رغم الإجراءات الاحترازية.. «العطسة» تثير فزع العالم

فيروس «كورونا».. غيَّر عادات شخصية وعائلية

أصبحت «عطسة» في زمن «الكورونا»، تثير فزع العالم، وعلى الرغم من الإجراءات الاحترازية التي تدعو إلى عدم المصافحة بين الناس، والبقاء في البيوت قدر الإمكان، فإن عادات اجتماعية كثيرة تغيّرت، إذ اعتبر البعض أن الدعوة إلى البقاء في البيوت أمر إيجابي، حيث عادت الأسرة مرة أخرى إلى الالتفاف حول موائد الطعام البيتوتية، ومشاهدة التلفزيون، وتبادل الأحاديث، وعودة اللقاءات بين أفراد الأسرة الواحدة، بدلاً من الانشغال الدائم خارج البيوت، أو الانعزال مع الهواتف الذكية.

في المقابل، اعتبر البعض أن «كورونا» أثر سلباً في العلاقات بين أبناء البيت الواحد أيضاً، إذ أصبح الأفراد يتوجسون خيفة من المحيطين بهم، بل ويطالبونهم بارتداء الكمامة، سواء داخل البيت أو خارجه، بل وأصبحت «عطسة» تثير الفزع في البيت، وقد تؤدي إلى مشكلات زوجية وعائلية.

بعض الأزواج غير عاداته داخل البيت، منهم من أعد غرفة مستقلة له، سواء للزوج أو للزوجة، ومنهم من إذا سعل، هرب الشريك إلى مكان بعيد، ما أدى إلى حدوث صدامات أحياناً، أدت إلى خلافات بين الأزواج، أو الأصدقاء، أو الأهل، أو زملاء العمل.

ارتباك العلاقات

«الإمارات اليوم» استطلعت آراء البعض حول تأثير «كورونا» في العلاقات الاجتماعية بين الناس، أو ما أطلق عليه البعض «الحب في زمن كورونا»، مع تقديم اعتذارهم لماركيز في روايته «الحب في زمن الكوليرا».

يقول الممثل والمخرج المسرحي، الدكتور عبدالله الجابري: «الناس تشعر بالخوف من إحساسهم أنهم مستهدفون من فيروس، وارتبكت العلاقة بين الأخ وأخيه، بين الابن وأبيه، بين الصديق وصديقه، بين المصلين في المساجد، بين التجار في الأسواق، ورغم ذلك حياتنا هادئة مستقرة، ولا نفكر في (كورونا) ولا يخطر على بالنا إلا إذا سمعنا أو قرأنا أخباراً عنها، نأخذ بالإجراءات الاحترازية التي يوصي بها المختصون، من دون مبالغة، حتى لا نخدش مشاعر المقربين منا».

وتتفق ابتسام لطفي، موظفة، مع الدكتور الجابري، في الرأي، مؤكد أن «كورونا» وباء عالمي يتطلب نوعاً من المسؤولية الفردية تجاه الأفراد والمجتمع، من أجل الحد من انتشار المرض، والتعامل بكياسة في إطار لا ضرر ولا ضرار، ومن وجهة نظري «لا للتهويل ولا الاستهتار»، في إطار التعامل مع الأقارب والأصدقاء، مع الحرص على احترام التعليمات كعدم التقبيل والمصافحة وغسل اليدين وغيرها، فالموضوع يتطلب الوعي من الجميع.

تنمر غير مبرر

المدرب في علم الإدارة، تامر هاني، أكد أن التعامل الشعبي مع فيروس «كورونا» أظهر أحياناً الوحش الذي في داخل البشر، وسط حالة من الفزع غير المبرر، وأدى ذلك إلى التعامل بأنانية مفرطة مع المحيطين، والتعامل مع أقرب الناس بطريقة منفرة، فأصبح الجميع يخشى لقاء الجميع، حتى في البيت الواحد.

وتابع هاني: «إن العادات الاجتماعية اختلفت تماماً، وغالباً بشكل إيجابي، فبقاء الناس في البيوت دفع الآباء والأمهات إلى اختراع طرق تسلية جديدة، مثل استحداث برامج داخل البيت والجلوس على طاولة طعام واحدة، والنقاش بين أفراد الأسرة الذي كان مفتقداً، إضافة إلى الاستغناء بأكل البيت بدلاً من الأكل في المطاعم، دفع كثيراً من النساء إلى العودة إلى المطبخ لضمان إعداد أكلات صحية، لتقوية المناعة لدى أسرتها، وهو أمر جيد».

وأضاف: «رغم إيجابيات عدم التفاعل الاجتماعي مع الأهل والأصدقاء، فإن الموضوع لا يخلو من التنمر الذي يقع على شخص ما، لمجرد أنه يعطس».

تويتر