أجبرهما الإقفال التام بسبب «كورونا» على العودة إلى قريتهما في الهند
فتاة تقود دراجة هوائية 1200 كم مصطحبة خلفها والدها المصاب
أصبحت فتاة هندية حديث الناس في بلدها، محتلة عناوين الأخبار، بعدما حملت والدها المصاب خلفها على دراجة هوائية، قاطعة به أكثر من 1200 كيلومتر، في أنحاء البلاد، بعدما أجبرهما الإقفال التام، بسبب فيروس كورونا المستجد، على العودة إلى قريتهما.
واجتذبت قصة الفتاة جيوتي كوماري (15 عاماً)، ليس الصحافة الهندية فحسب، بل وصل صداها إلى وكالات الأنباء والصحف العالمية، التي أفردت تقارير لها، كما غردت عن صمودها ابنة الرئيس الأميركي، إيفانكا ترامب، على حسابها بموقع «تويتر»، علاوة على عدد كبير من المشاهير.
كما تلقت جيوتي دعوة للمشاركة في تجارب المنتخب الوطني الهندي للدراجات الهوائية، بعدما عبرت على متن إحداها هذه المسافة الطويلة.
وأشارت تقارير صحافية محلية إلى أن جيوتي قادت الدراجة، فيما جلس والدها موهان باسوان خلفها حاملاً أغراضهما، من مدينة غوروغرام قرب العاصمة نيودلهي، إلى قريتهما في ولاية بيهار شمال شرقي البلاد.
وبعد رحلة امتدت سبعة أيام، قطعا خلالها 1200 كيلومتر، وصل الأب وابنته إلى قريتهما في 16 مايو الجاري.
ويعمل باوسان سائق عربة أجرة (توكتوك)، لكنه فقد وظيفته حاله كحال الملايين من العمال في البلاد، بعدما فرضت السلطات الإقفال التام، ومنعت التنقل منذ مارس الماضي للحد من تفشي «كوفيد-19».
ومع عدم توافر المال لدفع الإيجار أو شراء الطعام وتوقف وسائل النقل العام، عاد كثيرون إلى قراهم إما سيراً على الأقدام، أو عبر الدراجات الهوائية مثل جيوتي وأبيها. واحتلت الرحلة الشاقة للوالد وابنته، على متن دراجة مستعملة اشترياها بما تبقى معهما من أموال، عناوين الصحف، لتشتهر جيوتي بلقب فتاة الدراجة التي وعدت أمها بأنها ستقوم بمهمتها: «إعادة بابا للمنزل»، بعدما أصيب بجروح ولم يعد قادراً على المشي. وكانت تطمئن والدتها على طول الطريق باستخدام الهواتف المحمولة المستعارة: «لا تقلقي، أمي، سأعيد أبي إلى المنزل». ولفتت الفتاة أنظار الاتحاد الهندي للدراجات الهوائية، الذي دعاها إلى المشاركة في تجارب المنتخب الوطني، وقال رئيس الاتحاد، أونكار سينغ، لـ«وكالة فرانس برس»: «لقد قطعت تلك المسافة في سبعة أيام مع والدها (على متن الدراجة) وبعض الأمتعة، لذا أعتقد أنها تتمتع بأمر مميز، تلك القدرة على التحمل»، وأشار إلى أن الاتحاد يرغب في اختبارها لرؤية ما إذا كانت قادرة على المنافسة في مسابقات رسمية، وتابع: «قالت إنها ترغب في متابعة دراستها، فأجبناها أننا نهتم أيضاً بالدراسة في أكاديمياتنا»، ويأمل الاتحاد في أن تتمكن جيوتي من العودة إلى نيودلهي ما إن تُرفع قيود السفر المفروضة في البلاد.
الابنة والوالد اشتريا الدراجة المستعملة بما تبقى معهما من أموال.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news