تاكر كارلسون.. مقدم برامج شهير يطمح إلى رئاسة أميركا

سؤال ظل يراود المراقبين السياسيين، خلال هذه الفترة، يتمثل في ما إذا كان من الممكن أن يصبح مقدم برامج شهير رئيساً للبلاد؟ ففي الوقت الذي يتساءل فيه المراقبون السياسيون عما قد يبدو عليه المشهد الجمهوري، إذا خسر الرئيس دونالد ترامب محاولة إعادة انتخابه في نوفمبر، تتجه أنظار بعض أتباعه بالفعل إلى مضيف المشاهير البارز، أو بالأحرى مقدم البرامج الشهير بقناة «فوكس نيوز»، تاكر كارلسون.

حيث يعتبر كارلسون، مقدم البرنامج الشهير «تاكر كارلسون تونايت»، أحد أهم الشخصيات المحببة في عالم ترامب، وكذلك في عالم الحزب الجمهوري الأوسع. ويعتبر برنامجه التلفزيوني المسائي ليس فقط أكثر البرامج مشاهدة في فترته الزمنية؛ استناداً إلى تقرير التصنيفات التلفزيونية للربع الثاني الذي صدر الأسبوع الماضي، لكنه البرنامج الإخباري الأكثر مشاهدة في التاريخ. وكارلسون ليس مجرد شخصية تلفزيونية، وإنما نجم تلفزيوني، حيث إن مقاطع الفيديو الخاصة به على موقع «فوكس نيوز»، وتعليقه الهادئ على الهواء، توفر محتوى ثرياً، يستقطب حوله ملايين المشاهدين، وملايين أخرى من متابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً.

هل يصلح كارلسون شخصية رئاسية

خلال الأشهر السابقة، التي ظل ترامب يواجه فيها أكبر تحديات رئاسته، بدأ العديد من المعلقين الجمهوريين يتساءلون علانية عما إذا كان بإمكان الرئيس التغلب على منافسه الديمقراطي، نائب الرئيس السابق جو بايدن، للفوز بولاية ثانية، حيث بدأوا يشعرون بأن ترامب يفقد الكثير من رصيده الذي تراكم لدى الحزب الجمهوري. وأصبح يواجه فجأة هجمات ليس فقط من أفراد خارج حزبه، لكن أيضاً من أعضاء حزبه أنفسهم. بعض تلك الهجمات الداخلية أصبحت قاسية عليه بشكل ملحوظ.

وإذا انتهى الأمر بالرئيس للخروج من المرحلة المتبقية من استطلاعات الرأي في نوفمبر، فسيصبح كارلسون شخصية بارزة بين المرشحين المتحمسين ليجعلوا «أميركا عظيمة مرة أخرى». ويمتلك مضيف المشاهير، البالغ من العمر 51 عاماً، الكثير من التباهي بالنفس، الذي كان استخدمه الرئيس ترامب للوصول إلى الرئاسة، إلى جانب تبنيه نهجاً شرساً في ما يتعلق بالمصطلحات «الترامبية»، التي جعلت الرئيس يتمتع بشعبية كبيرة داخل قاعدته. لكن في حين أن كارلسون، مثل الرئيس، مثير للانقسام بشكل لا يصدق، إلا أنه يتمتع أيضاً بسعة تفكير قوية.

ولم يزعم كارلسون أبداً أنه مهتم بالترشح للرئاسة، والعديد من معجبيه يتشككون في ذلك. لكن لو سألت الأميركيين قبل 10 سنوات عما إذا كان بإمكانهم أن يتخيلوا ما إذا كان من المحتمل أن يصبح مضيف مشاهير أحد الرؤساء في التاريخ الأميركي، لكان من المحتمل أن تتلقى ردوداً إيجابية. وقد ينطبق الشيء نفسه على تاكر كارلسون عام 2024، مع اعتقاد الكثيرين أن أي مناقشة بشأنه كرئيس محتمل مجرد خيال.

لكن إذا تعلمنا أي شيء على مدى السنوات العديدة الماضية، فإن ما يطرحه التلفزيون من آراء يمكن أن يصبح حقيقة، حيث إن كارلسون لديه القدرة، حالياً، على تغيير تصور ملايين الأميركيين كل يوم، والسؤال هو: هل يستطيع كارلسون في غضون أربع سنوات الانتقال من صانع لتلك الحقيقة إلى قائد لها؟

مونولوجات وورطات

في حين أن المونولوجات الخاصة بمقدم البرامج الشهير تاكر كارلسون، تُدخله في بعض الأحيان بالكثير من الورطات، بما في ذلك حديثه الأخير الذي اضطر قناته إلى تبرير كلماته التي وجدها الكثيرون مثيرة للنعرات العرقية، إلا أن هذا يشكل جزءاً من جاذبية كارلسون – ومثله مثل ترامب، فإن إتقانه للمصطلحات ذات الجاذبية في الثقافة السياسية الأميركية يمنحه سمة مميزة على العديد من المنافسين المحتملين.