مها البلوشي: طموحي رفع علم الإمارات في البطولات الدولية
حصدت البطلة الإماراتية مها البلوشي عدداً كبيراً من الميداليات والألقاب بعد مشاركات في بطولات محلية، عربية وعالمية. مها وبكثير من الصبر والإصرار استطاعت أن تكون بطلة الإمارات في التجديف الأولمبي على امتداد أربع سنوات متواصلة منذ عام 2016، لتكون هذه البطلة الإماراتية أول سيدة تدخل منتخب الإمارات في البطولات القارية والعالمية، لتحقق نتائج مبهرة، وتطمح إلى ذهبية البطولة الخليجية للتجديف، التي ستقام على أرض الإمارات العام المقبل، ورفع علم الإمارات في البطولات العالمية.
شغف التجديف
وعن البدايات وتعلقها برياضة التجديف تحدثت مها لـ«الإمارات اليوم»، أنها انطلقت عام 2015، أي بعد عامين فقط من ممارستها للرياضة ورغبتها في اختيار مجال رياضي شجعها على خوض غماره مجموعة من الصديقات المقربات اللاتي اخترن ممارسة رياضة التجديف الجديدة، التي وصفتها مها بالقول «أحببت التميز واختيار مجال رياضي بدا للجميع آنذاك غير مألوف، لدرجة أن جميع الفتيات اللاتي كن معي في هذه الرياضة انسحبن منها في الوقت الذي تمسكت وحيدة بالدرب، مستكملة مسيرة التحديات ومندفعة برغبتي الدائمة في التميز، وتحدي الصعوبات التي ضاعفها عشقي الكبير للبحر بسحره اللامتناهي، الذي أجد فيه متنفساً روحياً كبيراً أفرغ فيه كل ما علق بي من طاقة سلبية».
وأكدت مها أنها شاركت في غالبية البطولات المحلية والخليجية والعالمية، وحصدت فيها العديد من الميداليات المتعددة والتتويجات التي كان أبرزها مشاركتها في البطولة الخليجية في عام 2016، ونيلها المركز الثاني، والميدالية البرونزية في البطولة العربية 11 للتجديف في تونس في العام نفسه، التي تضيفها مها لمشاركتها المميزة في بطولة نصف النهائي في كوريا، ومشاركتها الأخيرة في البطولة الخليجية في الكويت العام الماضي التي حصدت فيها الميدالية البرونزية.
صعوبات وعقبات
تجربة مها لم تكن بطبيعة الحال سهلة، بل فيها الكثير من الصعوبات، تتحدث عنها مشيرة إلى اعتبار أن المقربين إلى رياضة صعبة ومحفوفة بالمخاطر هم الرجال فحسب، إلا أن البلوشي استطاعت من خلال الترشيحات والانتصارات التي حققتها إقناع الجميع بوجهة نظرها الصائبة، مؤكدة «ليست صعوبات بقدر ما هي مخاوف سرعان ما تبددت في ظل الدعم الكبير الذي تلقيته أولاً من الأهل، خصوصاً والدتي التي ترافقني دائماً في جميع البطولات الخارجية، وتدعو دائماً لي بالتوفيق، كما أعتبر نفسي محظوظة بزوجي الذي يتفهم طبيعة شغفي ويساعدني دائماً على تحقيق ما أصبو إليه من منطلق انخراطه في مجال الرياضة وتخصصه في ميدان كمال الأجسام».
إماراتيات في التجديف
وحول حضور العنصر النسائي في رياضة التجديف قالت مها «لدينا الكثير من الفتيات المتميزات في هذه الرياضة على امتداد إمارات الدولة، ولعل أهم الأسماء التي تبرز على الساحة الرياضية اليوم بطلة الإمارات في رياضة التجديف ريم الحساني، وغيرها من الفتيات اللاتي قدمن عزيمة لا تلين في مواجهة التحديات ونموذجاً مشرفاً جديراً بالإشادة والتقدير».
ولفتت البلوشي إلى قيمة الدعم الرسمي الذي تتلقاه المواطنات في رياضة التجديف في الدولة بالقول «سعيدة بالدعم والتقدير الذي تلقيناه ومازلنا من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي استقبلني شخصياً عام 2016 بمناسبة نيلي الميدالية الفضية في البطولة الخليجية للتجديف الأولى، وكان لمكرمته ودعمه الكبير أفضل الأثر في تعلقي بهذه الرياضة».
طموحات مشروعة
تتحدث مها البلوشي عن طموحاتها المستقبلية في مجال رياضة التجديف الأولمبي، وذلك بعد العديد من المشاركات المحلية والخليجية والعالمية، في ظل انضمامها تحت لواء اتحاد الإمارات للشراع والتجديف الحديث، والذي يهدف إلى تطوير ونشر رياضة الشراع والتجديف الحديث بين الشباب، ودعم المتسابقين في السباقات الإقليمية والعالمية، إلى جانب التنسيق بين الأندية البحرية في مختلف إمارات الدولة، قائلة «أتمنى أن أحقق الميدالية الذهبية، ونحن نستعد منذ الآن للمشاركة في البطولة الخليجية للتجديف التي ستقام على أرض الإمارات العام المقبل».
شكر خاص
إلى جانب ممارستها لرياضة التجديف الأولمبي وحرصها على المشاركة في جميع الفعاليات والبطولات التي تقام داخل الدولة وخارجها، تتحدث الرياضية الإماراتية مها البلوشي عن التزاماتها الوظيفية وعملها في الإدارة العامة لأمن المطارات في شرطة دبي، التي لم تمنعها عن مواصلة درب النجاحات الرياضية، وذلك بفضل تعاون الجميع معها وتعاون مسؤوليها الإداريين الدائم معها، وتفهمهم لالتزاماتها الرياضية.
- تلقيت الدعم الكبير من الأهل خصوصاً والدتي التي ترافقني دائماً في جميع البطولات الخارجية.
- فتيات الإمارات قدمن عزيمة لا تلين في مواجهة التحديات، ونموذجاً مشرفاً جديراً بالإشادة والتقدير.