أكد أن أزمة «كورونا» كشفت ما نتمتع به من أمن في الإمارات
علي آل سلوم: بدأت حياتي المهنية من الصفر «بوّاباً» في فندق
اعتبر الإعلامي والمرشد السياحي والثقافي الإماراتي، علي آل سلوم، أن أزمة «كورونا»، وما ترتب عليها من إجراءات احترازية وعزل منزلي، كشفت ما تتمتع به دولة الإمارات من أمن واستقرار، وهو ما انعكس في كلمة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: «لا تشلون هم»، مشيراً إلى أن حتى الأوقات التي قد يصفها البعض بالصعبة، كانت أفضل بكثير مما عايشه العالم حولنا.
واستعرض صاحب برنامج «دروب»، خلال الجلسة التي نظمتها مؤسسة «بحر الثقافة»، مساء أول من أمس، عن بُعد، ضمن سلسلة «تجليات في العزلة»، محطات من حياته المهنية، مؤكداً أنه بدأها من الصفر، إذ عمل في البداية بالسياحة «بواباً» في فندق براتب متواضع.
وأوضح خلال الجلسة، التي أدارتها رئيسة تحرير مجلة «ناشيونال جيوغرافيك أبوظبي»، السعد المنهالي، أن علاقته بالعزلة لم تبدأ مع جائحة «كوفيد-19»، فهو في عزلة مستمرة، حتى وهو بين الناس، والتغيير الذي أحدثته العزلة بالنسبة له هو تغيير داخلي في الأفكار والقناعات، ومن خلاله أدرك قيمة أشياء لم يكن يلتفت إليها.
ليست جديدة
تابع آل سلوم: «العزلة لم تكن أمراً جديداً عليّ، خصوصاً بعد وفاة والدي الذي كان كل شيء في حياتي، حتى أثناء أسفاري خلال تصوير برنامج (دروب) شبعت عزلة، وكثيراً ما كنا نسير لساعات طويلة في سيارة تضم فريق عمل البرنامج، ويستمر الصمت بيننا معظم الوقت، لأنني اعتدت أن أتأمل كل ما أراه وأراقب الطبيعة والناس والاختلافات في الثقافات، فالعزلة أن تتأمل وتفكر حتى وأنت بين الناس».
ونوّه بأن هناك كثيراً من الأشياء التي يمكن أن تخفف من الشعور بالعزلة، مثل ممارسة الهوايات، والقيام بأعمال يدوية في المنزل، أو تربية حيوان أليف، أو زراعة ورعاية نبتة.
وكشف أنه حقق خلال 2020 أربعة مشروعات أساسية، هي: تحويل كل البرامج والمحاضرات التي قدمها إلى نسخة رقمية، وإطلاق موقع عالمي للإرشاد السياحي، وتنفيذ كتابه «موازين الحياة»، إضافة إلى الاستعداد لتقديم النسخة الثامنة من برنامج «دروب» بشكل مختلف عن الدورات السابقة، كما وجد أنه كتب ما يقارب من 62 ألف صفحة تتنوّع بين كتب ومقالات وكتيبات، وقريباً سيعلن أنه وزع مليوناً و600 ألف كتيب من كتيبات «اسأل علي» بكل اللغات، وهو ما يمثل رقماً قياسياً، ويجعله فخوراً بهذا المشروع الذي بدأ كفكرة منذ 14 عاماً، وأتاحت له فترة العزلة الوقت للقيام بالعديد من الأشياء، خصوصاً أن إعداد وتصوير «دروب» يستغرق منه نحو ثمانية أشهر.
«إنفلونزا B»
قال آل سلوم: «إنه تعرّض في سبتمبر الماضي للإصابة بالإنفلونزا، بعد أن التقطت ابنته (وديمة) العدوى من المدرسة، ونقلت إلى شقيقتها ثم إلى بقية أفراد الأسرة، وعند مراجعة المستشفى شخصت الحالة بأنها (إنفلونزا B)، وعاني خلال الدور أعراضاً تشبه الأعراض التي يسببها فيروس (كورونا) المستجد، واحتاج 25 يوماً للتعافي منها»، مضيفاً: «خلال تلك الفترة واجهت الموت لأول مرة في حياتي، وعانيت آلاماً لا أتمناها لأحد، وانعكست هذه المعاناة على تحركاتي في برنامج (دروب)، الذي صورته بعد التعافي من هذا الدور، ومازلت في حاجة إلى إجراء جراحة بسببه»، معرباً عن إيمانه بأن فيروس «كورونا» المستجد لم يظهر في ديسمبر أو نوفمبر، كما يذكر البعض، ولكن قبل ذلك.
رحلة اكتشاف الذات
حول رحلته لاكتشاف ذاته، ذكر آل سلوم: «إنها تتضمن ثلاث مراحل: الأولى كانت ترتبط بالمواقف المتعددة التي عاشها مع والده، وأصعبها عندما تركه والده مع أسرة فرنسية لمدة أسبوعين وكان عمره وقتها تسع سنوات، والمرحلة الثانية عندما عاد إلى الدولة بعد الانتهاء من دراسته في مجال السياحة والفنادق، وقتها اصطحبه والده إلى أحد فنادق العاصمة وليبدأ حياته المهنية من الصفر كـ(بواب) لفندق براتب لا يزيد على 1600 درهم، رغم أنه يحمل دراسات عليا، ثم بعد ذلك انتقل إلى العمل موظف استقبال في الفندق».
وأوضح أنه «خلال تلك الفترة بدأت فكرة مشروعه (اسأل علي) الذي اشتهر به، عندما لاحظ تساؤلات الأجانب على ما يشاهدونه في الإمارات، مثل الزي الوطني والعادات والتقاليد وغيرها، فأطلق الموقع الإلكتروني، الذي يحمل هذا الاسم، ويقدم معلومات عن الإمارات وأهلها وشكل الحياة فيها».
عادات غريبة
حول العادات والأكلات الغريبة للشعوب، التي قام بالتصوير معها في برنامج «دروب»، منها أكل الخفاش، وكيف يمكنه التجاوب معها، قال علي آل سلوم: «إن أكبر خطأ أن يسمع الإنسان عن الشعوب دون أن يسمع لهم»، مشيراً إلى أنه لم يأكل الخفاش، ولكن تذوقه، وهو غالباً طائر يشبه الخفاش، مرجعاً تناول الشعوب له إلى أن في أوقات الأوبئة تنفق معظم الحيوانات والطيور، ويظل الخفاش لأنه يعيش في أعلى الأشجار.
«عزلة (كوفيد-19) غيّرت أفكاراً وقناعات، ومن خلالها أدركت قيمة أشياء لم أكن ألتفت إليها».
«واجهت الموت لأول مرة في حياتي، وعانيت آلاماً لا أتمناها لأحد، عندما أصبت بـ(إنفلونزا B)».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news