من فتاة فقيرة إلى ملكة جمال ثم عارضة أزياء ونجمة تمثيل

رجاء الجداوي: أريد أن أمثّل حتى آخر يوم في حياتي

رجاء الجداوي مع إحدى حفيداتها في المنزل. أرشيفية

تعدّ الفنانة المصرية رجاء الجداوي صاحبة تاريخ فني طويل جداً، بدأته من عروض الأزياء، ثم دخلت الفن عن طريق المصادفة البحتة، لتصبح واحدة من أهم الممثلات اللاتي شاركن بأعمال فنية ضخمة في السينما والمسرح والتلفزيون. وتمر النجمة الكبيرة حالياً بوعكة صحية خطرة، بسبب إصابتها بفيروس كورونا المستجد، حيث تتلقى العلاج في مستشفى العزل بمنطقة أبوخليفة بمحافظة الإسماعيلية المصرية. وكان لـ«الإمارات اليوم» حوار مع النجمة الكبيرة قبيل أزمتها الصحية، تحدثت فيه عن بدايتها الفنية، وأهم محطاتها الفارقة، وعلاقتها بجيل الشباب، وسبب قبولها العمل مذيعة مع عمرو أديب، وكذلك في الإذاعة، وكشفت كذلك عن علاقتها بالنجم الكبير عادل إمام، كما كشفت عن تعلقها بالتمثيل، وأنها لن تترك العمل أبداً، مؤكدة «أريد أن أمثّل حتى آخر يوم في حياتي».

البداية

الجداوي تحدثت في البداية عن بداية رحلتها الصعبة بالفن، حيث تنتمي إلى عائلة ثرية جداً، تعرضت لمصادرة أموالها، ومرت رجاء بأزمات رهيبة، اضطرتها للعمل في مهن بسيطة جداً لتستطيع أن تعيش، حتى تغيرت حياتها عن طريق المصادفة، عندما شاركت في مسابقة بعنوان ملكة جمال القطن بحديقة الأندلس. وتقول الجداوي «نجحت في الاختبار، وانتخبت ملكة جمال ذلك العام، ولعب القدر معي عندما فوجئت بوجود المخرج هنري بركات يومها، الذي رشحني للمشاركة في فيلم (دعاء الكروان) مع أحمد مظهر وفاتن حمامة، وهنا بدأت حياتي الفنية، ودخلت أولى وأهم المحطات، حيث تعلمت الالتزام والتمثيل من العظيمة فاتن حمامة، وأثرت كثيراً في شخصيتي». وأضافت رجاء «بعد (دعاء الكروان) ترشحت لعمل ضخم هو فيلم إشاعة حب، مع عمر الشريف، وسعاد حسني، ويوسف وهبي، وهند رستم، وتعرضت لأزمة كبيرة بسبب هذا الفيلم، حيث أصابني الرعب، ولم أستطع النطق بكلمة، ولكن الجميع ساعدوني».

مرحلة المسرح

رجاء الجداوي نجمة مسرحية من الطراز الأول، بغض النظر عن قدراتها السينمائية، وكانت بدايتها المسرحية في فرقة تحية كاريوكا وفايز حلاوة، حيث قدمت الكثير على المسرح، وتعلمت اللغة الصحيحة والأداء المباشر، ثم تطورت لتصل إلى مرحلة العمل مع عادل إمام في مسرحيات عدة، أولها «الواد سيد الشغال»، التي استمرت سنوات طويلة، وواصلت رجاء الجداوي رحلتها المسرحية مع الزعيم لمدة تقترب من 20 عاماً. وهي الفترة التي قالت عنها «تعلمت الكثير من هيبة المسرح، فهو له قدسيته، وبه حالة رائعة مباشرة مع الجمهور، وتلمس في اللحظة نفسها نجاحك من فشلك. واكتسبت خبرات عظيمة من عادل إمام، والمخرج المسرحي سمير خفاجة».

علاقتها بالزعيم

وعن علاقتها بعادل إمام، قالت الجداوي «هو فنان عظيم، وأخ وصديق ومعلم ومدرسة، وحالة لم تتكرر في تاريخ الفن العربي، فهو من صنع المعادلة الصعبة من حيث النجومية والموهبة والنجاح المدوي على المسرح، وفي السينما والتلفزيون، وهو النجم الأول بالعالم العربي، ولم ينافسه أحد طوال عشرات السنين». وأضافت «اتهمني البعض بأن عادل إمام استحوذ عليّ فنياً على المسرح، وعطلني عن المشاركة مع غيره في السينما والتلفزيون، ولكن هذا غير حقيقي، فالزعيم أضاف لي، ومنحني أكثر مما كنت أتخيل، ولم يعطلني عملي في المسرح عن السينما والدراما، وبالعكس كنت أشارك في أعمال بالسينما والتلفزيون وقت العروض المسرحية، وكنت أستفيد من رأيه في كل شيء».

العمل الإعلامي

لم تكتف رجاء الجداوي بالعمل ممثلة مسرحية وسينمائية وتلفزيونية، لكنها خاضت أيضاً تجربة التقديم الإعلامي لعدد من البرامج التلفزيونية والإذاعية، وأنجحها تجربتها مع المذيع المصري عمرو أديب. وقالت عن أسباب خوض التجربة «دائماً أشعر بأن لديّ فائضاً من الطاقة، وأحب المغامرة وخوض مجالات مختلفة، وتقديم البرامج كان شيئاً لذيذاً وجميلاً ومختلفاً ومحبباً إلى قلبي، لأنه قريب من الناس، ويعتمد على مناقشة مشكلاتهم والتفاعل معهم»، مضيفة أنها لهذا خاضت تجربة تقديم البرامج، وبدأت بالإذاعة عام 1990، وقدمت برنامجاً يبحث في مشكلات الناس، ثم واصلت الطريق في العمل بتقديم البرامج حتى عرض عليها مشاركة عمرو أديب في أحد البرامج. وتقول عن التجربة «أتمنى الاستمرار حتى نهاية عمري بالتمثيل والتقديم التلفزيوني، لأنهما يشعرانني بحب الجمهور، كما استطيع أن أتفاعل معهم وأسمعهم وأحل مشكلاتهم».


جيل الشباب

رغم مشوار رجاء الجداوي الكبير، إلا أنها متواصلة بشكل كبير مع الأجيال الجديدة من النجوم الشباب، وكان آخر أعمالها مسلسل «لعبة النسيان» مع دينا الشربيني، كما شاركت في الكثير من المسلسلات الكوميدية للنجوم الشباب. وحول علاقتها بهذه الأجيال، قالت «تربطني بالجيل الجديد علاقة رائعة، فهم أبنائي وأصدقائي وزملائي، وهم موهوبون جداً، ولهم شخصية متفردة ومختلفة، وكل منهم حالة في حد ذاته». وأضافت «مبدعون رغم صعوبة الظروف التي يعيشون بها، وأنا أحبهم، وأحب حبهم لي، وأرى أن الجيل الجديد رائع، ومنهم مواهب عظيمة، فأحب من دون ترتيب، وعلى حسب ما تسعفني ذاكرتي: منى زكي، وأحمد السقا، ودينا الشربيني، وأحمد حلمي، ومنة شلبي، وأحمد فهمي، ويضحكني جداً الفنان الشاب الكوميدي أكرم حسني، وأعتبره من أهم كوميدينات مصر».

«اتهمني البعض بأن عادل إمام استحوذ عليَّ فنياً على المسرح ولكن هذا غير حقيقي».

تويتر