«ملائكة الطرقات» جاهزون لإسعاف المصابين في كراكاس
تبدو المسعفة سولي كـ«ملاك»، لكنها لا تستعين بجناحين لتهب لنجدة ضحايا حوادث السير في كراكاس حيث النظام الصحي متداعٍ، بل بدراجة نارية تابعة لمنظمة غير حكومية فنزويلية.
إلى جانب سولي، ثمة 11 شخصاً آخرون ينتمون إلى «ملائكة الطرقات»، يتطوعون لإسعاف ضحايا حوادث السيارات وغيرها، فيما تفاقم وضع النظام الصحي في البلاد بسبب جائحة «كوفيد-19».
وفي الحياة العادية، يتطوع في صفوف «ملائكة الطرقات» هؤلاء، مهندسون معماريون وصحافيون وغير ذلك. وسولي روديس (38 عاماً) مهندسة معمارية تدرك أن «الوضع صعب جداً» للأطباء والممرضين، لذا ما أن يردها اتصال يبلغها بوقوع حادث، تساعد في سد الثغرات.
اليوم أصيب سائق دراجة نارية في حادث سير، بسرعة يصل فريق الإسعاف المؤلف من متطوعين إلى المكان، في غضون خمس دقائق يتمكن «الملائكة» من تثبيت رجل المصاب ونقله إلى المستشفى في سيارة إسعاف.
يقول المسعف السابق، رودولفو الفارادو: «في فنزويلا أجور المسعفين متدنية جداً».
وهو يمضي وقت الفراغ المتاح له على الطرقات مع «الملائكة» الآخرين، ويؤكد رودولفو (30 عاماً) الذي بات يعمل في مجال التعقيم: «أفضّل أن أقوم بذلك مجاناً عندما يكون الوقت متاحاً».
وتفيد هيئات مستقلة بأن ثمة 206 أسرّة متاحة في أقسام العناية الفائقة في مستشفيات فنزويلا الحكومية، فيما يبلغ عدد سكان البلاد 30 مليون نسمة.
ولا يعالج «الملائكة» المصابين بفيروس كورونا المستجد، وخلال التواصل مع المصابين في حوادث السير يستخدم «الملائكة» الكمامات والنظارات الواقية والقفازات والمعقمات، وتروي الشابة: «نشعر بالخوف لكننا لن نتوقف عن العمل».
ويقول دافيد موخيكا (38 عاماً): «عندما تقوم بهذا العمل تكون متأهباً على الدوام»، وهو يستمع إلى موجات الشرطة اللاسلكية وفرق الإسعاف، ليكون مطلعاً على المهام المحتملة.
ويتمركز «الملائكة» على رصيف في مقابل بيت متنقل يحوي معداتهم.
وتقترب منهم امرأة سبعينية وهي ترتجف، فيقوم أحد «الملائكة» بحفصها ويشخّص إصابتها «بنوبة قلق» بعدما قاس ضغط الدم، وتقول سولي بفخر: «قد يكون الشخص مصاباً بالتواء بسيط في الكاحل، لكن عندما نرافقه ونساعده نغير حياته أحياناً».