يوسف العوضي: لن أتنازل عن الإذاعة.. والبرامج الحوارية طموحي
لسنوات عدة، بقي حلم الإماراتي يوسف العوضي معلقاً بأثير الإذاعة، التي تلمّس بعضاً من خصوصيتها عبر تجربته المبكرة في رحاب الإذاعة المدرسية، والتي أرضى بها العوضي جزءاً من شغفه بإيصال المعلومة، والاستمتاع بردود أفعال الجمهور المتلقي، قبل أن تتاح له فرصة الالتحاق بالعمل الصحافي، ومواصلة مسيرة تحقيق حلم الإعلام، الذي تحوّل فيه العوضي مذيعاً ومحرراً في نشرة الأخبار المحلية بإذاعة «الأولى»، واصفاً هذه التجربة بالمتفردة بكل المقاييس، باعتبار رؤيتها المتأصلة في عمق المجتمع المحلي، وامتداداتها التراثية، وتركيزها من هذا المنطلق على مكتسبات اللهجة الإماراتية، التي تعتبر ركناً أساسياً في عمله الإعلامي الجديد في شبكة الأولى الإذاعية، التابعة لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، طامحاً إلى البرامج الحوارية، ومؤكداً تمسكه بالعمل الإذاعي، لما فيه من اختبار للكثير من التجارب.
خصوصية
في بداية حواره مع «الإمارات اليوم»، توقف العوضي عند خصوصية تجربته الإعلامية الجديدة في إذاعة «الأولى»، بعد مرحلة مع الصحافة المكتوبة في صحيفة «الإمارات اليوم»، بأنها تعتمد على مفردات اللهجة المحلية في تقديم نشرات أخبار «علوم لبلاد»، مؤكداً بالقول: «يتم من خلال نشرات (علوم لبلاد) تسليط الضوء على أخبار المجتمع الإماراتي، ويومياته المحلية، وبعض تفاصيل الحياة الاجتماعية في الإمارات، إضافة إلى تسليط الضوء على أخبار مختلف الوزارات والهيئات والدوائر المحلية والحكومية في الدولة». مضيفاً «تتميز أخبار إذاعة الأولى بطابعها المحلي التراثي، الذي يحاكي أحاديث المجالس العامة في (الفريج)، وينأى بالتالي عن الطابع الرسمي، وبروتوكولات نشرات الأخبار الرسمية التي يتابعها الجمهور على المنصات الإعلامية الأخرى».
ألق خاص
يبدو أن خصوصية العمل في «الأولى»، أسهم بقدر كبير في صقل مهارات العوضي في المجال الإذاعي، ودفعه دون قصد إلى استحضار الكثير من مفردات المجتمع المحلي، التي شرع الكثير من الشباب الإماراتي في الانصراف عنها. قائلاً «بعد أن استوفيت ما يقارب العام والثلاثة أشهر من العمل، أيقنت بأنني بتت أكثر ملامسة للهجة الإماراتية الأصيلة، وقد ساعدني ذلك في مهمة تحوير نشرة الأخبار من (الفصحى) إلى (العامية) المحكية. كما أسهم عملي جنباً إلى جنب مع نخبة من قامات الإعلام المحلي، مثل (أم الإعلام الإماراتي)، الإعلامية حصة العسيلي، في التعرف إلى رونق وسحر اللهجة المحلية، وتقديمها في نشرات إخبارية تهتم بتطلعات المستمع المحلي بالدرجة الأولى»، لافتاً إلى قيمة التعلم في تجربة النجاح المهني بالقول: «من خلال تعاملي اليومي معها، تعلمت من الإعلامية حصة العسيلي الكثير من المبادئ المهنية والقيادية المهمة والملهمة، التي أعتبرها مفاتيح نجاح حقيقية لي ولكل شاب إماراتي طموح في المستقبل، فضلاً عن المبادئ الإنسانية العظيمة التي تعلمتها منها، مثل الرحمة، والتعامل الإنساني الراقي، ومبادئ الالتزام والانضباط والإخلاص في أدق تفاصيل العمل اليومي».
«علوم لبلاد»
حماس يوسف في إنجاز عمله، سرعان ما قاد القائمين على مركز الأخبار في إذاعة «الأولى» إلى تكليفه بالمزيد من المسؤوليات، وترقيته لتولي مهمة «مشرف تقارير» مسؤول عن عمليات إنجاز جميع التقارير الصوتية، ومهمات التواصل مع المسؤولين في الجهات المحلية والحكومية، تجربة وصفها العوضي بالقول: «أعمل باستمرار في النشرة اليومية على إعداد التقارير الإذاعية المسجلة خارجياً أو التي تتم عبر الهاتف، والتي إلى جانب تناولها لمختلف الموضوعات، فإنها تركز في الوقت الحالي على الجانب الصحي والتوعوي للمجتمع، باعتبار مواجهتنا المستمرة لجائحة فيروس كورونا المستجد». وأضاف: «كما تابع مستمعو (الأولى) مجموعة من التقارير النوعية، مثل التقرير الخاص بتجربة معاهد تعليم قيادة السيارات في مواجهة الفيروس المستجد، وتقرير خاص عن أطول أسطول لفحص (كورونا) أطلقته مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف للحالات الطارئة، وغيرها من التقارير النوعية الأخرى».
يلفت العوضي إلى سعيه الدائم والمستميت إلى التفرد والتجديد اللذين يتوق إليهما عشاق ومستمعو «الأولى»، واللذين كرس العوضي بعض تفاصيلهما بافتتاحية إماراتية صرفة، وعبارات وجيزة، يرافق بها انطلاق كل نشرة، قائلاً «موجز بأيدد الأخبار».
مواكبة دائمة
توجّه العوضي بالشكر إلى الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك، الذي أسهم من خلال متابعته اليومية لتفاصيل العمل الإذاعي في تصويب أخطاء المذيعين، وتوجيههم، وقيادتهم إلى النجاح. قائلاً «يشجعنا دائماً على الانخراط في التفاصيل كافة، وفي اقتراح الأفكار الجديدة، واستثمارها وتطويرها لطرح مختلف الموضوعات، وتكوين شخصية إعلامية ملمة، مستقلة وقادرة على مواجهة تحديات المجال». مضيفاً «الشكر موصول كذلك إلى مديرة إذاعة (الأولى)، نتالي أواديسيان، التي تحرص باستمرار على تشجيعي على مواكبة الأحداث المحلية، تجسيداً لرؤية الإذاعة في الارتقاء بالتراث الإماراتي، وتقديمه في قالب عصري متجدد، ليكون جزءاً لا يتجزأ من مستقبل الأجيال المقبلة».
تجارب جديدة
يتحدث يوسف العوضي عن التجارب الإعلامية الجديدة التي عايشها من خلال عمله اليومي في إذاعة «الأولى»، والمتمثلة في إنتاج وتصوير مجموعة من التقارير الخاصة لوسائل التواصل الاجتماعي، مع مجموعة من المديرين والمسؤولين، واصفاً هذه الخطوة ليس فقط بالريادية، بل وبالمؤسسة لمنطلقات العمل التلفزيوني مستقبلاً، المجال الذي يطمح العوضي إلى الالتحاق به في وقت لاحق. قائلاً «لن أتنازل عن عملي في إذاعة الأولى، خصوصاً أن تجربة المسموع أسهمت في صقل خبراتي وتعلمي أساسيات العمل في المجال، وذلك بعد أن عايشت عدداً من التجارب الإعلامية الجديدة، مثل تجربة تقديم برنامج (علوم العيد) الإخباري في فترة عيد الأضحى، الذي تمرست من خلاله على أصول النقاشات، وتمارين تعبئة الهواء، وكذلك محاورة الضيوف»، لافتاً إلى طموحه مستقبلاً لتقديم برنامج إخباري حواري يواكب اهتمامات الشارع الإماراتي في جميع المجالات.
- أخبار بطابع محلي تراثي تحاكي أحاديث المجالس العامة في «الفريج».