«مروة» تنتصر على السرطان و«كورونا»

تكشف إصابة أربع من مريضات السرطان، في جمعية أصدقاء مرضى السرطان بدولة الإمارات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، عن مدى مخاطر عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية، التي أعلنت عنها الجمعية، المؤسسة المعنية بمكافحة السرطان ونشر الوعي به، حيث أدت الإصابة إلى وفاة إحداهن، وخضوع أخرى للعلاج حتى الآن، وتمكن الحالتين الثالثة والرابعة من النجاة.

إهمال الوقايةوتشير التقارير، التي أجريت لمتابعة حالات المصابات ومصدر الفيروس الذي أصابهن، إلى أنهن جميعاً أغفلن تطبيق الإجراءات والتدابير الوقائية، ولم يستجبن لدعوات التباعد الاجتماعي، حيث أصيبت إحداهن بعد تبادل زيارات عائلية، وأخريات نتيجة الاختلاط في الأماكن العامة. وتؤكد مدير عام جمعية أصدقاء مرضى السرطان، الدكتورة سوسن الماضي، ارتفاع مخاطر انتقال عدوى فيروس كورونا المستجد إلى مريض السرطان، ما لم يلتزم بإجراءات السلامة والوقاية، واتخاذ التدابير الصحية اللازمة، نظراً لضعف المناعة، خصوصاً لدى المرضى الذي يخضعون لعلاجات وعقاقير طبية تتسبب بتراجع مناعتهم. وتوضح مدير عام جمعية أصدقاء مرضى السرطان أن الاندفاع وراء المشاعر، وتبادل الزيارات العائلية في هذه الظروف، خطأ فادح، حيث كانت إحدى هذه الزيارات سبباً في نقل الفيروس إلى مروة المتعافية من سرطان الدم، والتي تضاعفت معاناتها خلال شهر من خضوعها للعلاج من الفيروس.

تشارك مروة، الناجية من سرطان الدم، ذات الـ21 ربيعاً، جميع أفراد المجتمع الإماراتي، لاسيما مرضى السرطان، والمتعافين منه، حكايتها مع الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وكيف أن زيارة عائلية بسيطة كادت أن تودي بحياتها، وهي التي انتصرت قبل ذلك بفضل الله تعالى على سرطان الدم. تقول مروة: «بدأت قصة إصابتي بالفيروس في شهر رمضان، بسبب زيارة عائلية، تبعها على الفور وقوعي فريسة للمرض ولنزلات برد خفيفة كالزكام والخمول، وبحسب معرفتي بأعراض كورونا لم تكن أعراضي من ضمنها، ولم يخطر ببالي أنني مصابة، غير أن تدهور صحتي بشكل متواصل دفع أسرتي إلى إجراء الفحوص اللازمة للاطمئنان، حيث ظهرت النتيجة إيجابية». وتضيف الناجية: «لا يمكن وصف مشاعري لدى معرفتي بأنني مصابة بالفيروس، حيث تملكني الخوف من أن يؤثر ذلك في صحتي، لاسيما أن لديَّ تجربة مريرة مع اللوكيميا، وشعرت بأنني عاجزة، غير أن وقوف عائلتي إلى جانبي عزز ثقتي بنفسي، بالإضافة إلى دور وزارة الصحة ووقاية المجتمع، التي طمأنتنا أن الفيروس في مراحله الأولى، ما يسهل الانتصار عليه، وتحقيق الشفاء بتقوية المناعة». وتستطرد مروة: «تضمنت رحلة مقاومة فيروس كورونا المستجد، والخضوع للعلاج، نقل عائلتي إلى الحجر الصحي، وبقائي وحيدة في المنزل، ورغم صعوبة الأيام التي كانت تشهد ارتفاعاً في وتيرة الأعراض المصحوبة بتعب ووهن شديدين، فإن المتابعة الحثيثة من الجهات الصحية المختصة، وتشجيع عائلتي المستمر، وحثها لي بالسعي إلى تعزيز مناعتي عن طريق تناول الفواكه والفيتامينات الضرورية، زاد قوتي وعزز آمالي، وقدرتي بالتغلب عليه، وهذا ما حدث بعد شهر كامل من إصابتي بالعدوى».

حضور فاعل

منذ انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، حرصت جمعية أصدقاء مرضى السرطان على توفير جميع المعلومات والبيانات، الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بشأنه، إلى جانب مواصلتها تقديم النصائح لمرضى السرطان، والمتعافين منه، حول الوقاية باتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة.

وتواصل الجمعية تكثيف جهودها في تعزيز مناعة مرضى السرطان، وتجنيبهم خطر الإصابة بفيروس كورونا، من خلال النشرات التوعوية، التي تحمل حزمة من الإجراءات، والتدابير الداعية إلى تجنب الاختلاط والتواصل الاجتماعي.

الأكثر مشاركة