بالفيديو.. كمامات تتحول إلى لوحات فنية.. تشكر خط الدفاع الأول
بألوان الأكريليك والكثير من الإيمان بالفن كوسيلة يمكنها أن تهزم كل الصعاب وتتحدى الأزمات، تحوّل الفنانة اللبنانية ماجدة نصرالدين، الكمامات الى لوحات تنمو عليها الأشجار وتتفتح الزهور، وتضع مخزون ذاكرتها وما تحمله من وطنها من بيوت وطبيعة خضراء على هذه الكمامات، لتجعل منها رسالة فرح وأمل وشكر لكل الساهرين على سلامة وأمان المجتمع. إضافة الى هذه الكمامات التي تحولت الى لوحات فنية، قدمت من خلال تطبيق «زووم» ورش عمل تعليمية للرسم بالقهوة والأكريليك ولمختلف الأعمار ومن بلدان مختلفة.
رسالة شكر
قالت نصرالدين لـ«الإمارات اليوم»: «بدأت الفكرة من رغبتي أن أوجه رسالة شكر لكل العاملين في الكادر الطبي، خط الدفاع الأول، الذين يهتمون بالمرضى والمجتمع، إضافة الى دعم رسالة (خليك في البيت)، الى جانب الإضاءة على دور رجال الشرطة، فكانت تحية فنية مجتمعية للمجتمع، والى كل من يهتم بالإنسان في هذه الفترة الصعبة». وأضافت: «منذ بدء الأزمة، غرقنا في الأسئلة التي ليس لها أجوبة، وهذه الأسئلة الكثيرة لها تأثيرها في النفس، وتؤدي الى حالة من الكآبة، وبالتالي حولت الكمامة، التي وجدناها غريبة ولم نرغب بوضعها في البداية، الى قطعة فنية، وعملت على تأسيس الكمامات كما أؤسس اللوحة، لتكون رسائل ايجابية للمجتمع، وحولتها الى شيء محبب، فالرسم كان الرياضة الروحية والمتنفس بالنسبة لي كي أتوازن في ظل كل ما يحصل».
لوحة متكاملة
وأكدت نصرالدين أن الكمامات بعد الرسم عليها، تتحول الى لوحة فنية متكاملة، فسماكة اللون تحول الكمامة الى لوحة وكأنها مرسومة على الكانفاس، موضحة أن الهدف من الفن تحويل المحن الى شيء جميل، وهذا كان يمدها بالشعور بالتوازن، اذ باتت بمجرد أن ترى الكمامة تعمل على تعقيمها وتبدأ بالرسم عليها. ومن حيث التقنيات في التعاطي مع الكمامة لاسيما أنها تكون مثنية بطبقات، ولفتت نصرالدين الى أنها تعمل على تأسيس الكمامة، وهذا الجزء من العمل يعتبر التحدي الأكبر لأنه لابد من خلق شكل متكامل مع الخلفية، مشيرة الى أن المشروع لاقى استحسان كثير من الناس. وحول العناصر التي تحضر دائماً بلوحاتها وكانت حاضرة على الكمامات، نوهت بأن الطبيعة دائماً حاضرة، كونها متأثرة بطبيعة لبنان، الى جانب تأثرها بالبحر والصحراء في الإمارات، إضافة الى الدرويش الذي يذكّرها بالانعتاق في حب الخالق.
ورش عمل
وإلى جانب الكمامات، قدمت نصرالدين مجموعة من ورش العمل عن بُعد في مجال الرسم، بالتعاون مع مجلس شما محمد للفكر والمعرفة، برئاسة الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، الى جانب ورشة أخرى قدمت بالتعاون مع نادي الإمارات الدولي للأعمال، موضحة أنها قدمت في البداية ورشة حول الرسم بالقهوة، وكانت متاحة للمشاركة من قبل جميع أفراد العائلة، وحتى الذين لا يعرفون مبادئ الرسم. ونوهت نصرالدين بأن الورشة الأولى قدمت فيها الرسم لأناس لم يرسموا منذ وقت طويل، ولهذا اختارت لهم القهوة، كونها متوافرة في كل البيوت، إضافة الى أن الوسائط كانت مبتكرة لتقديم العمل الفني. ولفتت الى أن بعض النساء اللواتي شاركن معها، قمن بإشراك أولادهن، ما جعل الورش عائلية، وكان هناك تفاعل من قبلهم، وكل على طريقته، ولكن ما هو مشترك من المشاركين أنهم لم يرسموا منذ زمن طويل، كما أن النتائج كانت مفرحة بالنسبة اليهم.
بلا توتر
ولفتت الفنانة اللبنانية الى أنها تحب أن تقدم الفن بطريقة ممكنة، لأنها ترغب في تقريب الناس من الفن، إضافة الى أن الحجر والظروف الراهنة قد قربت أفراد العائلة من بعضهم بعضاً، فكان إيقاع الحياة سريعاً جداً يباعد بين أفراد الأسرة، وإن بشكل غير مباشر، فيما كان الترابط جديداً ومختلفاً خلال هذه الورش، وقد أسهمت في إخراج الناس من حالة التوتر والتفكير بـ«كورونا»، كما ان الكثير من الناس اجتمعوا في الورش من أنحاء العالم وليس فقط في الإمارات. وشددت على ان الورشة كانت ذات هدف إنساني، فكل شخص من مكانه وتخصصه عليه أن يقدم ما هو إيجابي للناس التي تحتاج الى ما يكسر حالة القلق لديها، فهي رحلة للتخفيف من التوتر.
علاج بالفن
لفتت الفنانة ماجدة نصرالدين الى أن الفن وسيلة علاجية، فالفن يزيل التوتر، منوهة بأن أكثر ردود الفعل التي رصدتها من المشاركين في الجلسات وورش العمل كانت الإيجابية التي يجدونها في الورشة. وأشارت الى أنها حرصت على تقديم الأعمال الفنية التي يسهل على الناس رسمها في الورش التي قدمتها، فعرّفتهم الى أسس الفن من خلال رسمات محفورة بالذاكرة، ومنها الشجرة والوردة، الى جانب تقديمها البومة، فهذه الصور سهلة ومخزونة في الذاكرة البصرية. وأشارت الى أنها كانت تبدأ خطوة بخطوة معهم، فتعلمهم كيفية مزج القهوة، ثم تقدم خطوة بخطوة كل التفاصيل، وكان الجو فنياً وعائلياً ويحمل الكثير من التفاعل، وهذا الجو كان مصدراً للسعادة بالنسبة لها.
الكمامات بعد الرسم عليها، تتحول إلى لوحة فنية متكاملة، وكأنها مرسومة على الكانفاس.
«منذ بدء الأزمة، غرقنا في أسئلة كثيرة لها تأثيرها في النفس، وتؤدي إلى حالة من الكآبة والضيق».