حداد حاز جائزة مهرجان الخليج السينمائي عن فيلمه «لما ضحكت الموناليزا». أرشيفية

فادي حداد: نفتقر إلى نصوص عربية جيدة لتطوير الأفلام القصيرة

قال المخرج والكاتب الأردني، فادي حداد، إن «المنطقة العربية في عمومها تفتقر إلى النصوص الجيدة، التي يمكنها مساعدة الكتّاب المبتدئين، وهواة صناعة المحتوى السينمائي، إضافة إلى محدودية شركات الانتاج المتخصصة»، معتبراً أن هذا الواقع يقلل من فرص التنافس، التي تعدّ أساساً في صناعة محتوى قوي قادر على فرض مكانته عربياً وعالمياً.

وتطرّق حداد، خلال جلسة افتراضية نظمتها مكتبات الشارقة العامة، التابعة لهيئة الشارقة للكتاب، أول من أمس، عن بُعد، تحت عنوان «أساسيات كتابة الأفلام القصيرة»، إلى أهمية الأفلام القصيرة ودورها في تعزيز صناعة السينما، ومهمة الكاتب ومهارته في تقمص شخصيات أفلامه.

حضر الجلسة التي أدارتها الإعلامية زينة خالد نجم، جمهور من هواة السينما وصنّاع الأفلام والمتابعين للحراك الثقافي، إذ فتحت مكتبات الشارقة العامة باب الحضور أمام الجمهور، عبر حساباتها الخاصة على مواقع التواص الاجتماعي.

وأكد حداد - الحائز جائزة مهرجان الخليج السينمائي عن فيلمه «لما ضحكت الموناليزا» - أن صناعة السينما العربية لاتزال في طور النمو، مشيراً إلى أن التجربة السينمائية المصرية واحدة من التجارب الثرية، التي حققت قفزات نوعية في صناعة الأفلام بشقيها الطويل والقصير. ونوّه بالتجارب الخليجية، والأردنية، والسورية في صناعة الدراما الجيدة، داعياً إلى مزيد من الجهد لتحقيق قفزات لافتة في نوعية النصوص السينمائية. وحول الفرق بين الأفلام القصيرة والأفلام الطويلة، بيّن أن الأفلام القصيرة هي تلك التي لا تقل مدتها عن خمس دقائق، ولا تزيد على 40 دقيقة، إضافة إلى أن الفيلم القصير يتضمن عادة شخصاً واحداً أو شخصين على الأكثر، وتكون الشخصية في الفيلم القصير شخصية سهلة وواضحة، فيما تصل مدة الأفلام الطويلة إلى ساعة ونصف الساعة، وربما أكثر في بعض الأحيان، كما أن الأفلام الطويلة مليئة بالتفاصيل والأحداث، وتتميز بشخصياتها الغامضة والمعقدة.

وعن القواسم المشتركة بين الأفلام الطويلة والقصيرة، أوضح أن «النوعين يجتمعان في المخطط الدرامي، إلى جانب تعامل الشخصية أو الشخصيات في كلا النوعين مع تطورات الحدث وذروته، والبحث عن الحلول من خلال مجريات وأحداث هذه الأفلام، وصولاً إلى الحل أو التوصية للحل في نهايتها». وفي حالة التخصص في النصوص التي تتطرّق إلى ظاهرة مجتمعية معينة، حذّر حداد من الاجتهاد في التأليف، حتى لا يحدث التباس لدى المتابعين بين ما يُعرض وبين حقيقة الظاهرة، منوّهاً بضرورة البحث والتقصي، والرجوع إلى الدراسات التي تناولت الظاهرة، ومقابلة الأشخاص الذين عاشوها أو تأثروا بها، لتكوين صورة شاملة تستند إلى معلومات دقيقة تضفي قوة وصدقية على العمل.

توصيات

قدم فادي حداد توصيات لهواة ومحبي صناعة سيناريو الأفلام القصيرة، تتضمن مشاهدة عدد كبير من هذا النوع من الأفلام، والاطلاع على أكبر عدد ممكن من نصوصها، لمعرفة أساليب الكتابة، والوصف، وتنويع الحدث، وتطويع الشخصيات أو تمردها، إضافة إلى تقمص كل شخصية من شخصيات الفيلم، حتى يتمكن من صياغتها كتابة في النص السينمائي، وتهيئة عالم القصة في مخيلته، والاعتماد في البدايات على استقاء القصص من واقع الحياة المحيطة.

الجلسة استقطبت هواة السينما وصنّاع الأفلام والمتابعين للحراك الثقافي.

الأكثر مشاركة