تنظمها قاعة في باريس لتشكل متنفساً لعشاق الموسيقى
حفلة بعازف ومتفرج وحيدين.. وبينهما 5 أمتار بأمر «كورونا»
يجلس عازف الجاز في مقابل المتفرج الوحيد لحفلته في باريس، وتفصل بينهما مسافة خمسة أمتار.. يتبادلان كلمات قليلة، وتتصاعد بعدها أنغام من الساكسفون، مثل البلور، لتشكّل متنفساً يحرر بعد أشهر عدة دون موسيقى حية؛ بسبب فيروس كورونا المستجد.
ومنذ الثاني من يونيو الجاري، تنظم قاعة الجاز «لا غار»، في شمال شرق باريس، كل مساء، نحو 100 «حفلة منفردة لمتفرج وحيد»، تستمر نحو خمس دقائق، وتضم «فناناً يعاني عدم العطاء منذ شهرين، ومتفرجاً يعاني شحاً بسبب عدم تلقيه أي شيء منذ شهرين»، حسب جوليان دو كاسابيانيا، أحد مؤسسي القاعة.
ويجب أن يسجل الشخص اسمه، ثم ينتظر دوره على القائمة. وعندما يحين الوقت يفتح الباب أمام لقاء وجهاً لوجه مع العازف لدقائق معدودات.
وتغرق القاعة - وهي على شكل دهليز - في الظلام. وفي آخرها، يضفي مصباحان، وسجادة عجمية، وباقتان من الزهر الأبيض، أجواء دافئة وهادئة. ويسأل الفنان: «مرحباً ما اسمك؟»، فيما ترسم الأنوار الخافتة ظلالاً على جسمه. ويعرّف المتفرج الجالس على كرسي على بعد أمتار قليلة عن نفسه، لتبدأ «الحفلة المنفردة».
ويتجدد اللقاء مع كل حفلة جديدة. يبتسم المتفرجون، وتمر بعيونهم سعادة وجودهم في المكان. البعض منهم يراقب بإمعان مع تركيز كبير. البعض الآخر يلتفت إلى شريكه، لأنه يحق لصديقين أو فردين من عائلة واحدة تشكيل «كيان واحد» لحضور الحفلة معاً.
ويقول عازف الساكسفون، بونوا كروست، أحد فنانين كانا يعزفان مساء الأربعاء الماضي في القاعة: «أشعر بأن الناس يأتون فعلاً ليروحوا عن أنفسهم. في ظرف كهذا لا فاصل بين الفنان والجمهور». بينما يؤكد عازف الساكسفون الآخر، غائيل أوريلو «العزف مجدداً بالنسبة لي هو تحرر فعلي. وبحسب نفسية الناس، أشعر أحياناً بأن عليَّ أن أعزف أشياء مختلفة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news