2021: السماء ستزدحم بمركبات الفضاء
سينتهي عام 2020 خلال أسابيع قليلة ليعلن بداية عام جديد يعجّ برحلات فضاء، ربما تسهم في ابتكار أدوات جديدة، وتطوير سبل اكتشاف الفضاء.
تبنى هذه الجهود على النجاحات السابقة والمحاولات الفاشلة لتبقي عجلة اكتشاف الفضاء دائرة، وتساعد علماء الفلك والفيزياء والكون في حل الألغاز المحيرة التي تؤرقهم.
تتعدد الرحلات الفضائية المخطط لها من مركبات الهبوط الروبوتية والجوالات ومركبات الدوران، بالإضافة إلى التلسكوبات وسفن الفضاء المأهولة، لاكتشاف مدار الأرض المنخفض والقمر والمريخ والنظام الشمسي البعيد، وحتى مراحل الكون الباكرة. وسيجمع العلماء المعلومات للإجابة عن الأسئلة التي قضّت مضجعهم عن نشأة الكون، وماهية المادة المظلمة وطاقتها، بالإضافة إلى وجود الحياة خارج كوكبنا.
إلى المدار
وضعت شركة سبيس إكس نصب أعينها أهدافاً عدة لتحقيقها، خلال العقد المقبل، بتسخير جهود دامت 20 عاماً توجت بمعزز الدفع الصاروخي الثقيل، ونظام دوران المركبة الفضائية.
ويخطط إيلون ماسك لتنشيط اكتشاف الفضاء، وجعل البشر كائنات متعددة الكواكب. إذ شهد العام الماضي إنهاء اختبارات سفينة هوبر الفضائية، والكشف عن النموذج الأولي لسفينة إم كي-1 الفضائية. تلتها هذا العام بضعة محاولات فاشلة غطى عليها نجاح اختبارات النماذج الأولية لمركبات أكثر تطوراً، آخرها لنموذج إس إن 8 الأولي في أكتوبر من العام الجاري. وتعتزم شركة سبيس إكس إجراء اختبار إطلاق إلى ارتفاع 15 كيلومتراً قبل نهاية هذا العام.
سيكون جدول وكالة ناسا، خلال العقد المقبل، حافلاً بالبعثات وفق برنامج النقل التجاري إلى الفضاء الذي تعاقدت فيه مع شركتي سبيس إكس وبوينغ، لتوفير خدمات النقل إلى المدار الأرضي المنخفض ومحطة الفضاء الدولية.
وأصبحت مركبة دراغون الناقل الرئيس للرحلات المأهولة، إذ أطلقت أول رحلة تجريبية لمركبة إنديفر منتصف هذا العام من قاعدة كيب كانافيرال الأميركية، حاملةً على متنها رائدي الفضاء روبرت بينكن ودوغلاس هيرلي إلى محطة الفضاء الدولية. ونقلت الرحلة الثانية أربعة رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبة رزلينس.
وتخطط منظمة أبحاث الفضاء الهندية لإطلاق رحلة غاغانيان المأهولة إلى الفضاء لتدور كبسولتها حول الأرض على ارتفاع 600 كيلومتر لسبعة أيام. وتعتزم الصين إنشاء محطة تياغونغ الفضائية الضخمة ضمن برنامج بدأته في عام 2011، وتخطط للانتهاء من بنائها في عام 2024.
العودة إلى القمر
يشمل العقد المقبل رحلات شتى إلى القمر، تدشنها «ناسا» برحلة أرتميس-1 غير المأهولة مع نهاية عام 2021، التي تشمل إرسال مركبة أوريون للدوران حول القمر والعودة إلى الأرض. أما أرتميس-2 المأهولة فستشد رحالها في أغسطس 2023 للمرور بجانب القمر لاختبار أنظمة أوريون ونظام الإطلاق الفضائي. وسترسل أرتميس-3 أول امرأة إلى القمر لتشارك الرجل حلم الوصول إليه. تخطط «ناسا» لإطلاق رحلات مساندة لتوفير الدعم اللوجستي لهذه الرحلات. وستتشارك مع محطة الفضاء الأوروبية لإرسال مكونات بوابة أرتميس التي ستشيد في المدار القمري لتكون محطةً لرواد الفضاء المسافرين من الأرض إلى القمر.
توفر البوابة دعماً إضافياً لبرنامج أرتميس، وستشملها خطط «ناسا» طويلة الأمد لإرسال رحلات مأهولة إلى المريخ.
تعتزم منظمة أبحاث الفضاء الهندية إرسال مركبة شاندرايان-3 إلى القمر بعد فشل سابقتها. وتعتزم الصين استكمال برنامج تشانغ لاكتشاف القمر عبر الهبوط على سطحه وجمع العينات للعودة بها إلى الأرض. أما روسيا فتنوي إرسال رحلات روبوتية ضمن برنامج لونا-غلوب لاكتشاف القمر عند قطبه الجنوبي. سيكون هذا البرنامج منصة روسيا لإرسال رواد فضاء إلى القمر لأول مرة في منتصف العقد المقبل. وتطول لائحة الرحلات المخططة، لكن أغلبها يقع في مرحلة التخطيط والتطوير.
للرحلات الخاصة نصيب في السفر إلى الفضاء، منها مركبة بلون مون للهبوط والنقل التي أنتجتها شركة بلو أوريجن. وتسعى الشركة لاستخدام صاروخها الجديد غلين لإرسال التجهيزات إلى القمر، بينما تهدف شركة سبيس إكس إلى استخدام سفينتها الفضائية لتدشين السياحة إلى القمر بما يعرف باسم مشروع ديرمون، الذي سيسافر فيه الملياردير الياباني يوساكو مايزاوا، ومجموعة فنانين، حول القمر قبل العودة للأرض.
النظام الشمسي القاصي
تضع بضع وكالات فضاء الحزام الكويكبي الرئيس وما بعده على أجندتها بهدف الوصول إلى معرفة أعمق لتطور النظام الشمسي واكتشاف الحياة خارج كوكبنا. سيشهد عام 2022 إطلاق مركبة سايك الفضائية لـ«ناسا» نحو الحزام الكويكبي سايك الذي يرى العلماء أنه بقايا من لب كوكب أولي انكشف عقب اصطدام هائل أسقط طبقاته الخارجية. وستتفرد رحلة لوسي التي ستنطلق عام 2021 في اكتشاف طروادة، وهي مجموعة لكويكبات تدور حول الشمس في النظام الشمسي الخارجي أمام كوكب المشتري وخلفه.
ما بعد اللانهاية
سيشهد عام 2021 تلسكوب جيمس ويب الفضائي الذي يتوّج تضافر جهود «ناسا» ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الكندية والمعهد العلمي لتلسكوبات الفضاء، إذ يتمتع تلسكوب الأشعة الحمراء بدقة عالية وحساسية مطورة مقارنةً بأقرانه. وتخطط وكالة الفضاء الأوروبية عام 2022 لرسم خريطة لهندسة الكون، أملاً في تحسين فهم العلماء للمادة المظلمة ودورها في التطور الكوني.
إلى المريخ
تسعى ست وكالات فضاء على الأقل إلى تنظيم رحلات استكشاف إلى المريخ. إحداها تنظمها وكالة الفضاء الأوروبية، بالتعاون مع وكالة الفضاء الروسية لإيصال الجوالة الأوروبية روزاليند فرانكلين، والمنصة الروسية إلى المريخ، لخدمة الأبحاث السارية عن آثار للحياة. وستتعاون الجوالة مع جوالة بريزيفانس التي أطلقتها «ناسا» منتصف هذا العام، لاستخدام عتادهما للحفر وأخذ العينات لتحليلها.
وأرسلت الصين جوالة الاستشعار عن بُعد العالمية إلى المريخ في بداية النصف الثاني لهذا العام، لاكتشافه والبحث عن أشكال الحياة، ودراسة بيئة الكوكب.
• تنفيذ وكالات الفضاء لخططها المرسومة سيجعل العقد المقبل بداية عصر جديد لاكتشاف الفضاء.