أزمات «خالد بن الوليد» مستمرة.. لماذا لا ننصف تاريخنا
عاد مسلسل «خالد بن الوليد» إلى دائرة الجدل، بعد سلسلة من المشكلات بدأت منذ الإعلان عنه، بسبب تغريدة نشرها الإعلامي السعودي عبدالله وافيه تساءل فيها عن جدوى تقديم هذا العمل، معرباً عن أمله في أن يتوقف إنتاج هذه النوعية من المسلسلات. وقال وافيه في تغريدته: «هل فعلاً سيكون مسلسلاً؟ ماذا سيقدم فيه، خصوصاً أن هناك أحداثاً مرعبة لا تتوافق مع ومن يذهب نحو الوعي والتنوير. أتمنى أن هذا النوع من المسلسلات وما يدور في فلكها أن يتوقف».
تغريدة وافيه فتحت الباب لعاصفة من الانتقادات عبر موقع «تويتر»، حيث أعلن مغردون عن غضبهم من رأيه، داعين إلى ضرورة أن ننصف تاريخنا وألا نتجاهله، خصوصاً أن خالد بن الوليد من أبرز الشخصيات الإسلامية المؤثرة في التاريخ العسكري على مستوى العالم، وطالب البعض بمحاسبته على هذا الطرح، ورأى آخرون أن الاعتزاز بالتاريخ العربي والإسلامي وتقديمه في أعمال فنية بكل ما فيه حتى الحروب أمر طبيعي، كما يحرص الغرب على تقديم تاريخه في أعمال لاقت نجاحاً وانتشاراً كبيراً رغم ما تتسم به من دموية وعنف، مشيرين أن الحضارة الإسلامية مثل أي حضارة لها تاريخها بسياقها الثقافي وقتها وهي الحروب والتوسع، ومن حق العرب أن يفخروا بشخصيات حضارتهم مثل ما يفخر الغرب بحضاراتهم.
جدل قديم
هذا الجدل أعاد إلى الأذهان الجدل الذي صاحب نشر الكاتب المصري إبراهيم عيسى تغريدة، عقب إعلان شركة «سينرجي» للإنتاج عن عزمها تقديم المسلسل، قال فيها: «بعد النجاح الرائع لمسلسل (ممالك النار) أرجو أن تتراجع شركة الإنتاج المصرية فوراً عن انتاج مسلسل (خالد بن الوليد). هذا ليس وقت الفتوحات، بل هو وقت أن يعرف الناس تاريخ مصر».
وبشكل عام؛ فتح هذا الجدل مجالاً واسعاً حول الأعمال الفنية التي تتناول سيراً لشخصيات تاريخية، واعتبر الكثيرون أن أعمالاً قليلة جداً استطاعت تقديم الشخصيات بموضوعية، بينما وقعت أغلبية هذه الأعمال في فخ المبالغة في تجميل الشخصيات حتى ظهرت بلا أخطاء أو سلبيات وهو أمر غير حقيقي وغير منطقي.
نجوم واعتذارات
شهد العمل نوعاً آخر من المشكلات، وهو اختيار بطل المسلسل فشملت الترشيحات فنانين منهم خالد النبوي ومصطفى شعبان وهاني سلامة، قبل أن يتم الإعلان عن اختيار الفنان عمرو يوسف. وبعد أن كان من المقرر طرحه في السباق الرمضاني 2020، تم تأجيله للموسم الرمضاني 2021، بسبب جائحة «كورونا»، وتوقف حركة الملاحة في جميع الدول، ثم شهد المسلسل انسحاب بطله الفنان عمرو يوسف بعد تصوير عدد من مشاهده في الأردن، ليحل الفنان ياسر جلال محله، وأكدت مصادر أن جلال بدأ بالفعل في التدريبات الخاصة بمشاهد القتال في العمل، ولكنه سرعان ما عاد وأعلن اعتذاره عن العمل، وأرجع ذلك إلى خوفه من عدم تجسيد الشخصية بالمستوى اللائق: وقال في بيان صحافي: «شخصية خالد بن الوليد مسؤولية كبيرة، وأخشى ألا أقوم بتقديمها على الوجه الأكمل، وذلك على الرغم من سعادتي بالمخرج المتميز رؤوف عبدالعزيز، والمؤلف إسلام حافظ». الغريب أنه لم تمضِ ساعات على إعلان هذا الخبر، حتى أعلن السيناريست إسلام حافظ، عبر حسابه على «فيس بوك»، عن عودة جلال لبطولة المسلسل، وقال حافظ: «احنا كأسرة عمل نحب نوضح أن تحضيرات مسلسل سيف الله مستمرة، احنا بنعمل مشروع ضخم وصعب جدا ومفيش دقيقة ينفع تروح من غير تعب وعرق ومجهود غير عادي، النوع ده من المشاريع بيكون شاق للغاية أثناء تحضيره ويستمر هذا الشقاء حتى آخر مشهد، وارد جدا أثناء الرحلة الشاقة، أي عنصر من عناصر العمل أن يتعب، وهنا نلاقي يد كبيرة صادقة تقدر الجهد والتعب، وتساعدك للوقوف لإكمال المشوار».
نقاط عالقة
أشارت تقارير إعلامية إلى إمكانية تغيير اسم المسلسل خلال المرحلة المقبلة، مرجحة عدم عرضه في الموسم الرمضاني المقبل، موضحة أن هذه النقاط سيتم حسمها قبل بدء التصوير الذي تم تحديد موعده في سبتمبر المقبل.