اليوم العالمي لمرض السكري: هل يعتبر العسل بديلاً صحياً عن السكر؟
تحتلّ الإمارات المرتبة الـ 15 فيما يخص معدل انتشار مرض السكري حسبما يفيد تقرير الفيدرالية العالمية للسكري عام 2019. وقد بلغت نسبة المصابين بمرض السكري بالنسبة لعدد السكان في دولة الإمارات 19.02% لعام 2014.
وتعتزم الدولة خفض هذه النسبة إلى 16.28% بحلول عام 2021، حيث يعتبر هذا الهدف مرتبطا بأحد مؤشرات الأداء الرئيسية لتحيق نظام صحي بمعايير عالمية وفق الأجندة الوطنية لدولة الإمارات، وهو مؤشر نسبة السكان المصابين بداء السكري.
ويكتسب اليوم العالمي لمرض السكري في هذا العام (14 نوفمبر) أهمية أكبر من ذي قبل للتفكير في الخطوات الضرورية من أجل تقليل حالات الإصابة بمرض السكري.
ويدرك من يعاني حالياً من مرض السكري حقّ الإدراك مقدار المعاناة في سبيل تنظيم مستوى السكر في الجسم. يتواجد السكر في معظم الأطعمة، كالخبز والحلويات.
ومع ذلك، فإن تنظيم سكر الدم لا يشغل بال المستهلكين في مرحلة ما قبل السكري غالباً. عند الجمع بين وجود مستويات عالية من السكر في أطعمتنا وبين عاداتنا غير المسؤولة في الأكل، نجد أننا معرضين بشكل أكبر لخطر الإصابة بمرض السكري ومرض القلب والأوعية الدموية مقارنة بأي وقت مضى.
ومن الممكن أن تصادفنا العديد من الصعوبات عند إيجاد بدائل للسكر في نظامنا الغذائي. ففي غالب الأحيان، لا تلبّي بدائل السكر حاجة أجسامنا إلى استهلاك الغلوكوز أو السكروز. ومن جهة أخرى عندما نحاول استعمال المحليات الصناعية، ترفض أجسامنا مذاقها ونكهتها. واذا لم نكن متنبهين لكمية السكر التي تستهلكها أجسامنا على نحو منتظم، فإننا غالباً ما نعرض أنفسنا لتقلبات خطيرة في مستويات السكر، مما قد يؤدي إلى الارتفاع الحاد في سكر الدم والتغير الكبير في إنتاج الأنسولين.
ومن أجل حماية صحتنا، علينا أن نكون أكثر وعياً بكيفية تواجد السكر في نظامنا الغذائي. لسنا مضطرين إلى الاستغناء عن السكر، لكن في حالات كثيرة، من الممكن أن يسهم تقليل استهلاك السكر في الحدّ من خطر إصابتنا بمرض السكري.
ويعتبر العسل من أفضل بدائل السكر للحفاظ على النكهة وتزويدنا بمجموعة هائلة من المنافع الصحية. فالعسل بطبيعته غني بمضادات الأكسدة، وتحتوي تركيبته الكيميائية على باقة واسعة من الفوائد الصحية. لكن الأهم من ذلك، يتكون العسل من مركبات سكرية يسهل على جسمك هضمها بدرجة أكبر.
وقد أوضحت مئات الدراسات في العالم أن الجسم قادر على هضم وامتصاص العسل بسهولة أكبر دون الإضرار بمستويات السكر في الجسم ان استهلك باعتدال، ولا يعدّ العسل بالطبع علاجاً للمشكلات الصحية المرتبطة بالسكر، لكنه معزز طبيعي وصحي وفعال لمستويات الطاقة في الجسم، ولتحسين عمليات الأيض لاحتواء العسل على نسب طبيعية من الأنزيمات.
وحول كيفية اختيار العسل الصحي، يشرح رئيس قسم البحث والتطوير في مجموعة السنبلة، صلاح بله: "ينبغي الحرص على شراء عسل نقي وأصلي. فالمخاطر المترتبة على شراء عسل مغشوش قد تتسبب في الواقع بالمزيد من المشكلات الصحية عند من يتناول العسل. إذ إن التكوين العلمي المعقد لعسل النحل الذي يبدأ برحيق الأزهار يعتبر عملية طبيعية لا يمكن نسخها أو استبدالها".
ويرى بله: بينما نتأمل ملياً في معركتنا ضد "القاتل الصامت" مرض (السكري 2)، غير المشخص، وغيره من المشكلات الصحية العامة، علينا أن نبحث في سبل حماية أجسامنا واتباع أساليب حياة صحية. فالاستغناء الكلي عن السكر في حياتنا ليس بديلاً مطروحاً عند الكثير من المستهلكين. لكن اتباع نهج عملي وتوخي الحذر في استهلاكنا بديل ممكن بالطبع.