من محمد رمضان إلى أحمد زكي.. السيرة الذاتية أعمال فنية محفوفة بالمشكلات
الجدل الذي تشهده مواقع التواصل الاجتماعي، منذ إعلان الفنان محمد رمضان عزمه تقديم مسلسل عن الفنان الراحل أحمد زكي، في رمضان 2021، وانقسام الجمهور بين رافض ومؤيد لفكرة اختيار رمضان للقيام بشخصية أحمد زكي، أعاد من جديد الجدل حول أعمال السير الذاتية، وما يصاحبها من جدل وانتقادات ومشكلات، وصلت في كثير من الأحيان إلى ساحات القضاء.
وأعرب العديد من المغردين عن رفضهم لتجسيد محمد رمضان للشخصية، فهناك العديد من الفنانين الذين كان ترشحهم لتقديم شخصيات شهيرة محل جدل وخلاف، سواء قبل عرض العمل أو بعده، ولعل أبرز هذه المواقف الجدل الواسع الذي أثاره ترشيح الفنانة صابرين للقيام ببطولة مسلسل «أم كلثوم»، وتشكيك الكثيرين من النقاد والمشاهدين في قدرتها على القيام بالشخصية، إلى جانب عدم وجود شبه في الملامح بين صابرين وأم كلثوم، لكن ما إن بدأ عرض العمل تراجع العديدون عن موقفهم وخففت أصوات الهجوم، بل تحول كثير منها إلى الإشادة بأداء الفنانة، والتحول الكبير في مظهرها وملامحها، لتصبح قريبة الشبه بكوكب الشرق. وعلى العكس من ذلك ما حدث مع مسلسل «في حضرة الغياب»، الذي تناول سيرة الشاعر الراحل محمود درويش، وأثار جدلاً واسعاً، تزايد مع بداية عرضه بسبب ضعف أداء الفنان فراس إبراهيم للشخصية، إلى جانب الأخطاء التي وقع بها، وطالب مثقفون بوقف عرض المسلسل لضعف مستواه، ما يعكس استخفافاً بشخصية درويش.
صورة ملائكية
الجدل والانتقادات، التي تواجهها أعمال السير الذاتية، لا تتوقف فقط على من يصلح لأداء الشخصية محور العمل، لكن الجزء الأكبر منها يرتبط عادة بالحصول على موافقة ورثة الشخصية التي يتناولها، والصراع بين تقديم الشخصية بطريقة واقعية، وبين رغبة الورثة في تقديم الجوانب الإيجابية فقط منها، وهو الصراع الذي غالباً ينتهي بخلل في أحداث العمل، فيظهر البطل بشخصية ملائكية لا ترتكب أخطاء، وتتقبل أخطاء الآخرين بتسامح مبالغ فيه، مثل الانتقادات التي واجهها مسلسل «إمام الدعاة» عن سيرة الشيخ محمد متولي الشعراوي، ومسلسل «أم كلثوم»، أو بأن يتبرأ الورثة أو أشخاص ظهروا في العمل منه، معلنين رفضهم للصورة التي تم تقديم الشخصية بها، وتوجههم لساحات القضاء لوقف العرض، مثل مسلسل «أسمهان»، و«الشحرورة»، وغيرهما كثير.
أعمال لم تَرَ النور
رغم أن هناك العديد من الأعمال الفنية والسينمائية، التي تم تقديمها وتناولت شخصيات حقيقية، هناك أيضاً عدد غير قليل منها لم يكتب له الخروج إلى النور بسبب الصراع مع الورثة أو خوفاً من التسويق، مثل مشروعات أعمال عن قصص حياة الدكتور مصطفى محمود، والفنانين بليغ حمدي ورشدي أباظة ومحمد عبدالوهاب ونجيب الريحاني ومحمد فوزي، وكذلك الكاتبة والفنانة روزا اليوسف، والمسلسل الذي تناول قصة حياة الملحن زكريا أحمد، ويحمل عنوان آخر أغنية لحنها لأم كلثوم «هو صحيح الهوى غلاب»، ولم يعرض حتى الآن.
بينما حرص بعض الفنانين على حسم هذه الأمر خلال حياتهم، من خلال إعلان رفضهم تقديم سيرتهم الذاتية في أعمال فنية مطلقاً، مثل الفنانة الراحلة هند رستم، التي أوصت ابنتها الوحيدة بسنت بعدم السماح لأحد بتقديم سيرة حياتها.
النصيب الأكبر
رغم أن الفنان الراحل أحمد زكي كان له النصيب الأكبر من تقديم أعمال السير الذاتية، بداية من مسلسل «الأيام»، الذي قدم فيه قصة حياة الدكتور طه حسين، مروراً بأفلام: «ناصر 56» عن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وفترة تأميم قناة السويس، ثم «أيام السادات»، وحتى فيلم «حليم»، الذي جسد فيه شخصية الفنان عبدالحليم حافظ، فإن تقديم سيرته الشخصية في عمل فني، لن يخلو من المشكلات، كما يبدو، حيث أعلنت شقيقته إيمان عطية، في تصريحات لصحف مصرية، أنه لا يحق لأحد تقديم مثل هذا العمل إلا بموافقة الأسرة، واطلاعها على السيناريو.
- «في حضرة الغياب» تناول سيرة الشاعر الراحل محمود درويش، وأثار جدلاً واسعاً.
- الكثيرون شككوا في قدرة صابرين على تجسيد شخصية «أم كلثوم» في المسلسل الشهير.