يستعد لإطلاق كتابه الخاص عن الوصفات الإماراتية
مصبح الكعبي.. تجارب رحلات التخييم صنعت شيف «5 نجوم»
بدأت رحلة الشيف الإماراتي، مصبح الكعبي، مع عالم الطبخ والمأكولات كهواية، إذ كانت بدايته الأولى مع رحلات التخييم في البر مع الأصدقاء، خصوصاً أنه كان أكبر سناً من بقية أصدقائه، فكان يجمع بعض الأموال من والدته، ويقوم بشراء المكونات الأساسية التي يحتاج إليها لطهي بعض المأكولات، علماً بأنه لم يكن يعرف الكثير عن الطبخ. ولفت الكعبي إلى أنه عمل على تحسين طريقة الطهو، من خلال التجريب، والتعلم من الأخطاء التي يرتكبها في كل مرة. ويعتزم الكعبي، اليوم، إطلاق كتاب خاص عن الطبخ الإماراتي، سيضع فيه خلاصة خبرته بعالم الطهي لتوثيق الأكلات الأصيلة.
وأكد الكعبي، الذي يعمل في فندق جميرا زعبيل سراي ،لـ«الإمارات اليوم»، أن ولوج الشاب إلى عالم الطبخ كان يدخل في إطار ثقافة العيب، وبالتالي لم يكن سهلاً عليه تعلم كيفية إعداد الوصفات، لأنه لا يدخل كثيراً للمطبخ مع والدته، ومع ذلك كانت البدايات في تحضير الأطعمة بالرحلات محملة بالتجريب والخطأ. ولفت إلى أنه بعد الإعلان عن وظائف في معرض خاص للوظائف، وبعد أن وجد وظيفة في مجموعة فنادق جبل علي، وهي عبارة عن شيف، كما أنه وجد وظيفة شاغرة كرجل أمن، قرر السفر ليتخذ قرار ما إذا كان سيعمل طاهياً أو رجل أمن، وبعد عودته من السفر اتخذ القرار بالعمل في مهنة الطبخ.
تحديات
واجه الكعبي العديد من التحديات عند اختياره هذه المهنة، مشيراً إلى أن 70%، من أفراد العائلة، رفضوا هذا المجال واعتبروه معيباً، والبقية التزموا الصمت دون إبداء أي رأي، وبالتالي غاب عن المنزل لشهور عدة، بعد أن بدأ العمل في الفندق، وأقام في الفندق. وتحمل الكعبي تلك المشكلات والخلافات مع الأسرة، ليعمل في المجال الذي اختاره مدة ثلاثة أشهر، ومكث وقتها في سكن العمل ولم يزر المنزل، حتى بدأت الخلافات تهدأ مع العائلة وتقبلوا خياره. وطور الكعبي نفسه في المطبخ على مدى السنين، حتى بدأ يظهر بالصحف المحلية والقنوات التلفزيونية، إذ ظهر للمرة الأولى على التلفزيون من خلال برنامج «سفرة خليجية»، الخاص بالطبخ على قناة الرأي الكويتية، وكان يطل به في شهر رمضان المبارك، حيث يستقبل كل يوم ضيفاً من المشاهير ليطبخ معه. ونوه بأن هذه الإطلالات كانت تكريساً لمسيرته المهنية، لاسيما أنه سعى كثيراً إلى أن أشرف على فريق الإمارات في بطولة دبي العالمية للضيافة، والتي جمعت مشاركات من العالم العربي.
دورات وخبرات
نوع الكعبي في الطبخ، فعمل في المطبخ الإيطالي والإماراتي والآسيوي والأوروبي، وقد خضع للعديد من الدورات، خصوصاً في أكاديمية الإمارات للضيافة، وهي معتمدة من الأكاديمية الدولية السويسرية، وبالتالي قد خضع لـ15 دورة، بدءاً من أساسيات الصلصات، وصولاً إلى المطابخ المتنوعة، والتزيين وكيفية تقديم الأطباق. أما في ما بعد، فقد حصل على المستوى الرابع في الصحة الغذائية، والتي تخول الطاهي العمل كمفتش في البلدية على الرقابة الغذائية. ويحمل الكعبي على عاتقه تقديم الأكل الإماراتي لجميع الجنسيات، إذ يرى أنه بعد تعرفه إلى المذاقات المختلفة، أخذ على عاتقه نقل المطبخ الإماراتي من الظلمة إلى النور، كونه كان مهمشاً. وإلى جانب ذلك، يعمل الكعبي على تدريب الطهاة العرب على طريقة إعداد الطبخ الإماراتي، خصوصاً أن العديد من الطهاة يحاولون تقديم الطبخ الإماراتي، لكن دون إدراك أهمية عدم تغيير مكوناته.
بصمة خاصة
أكد الكعبي أنه يمكن للشيف أن يمزج بين المذاقات وأنواع المطابخ، مشيراً إلى أنه من الممكن أن يضع بعض النكهات من مطابخ متنوعة، كي تكون ببصمة خاصة، كما أن الشيف يخترع من خلال المزج هذا، موضحاً أنه مزج بعض الأكلات الإماراتية مع الطعام الياباني والمطبخ الآسيوي. ويتمتع الشيف الجيد بكثير من الصفات، إذ أشار الكعبي إلى أن الالتزام بالمقادير والمعايير لإعداد الطعام يعتبر مهماً في الحلويات، لأن الزيادة أو النقصان تؤثر كثيراً في النتيجة، وكذلك في الخبز والمعجنات، بينما في الوصفات يمكن أن تكون للشيف طريقته الخاصة في إعداد الوصفات، دون أن ينفي وجود النفس الخاص على الأكل، فلكل شيف طريقته وأسلوبه. ووجه الكعبي نصيحة أساسية لكل الشباب الذين سيدخلون عالم الطبخ، بألا يستهينوا به، دون أن يفكروا بأن المطبخ سينتهي، موضحاً أنها مهنة تحمل التطور للمرء بشكل يومي، ففي كل يوم سيتعلم شيئاً جديداً، فعمل الشيف ليس إدارياً، فعمله بيده وأينما حل وبقربه نار وبهار يمكنه أن يطبخ، فهي مهنة صعبة تتطلب التضحية، خصوصاً أن الشيف يضطر كثيراً للسفر.
كتاب طبخ
يعمل الشيف مصبح الكعبي على إعداد كتاب خاص بالأكل الإماراتي، ويحرص من خلاله على تقديم الأكل الإماراتي، إذ يعتبره توثيقاً لمسيرته في عالم الطهي والأكل الإماراتي الأصيل والقديم. وأشار إلى أنه يخاف على هذا المطبخ من الاندثار.
70 %
من أفراد العائلة رفضوا هذا المجال في البداية، واعتبروه معيباً.
أول إطلالة تلفزيونية كانت في برنامج «سفرة خليجية»، على قناة الرأي الكويتية.
عمل على تقديم الأكل الإماراتي، في العديد من المحافل والفعاليات الخاصة بالطبخ.
# طموح الشباب
تبدأ الحكاية بالشغف، وبكثير من الإصرار على تحقيق الهدف، مهما بلغت التحديات.. هكذا هي حكايات يختصرها لنا شباب وأصحاب تجارب راهنوا على قدراتهم وبدأوا الحياة المهنية ومشروعاتهم الصغيرة من الصفر، لتكبر مع الوقت ويكبر معها الحلم والطموح. البدايات ليست سهلة، لكنها غالباً ما تكون متسمة بنجاحات بسيطة، تكبر مع مرور الأيام ونضوج التجربة.
أما الوصول إلى ضفة النجاح فهو إنجاز محفوف بكثير من الدعم والتشجيع من المحيطين، والمثابرة في كل يوم. نتعرف في هذه الصفحة إلى قصص الشباب.. طموحاتهم.. تحدياتهم وقصص نجاحهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news