أول امرأة تفوز بالجائزة الكبرى في المسابقة

ياسمين كاري: «جائزة حمدان للتصوير» تبرز تقدير دبي للفن

صورة

أكدت المصوّرة الأسترالية، ياسمين كاري، أن جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، تبرز مدى اهتمام وتقدير دبي لهذا الفن، والعمل على نشر ثقافة التصوير في جميع أنحاء العالم، مشيرة إلى أنها توظّف صورها للهدف نفسه.

وأضافت الفنانة، التي تعد أول امرأة تفوز بالجائزة الكبرى في جائزة حمدان بن محمد الدولية للتصوير، لهذا العام التي كانت عنوانها «الماء»، أن «علاقتها بعالم المحيطات والبحار - الغني بالمفاجآت التي لا يمكن توقعها - بدأت منذ زمن»، موضحة أنها «حين تحضر للرحلة تترك كل توقعاتها على القارب على سطح الماء قبل الغطس، لأن عالم الأعماق قائم على الاكتشاف، ولا يمكن التخطيط له أو توقعه».

وكشفت المصوّرة الأسترالية في حوارها مع «الإمارات اليوم»، تفاصيل صورتها الفائزة بالجائزة الكبرى وأهميتها، قائلة: «لقد التقطت صورة أم من فصيلة الحوت الأحدب تنام إلى جانب صغيرها الذي لم يتجاوز عمره أسبوعين، وذلك في مملكة تونغا جنوب المحيط الهادئ، وفي الواقع عندما خفت الضوء، وبدأت الغيوم تتلاشى، كان الضوء خافتاً في الماء، ورأيت الحوت والأم مع بعضهما بعضاً، وكانا صادقين في عناقهما، وأظن أنهما شعرا بوجودنا، ولكن ذلك لم يعيق رباطهما، وأردت أن اتخذ صورة منصفة للمشهد الجميل».

ترى ياسمين أن «الوجود بالقرب من الحيتان هي أفضل تجربة في الحياة على الإطلاق، فمجرد فكرة امتلاك حيوان بحجم الحافلة يعترف بوجودك فهو حقاً أمر لا يشبه أي شعور آخر في الحياة»، لافتة إلى أن «كل المشاعر تخرج في لحظة واحدة، ومع ذلك يشعر المرء بالتخلص من مشكلات الحياة وكأن روحه تذوب في الماء، فهذه التجربة تضع الأمور كلها في نصابها الصحيح، وتمنح المرء الكثير من الفرح».

سبب الاختيار

عن سبب اختيارها هذه الصورة تحديداً للمشاركة في جائزة حمدان للتصوير، ذكرت أن «ما تعمدت فعله هو أن تتبع إحساسها في اختيار الصورة للمشاركة، وانتقت الصورة التي تبرز أسلوبها، والتي وجدتها أكثر تعبيراً عن عنوان الجائزة، وهو الماء، وكان الخيار ناجحاً». وعلقت على فوزها بالجائزة، بكونها مازالت لا تصدق فوزها، إذ تشعر بالفخر، لأن الجائزة تبرز مدى اهتمام وتقدير دبي لفن التصوير، إذ إن هدف الجائزة هو نشر ثقافة التصوير في جميع أنحاء العالم، وتستخدم هي صورها للهدف نفسه، كونها تحرص على تعريف الجمهور بالمحيطات، من خلال إظهار كل ما فيه من غرائب وعجائب، ومدى السعادة التي تحس بها، ليشعروا وكأنهم معها في الرحلة، ومنغمسون في الإثارة والرعب.

من خلال صورها، تأمل ياسمين كاري أن يشعر الجميع بأهمية الحفاظ على المحيطات وحمايتها. أما الجانب المادي من الجائزة، فاعترفت بأنها لم تضع الخطة للتصرف به إلى الآن.

ونوّهت بأن الفن لاسيما التصوير الفوتوغرافي، الذي تقوم به ويتطلب السفر، قد تضرر بسبب كل قيود السفر المفروضة جرّاء انتشار فيروس «كورونا» المستجد، مضيفة أنهم «وضعوا السبل الجديدة لمواجهة الظرف الحالي والأسلوب الجديد في العمل، الذي قد يفرض نفسه مستقبلاً».

منذ عمر طويل

بدأت علاقة ياسمين بالمحيطات والبحار، منذ عمر طويل، معترفة بأنها في الطفولة كانت تخاف من المياه، وكان البحر يعني لها أمواجاً ضخمة ومياهاً مالحة تصيب عينيها وأنفها بالحرقان، مضيفة: «بعد ذلك عشقت الكائنات البحرية، وكنت أبحث عن سرطان البحر والمخلوقات الأخرى بين الصخور، حتى تعلمت الغطس في عمر الـ20، وبدأت استمتع بحالة السلام التي أشعر بها في المحيطات، بغض النظر عما يحدث على سطح الماء».

وعن تخطيطها لرحلات التصوير، أشارت إلى أنها تعدّ الخطة الكاملة لرحلة التصوير، ففي البداية تحضر المعدات اللازمة والضرورية، وصولاً إلى قائمة اللقطات، مشددة على أنه من الصعب جداً التخطيط لكل شيء تحت الماء، إذ يجب على المصور أن يكون متكيفاً مع كل ثانية في كل يوم خلال رحلته، لأن الطبيعة تتبدل، فجمال هذه الحياة لا يمكن التخطيط له، لاسيما في أعماق المحيطات. وذكرت أنها «تؤمن بأنه على المصور أن يكون متسامحاً مع مفهوم السيطرة والتحكم، وأن يترك الكائنات البحرية تقدم له الصورة التي لا يمكنه أن يلتقطها بالتخطيط».

جمالية الرحلات

حول التفاصيل التي تخطط لها قبل البدء برحلة تصويرية، أشارت ياسمين إلى أنها تبحث في مسألة الطقس، والمد والجزر بناء على الموقع، ومن ثم تحدد ما يمكن القيام به من خلال المعدات المتوافرة، لافتة إلى أن «فهم سلوكيات الحيوانات أمر مهم للغاية، فالحيوانات تمنح الصورة التي لم يتم التخطيط لها على الإطلاق، وما هو مثير للاهتمام أنه لا يمكن توقع ماذا ستجد في رحلتك، وأن معرفة ما يمكن التقاطه في المحيطات، يعطي الفنان تصوراً عما يمكن أن يأخذ من صور، ولكن يبقى الجانب الأكثر تشويقاً هو ما الذي سيحدث حين نجد الكائنات البحرية، وهل سيسمح لنا الحيوان بالتقاط الصورة التي نريدها». وعن وصف جمالية الرحلات في المحيطات، أكدت المصورة الأسترالية أنه «بمجرد الانغماس في المحيط، يذوب العالم من حولك، وتعيش حلم اليقظة، وتشعر بالهدوء الذي يمكن سماعه، الجسم يبدو خفيفاً جداً، وخالياً من التوتر، كما أن الفرح الخالص يتجلى في العينين مع رؤية جمالية الكائنات وألوانها وقامها، أما أجمل شيء في التجربة.. الاكتشاف المختلف في كل مرة، فلا يدرك المرء ما الشعور الذي سيختبره وما الكائنات التي سيراها».


مكتب مائي يتغيّر باستمرار

لا تعترف المصوّرة الأسترالية، ياسمين كاري، بوجود تحديات في عالم التصوير بالمحيطات، إذ لا تنظر إلى بعض ما تواجه كصعوبات وإنما كمغامرة.

وأضافت: «في هذا النوع من العمل يجب التكيّف بسرعة والتفكير وكأنك تقف على قدميك، فهو مكتب مائي يتغير باستمرار، لذا على المرء أن يتدفق معه ويتماشى معه وبسرعة، ويتحلى بالصبر، ويترك كل توقعاته على القارب على سطح الماء قبل الغوص في الأعماق».

«من خلال صوري أسعى إلى أن يشعر الجميع بأهمية الحفاظ على المحيطات وحمايتها».

«في أعماق البحار يشعر المرء بالتخلص من مشكلات الحياة، وكأن روحه تذوب في الماء».

تويتر