العلماء مندهشون: القمر بدأ يصاب بالصدأ !
لا يحتوي القمر على المكونين الأساسيين لعملية الأكسدة؛ الهواء والماء السائل، لذا أثار اكتشاف مادة الهيماتيت (التي تصنَّف كصدأ) على سطح القمر دهشة وحيرة العلماء، ففسروا ذلك بتأثير المجال المغناطيسي للأرض.
ونشر باحثون حديثًا دراسة في موقع ساينس أدفانس، تضمنت تحليلًا لبيانات من مركبة شانداريان1 المدارية التابعة لمنظمة أبحاث الفضاء الهندية.
وذكر الباحثون، حسب مرصد المستقبل التابع لمؤسسة دبي للمستقبل، إن الصخور الموجودة في أقطاب القمر تحتوي تركيبة مختلفة عن باقي المناطق، واكتشف شواي لي، عالم الكواكب في جامعة هاواي والمؤلف الرئيس للدراسة، وجود الهيماتيت، وقال في بيان صحافي «الأمر محير جدًا؛ القمر بيئة غير مناسبة لتكون الهيماتيت.»
ورأت الدراسة أن عملية الأكسدة على القمر تعود لثلاثة عوامل؛ أولها وجود كميات من الأوكسجين على القمر على الرغم من افتقاره لغلاف جوي تأتي من كوكبنا ليقطع الأكسجين من طبقات الجو العليا عبر الذيل المغناطيسي مسافة 385 ألف كيلومتر الفاصلة بين الأرض والقمر.
والعامل الثاني يكمن في وصول الهيدروجين إلى القمر من خلال الرياح الشمسية. وعلى الرغم من أنه يجب أن يلغي أي أكسدة، إلا أن الذيل المغناطيسي يمنع معظم الرياح الشمسية من الوصول خلال فترات معينة من مدار القمر، ما يفسح المجال لتشكل الصدأ.
أما العامل الثالث فهو جزيئات الماء النادرة الموجودة على سطح القمر، ويفترض الباحثون أنها قد تتحرر بفعل جزيئات غبار سريعة تهطل على القمر بانتظام ثم تختلط بالحديد الموجود في التربة القمرية، وربما تؤدي الحرارة الناتجة عن تأثيرات جزيئات الغبار أيضًا إلى زيادة معدل الأكسدة.
وتسعى وكالة ناسا إلى كشف أسرار اللغز، من خلال مشروع أرتميس، الرامي إلى إرسال بعثات بشرية إلى القمر مطلع العام 2024.
ونقل موقع إنتريستينج إنجينيرينج، عن فيفيان سون، الباحث في مختبر ناسا للدفع النفاث، أن «النتائج تشير إلى عمليات كيميائية معقدة في نظامنا الشمسي، سنفهمها بشكل أفضل بإرسال بعثات مستقبلية إلى القمر لاختبار الفرضيات.»