يبدأ تصنيعه أواخر العام الجاري
الباحث العربي الوحيد المشارك في إنتاجه: لقاح «كوفيد-19» صار جاهزاً
أكد الباحث العربي الوحيد، المشارك في فريق جامعة أوكسفورد البريطانية العريقة في إنتاج اللقاحات، الدكتور أحمد محمود سالمان؛ أن الفريق اقترب كثيراً من الإعلان عن لقاح خاص بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، متوقعاً أن يكشف عنه في نهاية سبتمبر، أو بداية أكتوبر لهذا العام، وأن يبدأ تصنيعه أواخر العام الجاري أو بداية 2021.
وقال الدكتور سالمان؛ مدرس علم المناعة وتطوير اللقاحات بمعهد إدوارد جينر، وزميل كلية كيلوج بجامعة أكسفورد بإنجلترا، في حديث لمرصد المستقبل، إن فريق أوكسفورد الخاص بإجراء أبحاث، لإيجاد لقاح لمرض «كوفيد-19» تشكل أواخر ديسمبر عام 2019، أو أول يناير عام 2020، وأن الفريق يضم بين 300 و400 باحث وعالم متخصص في علم المناعة وتطوير اللقاحات، من مجموعات بحثية مختلفة متخصصة في الأمراض المعدية مثل: الملاريا، والدرن، والالتهاب الكبدي الوبائي، وغيرها.
وأشار إلى أن هذا «الفريق البحثي العملاق» يقوده، الآن، عديد من الأساتذة المتخصصين، وعلى رأسهم الأستاذة الدكتورة سارة جيلبرت، المتخصصة في الأمراض المنبثقة والتنفسية، والأستاذ الدكتور أدريان هيل، رئيس معهد إدوارد جينر في جامعة أكسفورد.
موعد الإعلان
وقال سالمان: «توجد ظروف كثيرة من الممكن أن تؤدي إلى تأجيل الإعلان، لكن ما تم تصريحه وهو أفضل التوقعات، ونأمل إن شاء الله انتهاء التجارب السريرية للمرحلة الثالثة والإعلان عنها أواخر سبتمبر أو أول أكتوبر 2020»، مضيفاً: «لو كانت النتائج طيبة، وكما هو مرجو ونسبة الحماية للقاح تتعدى 50%، ونحن نتوقع أن تتعدى نسبة 70 إلى 80%، طبقاً للمعطيات والنتائج الأولية التي تم الحصول عليها حتى الآن، لكن لابد من الانتظار حتى انتهاء التجارب تماماً حتى يتم الجزم بذلك. ولو افترضنا أفضل سيناريو، أي بداية أكتوبر 2020، واعتمد وبدأت دورة التصنيع، فمن الممكن أن تأخذ ثلاثة أو أربعة أشهر ليتم إنتاج ما يقارب المليار جرعة، وستكون جاهزة أواخر عام 2020، أو مطلع 2021، وهذا أفضل التوقعات». وأضاف: «لكن لا يمكننا أن نضمن أو نؤكد موعداً للإعلان عن النتائج، إلا بعد نجاح الاختبارات، حين انتهاء التجربة، ويعلن عنها ويثبت نجاحها».
سباق محموم
دخل العالم في سباق حقيقي لحصار فيروس كورونا المستجد، وتَرِد أنباء من أنحاء العالم كافة عن تجارب كثيرة للقاحات في مضمار المواجهة، غير أن بعضها بدا أكثر تقدماً من غيره، ويوجد حالياً نحو 165 مجموعة بحثية تعمل على أبحاث لقاحات خاصة بفيروس كورونا المستجد، منها 18 لقاحاً في مرحلة التجارب السريرية الأولى، و140 لاتزال قيد التجارب المعملية، وهناك 12 في المرحلة الثانية من التجارب السريرية، وستة لقاحات فقط في المرحلة الثالثة الأخيرة، من بينها لقاح جامعة أوكسفورد، متصدراً هذا السباق العالمي في التجارب السريرية والأقرب إلى الاعتماد. وهناك لقاح وحيد تم اعتماده بصورة مؤقتة للاستخدام محلياً فقط داخل الجيش الصيني، إذا تطلب الأمر بشكل طارئ، على الرغم من أنهم لم يدخلوا تجارب المرحلة السريرية الثالثة حتى الآن.
لكن هل سيؤخذ اللقاح لمرة واحدة، أم سيكون أخذه موسمياً؟
وقال سالمان إن «الذين حصلوا على اللقاح في التجارب السريرية، التي بدأت في أبريل 2020، لاتزال لديهم أجسام مضادة إلى الآن، وحتى نستطيع معرفة مدة فاعلية اللقاح علينا الانتظار، وإجراء تحليل كل فترة لمعرفة إلى أي مدى يمكن أن يستمر، وهذا أمر مهم لأن الفيروس على ما يبدو لن ينتهي، وسيظل مستمراً معنا».
وتوقع سالمان وجود صعوبة كبرى لوصول لقاح لمرض «كوفيد-19» إلى بعض الدول العربية بنهاية العام الجاري، موضحاً أن «هذا أمر صعب للغاية وتحدٍّ كبير جداً، لأن دورة إنتاج اللقاح تأخذ من أربعة إلى ستة أشهر، وهناك تعاقدات حدثت بالفعل على عدد من دورات الإنتاج التي تنتهي بنهاية العام الجاري، والوحدات المصنعة للقاحات تتقيد بطاقة إنتاجية وقدرة استيعابية على التخزين».
والحل الوحيد، الذي يراه سالمان لوصول اللقاح إلى الدول العربية بشكل أسرع، هو أن «تتعاقد مع أوكسفورد، وشركة أسترا زينيكا البريطانية لإنتاج الأدوية على الإنتاج لا على الشراء، لأن انتظار شراء اللقاح قد يقتضي الانتظار لفترة قد تطول إلى عام ونصف العام».
لماذا تميز فريق أوكسفورد
قال الدكتور أحمد إن تميز فريق أوكسفورد يرتكز إلى ثلاثة أسباب: «الأول أن التجارب على القرود أعطت نسبة نجاح 100%، ومنعت حدوث أيٍّ من أعراض الالتهاب الرئوي في القرود. والسبب الثاني أن الفريق عمل سابقاً على لقاح لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، ووصلت التجارب السريرية إلى أن 79% من المتطوعين، الذين تم تطعيمهم أنتجوا أجساماً مضادة قادرة على معادلة وتدمير الفيروس. والسبب الثالث هو أن اللقاح يعمل على الجزء الخاص بالأشواك المميزة لشكل الفيروس، وهذا الجزء هو الذي يمنحه القدرة على الارتباط بمستقبلات الخلايا البشرية وإحداث العدوى، ومن ثم فإن من مصلحة الفيروس ألا يحوّر ويغيّر هذا البروتين، الذي يسمح له بالارتباط بالخلايا البشرية بصورة متخصصة جداً».
وأضاف أن التعاقدات، التي أُبرمت بشأن لقاح أوكسفورد، تكشف بوضوح عن «ثقة العالم باللقاح، والتي ستتأكد في شهر أكتوبر 2020، مع إعلان نتائج المرحلة الثالثة الأخيرة من التجارب السريرية».
سالمان:
«لا يمكننا أن نؤكد موعداً للإعلان عن النتائج، إلا بعد انتهاء التجربة
وإثبات نجاحها».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news