منصور الفيلي: الممثل الإماراتي مظلوم بسبب قائمين على الإنتاج
بعد تجربته السينمائية بدورٍ رئيسٍ في فيلم هندي، عاد الفنان الإماراتي منصور الفيلي مجدداً إلى أجواء الكوميديا المحلية، ليقدّم في رمضان الماضي بالمسلسل التراثي «بنت صوغان»، شخصية «خماس»، إلى جانب نخبة من نجوم الكوميديا، الذين نجحوا في رسم الابتسامة عبر العمل الذي عرض على شاشة «سما دبي».
وكشف الفيلي في حواره مع «الإمارات اليوم»، عن موقفه من قضايا تتعلق بالدراما المحلية في ظل تركيزها على الأعمال الكوميدية التراثية على حساب المعاصرة التي غابت عن الشاشات لأسباب عدة يسهب الفنان صاحب التجارب الإنتاجية والفنية الطويلة، في مناقشة تفاصيلها بصراحة تصبّ في مصلحة الممثل الإماراتي الذي يعتبره الفيلي مظلوماً بسبب محدودية نظرة بعض القائمين على الإنتاج له، علاوة على حصرها في الموسم الرمضاني.
وحول مسلسل «بنت صوغان»، أكد الفيلي فرادة تجربته الكوميدية الجديدة في العمل، وتجاوب الجمهور مع «صنكاح» و«قضمة» و«خماس» الظرفاء الثلاثة الذين نجحوا في رسم الابتسامة في عمل يستند إلى مرتكزات التراث المحلي وألقها. وأضاف «لا شك أنني سررت بالمشاركة في هذا العمل بعد مشاركاتي السينمائية المتعددة في هوليوود وبوليوود، فيما كان هذا المسلسل بمثابة العودة التي أسجلها إلى أجواء الكوميديا المحلية الخفيفة، كما أحرص على التواجد في الدراما الإماراتية بشكل شبه سنوي، وإن كنت أعتبر نفسي انتقائياً في اختيار النصوص والأعمال الكوميدية المحلية التي أشارك فيها، بعد تجربة فنية تجاوزت اليوم 30 عاماً».
خصوصية
عن خصوصية مشاركته في أعمال الكاتب الإماراتي جمال سالم، قال الفيلي «ارتبط أول نجاحاتي الفنية بأعمال سالم، بعد أن أتيحت لي فرصة المشاركة في أول أعماله المسرحية، وفي أول أعماله التلفزيونية من خلال مسلسل (بركون)، كما في أول فيلم سينمائي قصير كتبه وهو (موت بطيء)، إلى جانب مشاركتي في (حب ملكي) الذي يُعد أولى تجارب سالم في مجال الأفلام الطويلة، كما كان للكاتب الإماراتي دور كبير في عودتي إلى الوسط الفني بعد انقطاعي من عام 1998 إلى 2006 بسبب مرض زوجتي ووفاتها»، لافتاً إلى ثقته التامة بموهبة جمال سالم في مجال الكتابة، فهو «بشهادة الجميع كاتب مبدع ومميز تجمعني به عشرة عمر».
«هروب فني»
بصراحة، تناول الفيلي أسباب مراوحة أغلب الأعمال الفنية الإماراتية بين التراث والكوميديا، على خلاف الدراما الكويتية التي نجحت في التطرق إلى العديد من القضايا الاجتماعية الراهنة وطرحها على الشاشة، معتبراً أن «التوجه نحو الأعمال التراثية اليوم يُعد ضرباً من هروب بعض مسؤولي (العملية الفنية) من التزامات طرح مختلف القضايا اليومية على الشاشة، مع أن الفن يجب أن يكون مرآة المجتمع الحقيقية التي يفترض أن تعكس قضاياه وأزماته».
وأكمل: «في السنوات السابقة، قدمت الدراما الإماراتية العديد من الأعمال الهادفة التي لا تنسى مثل (حاير طاير) الذي تطرق إلى العديد من القضايا بشكل جريء، واقعي ومباشر، لكننا اليوم نعاني عدم رغبة مسؤولي الدراما في القنوات التلفزيونية المحلية في التطرق إلى هذه النوعية من الأعمال بحجة التكاليف الإنتاجية، وذائقة الجمهور الإماراتي الذي يميل دوماً إلى الأعمال التراثية والكوميدية».
وحول السباق الدرامي في رمضان، وصف الفيلي ذلك بالتجربة الفاشلة بالنسبة للجمهور الذي يجد نفسه اليوم تائهاً أمام أكثر من 70 مسلسلاً رمضانياً في الوقت نفسه، فيلجأ بالتالي إلى المنصات الرقمية التي أتاحت له فرصة المشاهدة حسب الرغبة، مشيراً إلى معضلة دراما رمضان المادية بالدرجة الأولى، بعد تسابق كل القنوات التلفزيونية بالفوز بالحصص الإعلانية الأعلى على حساب الجمهورالضائع. ولفت إلى تجربته الناجحة خارج السباقات الرمضانية مثل مسلسل «قلب العدالة» الذي حقق نجاحاً واسعاً وتحوّل إلى «ترند» عبر منصة «نتفليكس».
مشاركة عالمية
اعتبر منصور الفيلي، أن مشاركته في عدد من الأفلام العالمية في السينما الهندية والأميركية، نوعاً من التنويع والرغبة التي دفعته إلى خوض غمار العمل الفني على نطاق أوسع، إذ نجح من خلال تجربته السابقة ببوليوود، في التصدي لتقديم شخصية رئيسة، ليكون بذلك أول ممثل إماراتي وعربي يقدّم دوراً رئيساً في فيلم هندي.
كما ترشح الفيلي للمنافسة على جائزة أفضل ممثل دور أول في مهرجان «غاردن سيتي» بولاية نيوجيرسي الأميركية عن دوره في فيلم خلف الكواليس Back Stage للمخرج ساشين أوغسطين.
وكشف الفيلي لـ«الإمارات اليوم»، «لدي مشاركة جديدة في فيلم لمخرج فيلم خلف الكواليس نفسه من المفترض أن يتم إطلاقه خلال هذا العام، إلى جانب مشاركة سينمائية أخرى في فيلم (حكة) للمخرج الإماراتي فهد السويدي الذي عرض في مهرجان العين السينمائي، في الوقت الذي مازلت أنتظر عرض الفيلم السينمائي (The Misfits)، إلى جانب بيرس بروسنان وتيم روث ونخبة من نجوم هوليوود».
ضيق أفق
أكد الفنان منصور الفيلي أن الدراما الإماراتية «تعاني ضيق أفق بعض القائمين على إنتاجها ومحدودية نظرتهم للممثل الإماراتي، واعتمادهم بالتالي على الممثل الخليجي، بعد أن كانت الدراما المحلية، في فترة من الفترات أقوى من شقيقتها الكويتية من ناحية الموضوعات المجتمعية، لكن بفضل القنوات التلفزيونية المحلية، تم دعم الأعمال الخليجية وتوفير المال لإنتاجها وإبراز الممثل الخليجي على حساب الممثل الإماراتي».
«ذائقة الجمهور الإماراتي تميل دوماً إلى الأعمال التراثية والكوميدية.. كلام غير صحيح».
«الدراما المحلية في فترة من الفترات كانت أقوى من شقيقتها الكويتية».