بدرية أحمد وبسمة وهبة خلال مشاركتهما في اللقاء الذي أقيم بفندق «ذا اتش» بدبي. تصوير: أسامة أبوغانم

بدرية أحمد وبسمة وهبة : بالإرادة والأمل نقهر السرطان

بالإرادة والقوة والأمل، تمكنت الممثلة الإماراتية بدرية أحمد، والإعلامية المصرية بسمة وهبة، من الانتصار على سرطان الثدي. وأكدتا خلال لقاء صحافي، عُقد أول من أمس في فندق «ذا اتش» بدبي، على أن الصحة النفسية هي العامل الأساسي للانتصار، لأن محاربة هذا المرض تتطلب الاستقرار النفسي والراحة، مع الإشارة إلى أنها تجربة قاسية على المستوى الشخصي، ولكنها تمد المرأة بالكثير من القوة، موجهتين نصيحة إلى النساء بضرورة الكشف المبكر لتجنب العلاجات القاسية.

تجربة صعبة

وتحدثت الممثلة الإماراتية بدرية أحمد عن كيفية اكتشافها للمرض، فقالت: «اكتشفت إصابتي بسرطان الثدي عن طريق المصادفة، إذ كنت أخضع لجراحة تجميل في الثدي، وتحت الجراحة تم اكتشاف وجود أورام في الثدي في الجهتين اليمنى واليسرى، وهي تجربة صعبة بكل المقاييس، ولكن فعلياً تأتي طاقة غريبة للمرء تجعله قادراً على القضاء على المرض». وأضافت: «كان من المفترض أن تستغرق الجراحة التجميلية ساعتين، ولكني بقيت تحت الجراحة لمدة تصل إلى خمس أو ست ساعات، وقد تم استئصال جميع الأورام، وبقي ورم واحد إلى الآن لم يتم استئصاله، وسأخضع للجراحة في وقت قريب». ونوهت بأن التجربة صعبة، ومتعبة نفسياً، موضحة أن المرأة، وإن بدت قوية في هذه الفترة، فهي تحتاج إلى الكثير من الدعم. وعن أقسى اللحظات، أكدت بدرية لـ«الإمارات اليوم»، أن المرض في بدايته لا يحمل أي شعور بالألم، ولكن بعد معرفتها بالورم نفسياً بدأت تشعر بالألم، رغم عدم وجوده، مشيرة إلى أنهم في المستشفى أدخلوها إلى العلاج الكيميائي، بسبب صراخها من الألم، والذي كان سببه نفسياً، ما أدى إلى تحويلها في ما بعد من قسم العلاج الكيميائي إلى مكان استئصال الخزعات. عاشت بدرية مجموعة من المراحل في العلاج، بدأت بيوم أمضته في الجراحة، ثم ما يقارب سبعة أشهر من العلاج، خصوصاً أنها تبقى لديها ورم واحد، ولكنه ورم حميد، مشيرة إلى أنها تتحدى هذا الورم بطريقتها الخاصة. وأوضحت أن الورم يابس، ولا يمكن أخذ خزعة منه، ولكن يمكن استئصاله، موضحة أن سياستها الأساسية في محاربة المرض هي التعامل مع هذا الورم بتجاهله تماماً.

وأكدت أن التجربة غيرت الكثير فيها على الصعيد الشخصي، وباتت أهدأ كثيراً بعد أن كانت مشاغبة، كما أنها اختفت قليلاً عن الساحة، وغابت عن الأعمال منذ أربع سنوات، فهي الآن لا تختار إلا الأعمال التي تضيف إليها، معتبرة أن هذه التجربة كانت فرصة واستراحة من العمل، للعودة بعمل مميز يضيف إلى مسيرتها. كما ابتعدت بدرية كثيراً عما يحدث على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرة أنها باتت تحارب كل ما يحدث حولها من خلال طريقة عملها وإنتاجها، ووجهت نصيحة أساسية للنساء، بضرورة الكشف المبكر باستمرار، كي لا تضطر إحداهن إلى العلاجات القاسية.

حب الحياة

الإعلامية بسمة وهبة تحدثت عن الشعور الأول حين تلقت خبر إصابتها، قائلة: «بدأت بالدعاء عندما علمت بإصابتي، وقد منحني هذا الدعاء القوة منذ بداية إصابتي وحتى التعافي، فحب الحياة هو الذي مدني بالطاقة الإيجابية والقوة». ولفتت إلى أن الكشف المبكر مهم جداً، لأن الكشف المتأخر يزيد عدد الأورام، ولأنها اكتشفت الإصابة في وقت متأخر، كان الإجراء الخاص بعلاجها قاسياً، وقد تساقط شعرها، كما أن العلاج استغرق ما يقارب العامين. وأكدت وهبة أن الوراثة عامل مهم في الإصابة، فوالدتها مصابة بالسرطان، وجدتها توفيت بهذا المرض، لافتة إلى أن من الضروري ألا تحزن المرأة، فالحزن هو الذي يسبب الضغوط النفسية، ما يؤدي إلى هجوم قوي للخلايا السرطانية، وبالتالي تتمكن من الجسم. واعتبرت أنه في زمن «كورونا»، تتعرض المرأة للضغوط كثيراً.

تجربة قاسية

وأكدت بسمة لـ«الإمارات اليوم» أن التجربة قاسية، وتحمل ما يضعف المرأة ويقويها في الوقت عينه، مشيرة إلى أنها اكتشفت مع الأخصائية النفسية أنها تحمل بداخلها الخوف من الموت. ولفتت إلى أن التجربة جعلتها أقوى بكثير، وهذه القوة تتحلى بها المصابات عموماً، فتصبح المرأة محاربة، حتى وإن كانت تتسم بكونها محاربة منذ الصغر، فهذا المرض قد يزيد من قوتها. وأكدت وهبة أن السند مهم جداً في هذه المرحلة، وذلك لتخطي المرحلة، لأن عدم وجود السند يضعف المناعة. أما لجوء وهبة إلى الاستعانة بأخصائي نفسي، فلم يكن خلال علاجها، وإنما في مرحلة لاحقة، وذلك بسبب أعباء الحياة المتزايدة، خصوصاً أن الضغوط في ارتفاع، مبينة أن الأخصائي النفسي يمد المرء باتجاهات في حياته. ولفتت إلى أن الأخصائي نصحها باختيار مهنة واحدة، وليس جميع المهن التي تعمل بها، مؤكدة أنها اختارت مجالين، وهما الإعلام، وعملها في قطاع المطاعم.

أثّرت فترة المرض على عمل بسمة، ونوهت بأنها بحاجة إلى القليل من الراحة، ولهذا ستطلب من القناة تقديم برنامج أقل تطلباً من البرامج السابقة، ناصحة المرأة بالمحافظة على قوتها، مهما كان لديها من مشكلات في الحياة، فهذا المرض عبارة عن جنود تحمل أسلحة وتهاجم الضعف، ولابد من القوة لمواجهته والانتصار عليه.

حملة توعية

نظّمت اللقاء الصحافي سفيرة النوايا الحسنة، وفاء بن خليفة، التي لفتت إلى أن تنظيم الحدث يأتي بهدف التوعية بضرورة الكشف المبكر عن سرطان الثدي، خصوصاً أن شهر أكتوبر هو شهر التوعية للنساء بضرورة الفحص المبكر. ولفتت إلى أنها خاضت العديد من التجارب في مجالات عدة، ومنها الخاصة بالأطفال وأصحاب الهمم، واختارت اليوم العمل في مجال سرطان الثدي خلال وجودها في دبي، نظراً لأهمية نشر المعرفة به.

بسمة وهبة:

«التجربة قاسية،

وتحمل ما يضعف المرأة ويقويها في الوقت عينه».

بدرية أحمد:

«المرأة وإن بدت قوية في هذه الفترة فهي تحتاج إلى الكثير من الدعم».

الحدث يهدف إلى التوعية بضرورة الكشف المبكر عن سرطان الثدي.

الأكثر مشاركة