحا واحتفاليات».
ويرى أن الزواج عبر الإنترنت لا يمكن أن يحل محل الزواج التقليدي في الهند ولكنه يمكن أن يصبح إضافة إليه، فمثلا يمكنه أن يساعد أولئك الذين يجدون صعوبة في السفر على المشاركة في حفل الزواج إليكترونيا«.
والسؤال هنا هو هل الأزواج الذين تزوجوا عبر الإنترنت في أبريل الماضي كانوا سيقومون بنفس الفعل لو لم يكن ثمة إغلاق بسبب جائحة كورونا ؟. ربما ليست لديهم إجابة مؤكدة.
وعموما افتقد الزوجان باجري وأجروال حضور أبويهما مراسم الزواج على أرض الواقع، وقالا»إن هذا هو الندم الوحيد الذي شعرنا به باتباعنا هذه الطريقة الجديدة في الزواج".