مشاركون في «تأثير المنصات الرقمية»: التلفزيون قادر على البقاء
تحت عنوان «تأثير المنصات الرقمية على المحتوى التلفزيوني»، استضاف نادي رواد التواصل الاجتماعي التابع لنادي دبي للصحافة في مجلس المؤثرين العرب، مجموعة من الأسماء البارزة في عالم التلفزيون والتمثيل في جلسة افتراضية عقدت أول من أمس عبر تطبيق «زووم».
تناولت الجلسة التي تحدث فيها ممثلو العديد من القنوات التلفزيونية قضية المحتوى الذي يقدم عبر منصات التواصل، وتكامله مع ما يقدمه التلفزيون لتؤكد في الختام أهمية التلفزيون، وأن كل هذه المنصات مجتمعة هدفها أن تكمل عمله، ولا يمكنها تهديد وجوده كوسيلة أساسية للترفيه.
من جهته، أكد المتحدث الرسمي لمجموعة «إم بي سي» مازن الحايك، أن العالم الرقمي فرض نفسه في المجال الإعلامي ولم يعد اختيارياً، إذ أصبح إلزامياً منذ 10 سنوات، مشيراً إلى أن «مسألة الدمج أصبحت واقعاً، واليوم لا يمكن إيصال المحتوى من غير منصة قوية، وبالتالي فالتكامل بين المنصة والمحتوى مطلوب» عبر ما أطلق عليه «الخلطة السحرية». وأضاف أن التلفزيونات التقليدية هي التي خسرت مشاهدين، بينما التي كانت جاهزة لاستقبال جمهور المنصات الرقمية لم تفقد مشاهديها، بل حافظت على جمهورها. وتابع الحايك: «العائلات مازالت تشاهد التلفزيون بامتياز، وليس لدى الكل القدرة والرغبة في مشاهدة مسلسل كامل في يومين على المنصات، كما أن المنصات تعد حديثة العمر، وكل منصة جديدة تأتي لتمحو الأقدم منها، بينما التلفزيون برهن على أنه الأكثر قدرة على البقاء والاستمرار، ومازال قادراً على تقديم الكثير بالمستقبل».
تفاعل
من جهتها، قالت مدير القنوات العامة في مؤسسة دبي للإعلام سارة الجرمن: «لقد بدأت ظاهرة مشاهدة البرامج عبر منصات التواصل الاجتماعي منذ سنوات مع تويتر، وتغيرت طريقة المتابعة، اذ باتت تحمل التفاعل للمشاهد، وكان الأساس في تغيير نمط المتابعة ونمط البرامج أيضاً، كما أنه غيّر آلية القياس التقليدية لمدى نجاح البرنامج، إذ بات المقياس هو التواصل الاجتماعي والتفاعل وردود فعل الجمهور، وقد تدخل المتابع في صناعة المحتوى بشكل أو بآخر». ولفتت إلى أن المحتوى يجب أن يحمل هدفاً معيناً، وكلما كانت الجودة أعلى كان الوصول للمشاهد أكثر والنجاح أكبر، والوصول للمنصات أوسع.
تطور سريع
من جانبه، تطرق الممثل الإماراتي أحمد الجسمي، الذي شارك في الجلسة إلى الاعتبارات الأساسية بالنسبة إليه في مسألة الإنتاج الدرامي، مشيراً إلى أن الجميع اليوم يحتاج إلى التماشي مع التطور السريع جداً في المعطيات الحالية التي تحدث في مسألة عرض الدراما.
وأضاف أن الحكاية هي التي تفرض كيفية التعاطي مع الدراما، ففي السابق كانت هناك سهرات تلفزيونية قبل بروز المنصات الرقمية، عبر أعمال تتألف من سبع حلقات أو 12، وقد تم تحويل الدراما إلى 30 حلقة لأن المنافسة الحقيقية تكون في شهر رمضان المبارك.
ونوه الجسمي بأن الذكاء يكون في اختيار الفكرة الرئيسة وكيفية طرحها، وتقديم محتوى بعيد عن التقليدية التي ملّ منها الجمهور. وشدد على أن الجميع ملتزم تجاه المجتمع والثوابت والقوانين، لافتاً إلى أنه ضد الخروج على أفكاره لتقديم ما يحظى بالجماهيرية.
وذكر أن هناك عدداً كبيراً من نجوم السوشيال ميديا، ولكن ليس جميهم يملكون المحتوى الجيد «لذا يجب أن نسأل من يستحق الاستضافة في برنامج أو شراء مادته، فلا يجب اللجوء إلى القشور في طرح القضايا والتعاطي معها على أنها شبابية بل يجب البحث عن العمق، ويمكن الذهاب إلى التاريخ وتقديم شخصيات ملهمة».
ورأى الفنان الإماراتي أن المحطات الرقمية قد نشطت في الأعوام الأخيرة بسبب وجود منصات غربية تنافس وبقوة، فالمنافسة هي التي تؤدي إلى التقدم بلا شك.
قضايا مرتبطة
شارك في الجلسة التي استمرت ما يزيد على ساعة مجموعة من الإعلاميين والمنتجين والمديرين في قنوات تسهم في صناعة المحتوى، من بينهم الممثلة ميساء مغربي، ومدير البرامج في تلفزيون دبي أحمد عبدالله.وتناول المشاركون قضايا مرتبطة بالمحتوى الدرامي والمادة الإخبارية التي تقدم عبر شبكات التواصل، والشكل الذي يقدم المحتوى فيه من خلال تكامل المحتوى الرقمي والتلفزيوني.
أحمد الجسمي:
«الذكاء يكون في اختيار الفكرة الرئيسة وكيفية طرحها، وتقديم محتوى بعيد عن التقليدية التي ملّ منها الجمهور».
مازن الحايك:
«التلفزيونات التقليدية خسرت مشاهدين، والتي استعدت لجمهور المنصات الرقمية لم تفقد مشاهديها».
سارة الجرمن:
«المحتوى يجب أن يحمل هدفاً معيناً، وكلما كانت الجودة أعلى كان الوصول للمشاهد أكثر والنجاح أكبر».