مركز «عكاسة» يتيحها للدارسين والباحثين

33 ألف صورة من أرشيف الإمارات والعالم

صورة

ما يزيد على 33 ألف صورة تاريخية ونادرة؛ يضمها مركز «عكاسة» للتصوير الفوتوغرافي في جامعة نيويورك - أبوظبي، ويتيحها للدارسين والباحثين، ومحبي التاريخ والتراث، في جميع أنحاء العالم.

واستمد مركز «عكاسة» اسمه من اسم الكاميرا في اللغة العامية بمنطقة الخليج العربي، أما تأسيسه فيعود، بحسب ما أوضح القائمون عليه لـ«الإمارات اليوم»، إلى عام 2014، وهو نتاج أفكار شمون زامير، الأستاذ في تاريخ الأدب والفنون بجامعة نيويورك أبوظبي، ومدير المركز، بدعم من الجامعة بهدف المساعدة في الحفاظ على تراث الصور الفوتوغرافية في المنطقة، والتي يسهل ضياعها أو فقدانها، وجعله متاحاً للعامة. ويحتضن مركز «عكاسة» للتصوير الفوتوغرافي في جامعة نيويورك أبوظبي أرشيفاً ضخماً للإرث الفوتوغرافي لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما يستكشف تاريخ التصوير الفوتوغرافي وتطبيقاته المعاصرة في المنطقة من منظور مختلف، إذ يدعم الدراسة البحثية لمختلف المراحل التاريخية والممارسات الفنية، في الوقت الذي يدعم فيه الحوار مع الثقافات وتقاليد التصوير المتعددة من مختلف أنحاء العالم. ويدعم مركز «عكاسة» تطوير ثقافة التصوير في الإمارات عبر باقة واسعة من الأنشطة.

رصد للحياة اليومية

في حين يتمحور مضمون صور المركز حول صور من الحياة اليومية، وهي صور مستمدة من الألبومات العائلية، وصور الاستديو، وأرشيف المؤسسات الصغيرة كالمدارس المحلية. كما يقوم المركز بجمع وتنفيذ مشروعات وثائقية، من أجل إنشاء سجلات لدولة الإمارات العربية المتحدة للأجيال القادمة. ويتم الحصول على الصور عن طريق التبرع عبر الأشخاص الذين يتواصلون مع المركز، وهذا أمر يحدث الآن بكثرة بعد أن أصبحت طبيعة عمله معروفة، أو أن يتولى القائمون على المكان التواصل مع شخص أو جهة مهتمة بجمع الصور المميزة، أو مؤسسة تمتلك مجموعات تستحق أن يتم تسليط الضوء عليها، أما اختيار الصور فيتم بناءً على قيمتها التاريخية في المقام الأول. ويعرض الموقع الإلكتروني لـ«عكاسة»، ما يقارب 10 آلاف صورة مجاناً لكل محبي الصور القديمة والتاريخية، كثير منها قديم وغير متوافر بكثرة وبعضها نادر، كما يتيح للمهتمين مشاهدة جميع الصور مباشرةً، برفقة مرشد في غرفة المجموعات الخاصة بجامعة نيويورك أبوظبي. لكن هناك بعض المجموعات التي لا تشتمل سوى نسخ رقمية، وبالتالي لا يمكن مشاهدتها سوى عبر الموقع الإلكتروني، وتعود حقوق ملكية جميع الصور التي يملكها مركز «عكاسة» إلى جامعة نيويورك أبوظبي، بينما تعود حقوق ملكية باقي الصور إلى المتبرعين أنفسهم.

مجموعات نادرة

ومن أبرز المجموعات، التي أطلقها «عكاسة» مجموعة «سمير فريد»، التي تتكون من 600 صورة فوتوغرافية من السينما المصرية، لم تُعرض من قبل على الإطلاق، حيث حصل المركز على نسخ هذه الصور من مجموعة صور تعود لإرث الكاتب والباحث والناقد السينمائي الراحل سمير فريد، وتتضمن المجموعة سلسلة كبيرة من نسخ لصور تعود إلى الفترة بين عامي 1940 و1990، تم التقاطها في مواقع تصوير أفلام مصرية مختلفة، ومن بينها لقطات وصور عفوية للممثلين وطاقم العمل، بالإضافة إلى صور تم التقاطها خلف الكواليس أثناء التصوير، والتي تعكس التغييرات الاجتماعية. وتم الحصول على هذه المجموعة من خلال التواصل مع الناقد الراحل، ودعوته لزيارة مركز «عكاسة» للتصوير الفوتوغرافي وجامعة نيويورك أبوظبي، وخلال زيارته التي امتدت لأيام قليلة، أطلعه القائمون على المكان على آلية عمله عن كثب. وفي ما يخص تاريخ دولة الإمارات وتطورها، يضم المركز العديد من الصور، من أهمها مجموعة صور من المكتبة الخاصة لزكي نسيبة، وزير دولة، ويمكن من خلالها التعرف إلى التغيرات التي شهدتها أبوظبي منذ خطواتها الأولى نحو التطور، كما تتضمن العديد من الصور للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.


10 آلاف صورة مجاناً لمحبي الصور القديمة والتاريخية.

تطوع وشراء

يتلقى مركز «عكاسة» الدعم بمنحة مالية من جامعة نيويورك أبوظبي، ويحصل على الصور الفوتوغرافية عن طريق التبرعات، وأحياناً عبر شرائها، وتنحصر عمليات الشراء بمنحٍ خاصة ذات مبالغ متواضعة عند الحاجة، بعيدا عن مجال التجارة بالفن.

تواصل مع الجمهور

تحرص جامعة نيويورك أبوظبي، بصفتها مؤسسة بحثية رائدة، ومركز «عكاسة»، على إتاحة مجموعاته لتكون في متناول جميع المجتمعات، سواء عبر الموقع الإلكتروني أو منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي.

تويتر