«إكسبوجر 2021».. 1558 صورة تحتفي بالحياة في وجه الوباء
أعلن الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، عن إطلاق جائزة مخصصة للمصورين الصحافيين المحترفين المعتمدين تقديراً لجهودهم في نقل وتوثيق أحداث العالم بالصورة، وتحملهم المخاطر التي قد يتعرضون لها من قلب كوارث وصراعات وحروب.
جاء ذلك، في المؤتمر الصحافي للإعلام عن تفاصيل الدورة الجديدة من المهرجان الدولي للتصوير (إكسبوجر)، الذي أقيم في بيت الحكمة بالشارقة. وقال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي: «ندين بالفضل للمصورين الصحافيين نظير الجهود التي يبذلونها ليضعونا في قلب المتغيرات في العالم، فلولا جهودهم ما كنا لنتابع ونعيش تفاصيل كثيرة يمر بها إخوتنا في الإنسانية في مختلف بلدان العالم، خصوصاً ونحن اليوم نعيش ظروفاً استثنائية جراء جائحة (كوفيد-19)».
تجارب الشعوب
وينقل المهرجان الدولي للتصوير (إكسبوجر) العالم وحكاياته إلى إمارة الشارقة بـ1558 صورة توثق تجارب الشعوب وسحر الطبيعة ولحظات فارقة في تاريخ الإنسانية، حيث يجمع في دورته الاستثنائية والخامسة أعمال 400 مصور عالمي، يشارك منهم 51 من أفضل المصورين في العالم، ليوجه رسالة يؤكد فيها أن الصورة لغة الإنسانية وحاملة رسالتها التي تتجاوز الحدود والبلدان وكل أشكال التنوّع والاختلاف.
ويقدم المهرجان الذي يُقام خلال الفترة من 10 إلى 13 الجاري في مركز إكسبو الشارقة، 54 معرضاً و21 جلسة نقاشية ملهمة، و14 ورشة عمل يقدمها سبعة مصورين عالميين، وثمانية جلسات نقاش جماعية و14 جلسة تقييم للسير الفنية، فاتحاً بذلك أكبر مساحة للتعلم والتدريب المباشر على التصوير في الإمارات والمنطقة.
الفن ليس ترفاً
وتحدث القاسمي عن الرسالة التي يحملها المهرجان هذا العام، قائلاً: «(إكسبوجر) هذا العام يجمعنا لنسمع حكايات جديدة، ونشاهد القصص بعدسات كبار مصوري العالم، لن تكون الحكايات عن الوباء، وإنما ستكون عن الحياة، ولن تكون عن التباعد الاجتماعي بل عن التقارب الإنساني، وستكون عن إخوتنا في الإنسانية.. عن كائنات تعيش معنا على الأرض.. عن أماكن مدهشة وبعيدة، (إكسبوجر) يأتي ليخرجنا من العزلة ليقول: إن الفن ليس ترفاً، بل هو شفاء للمجتمعات».
الحياة نحو الأفضل
وتوقف القاسمي عند المحاور التي يستند إليها المهرجان هذا العام، بالقول: «تعودنا في كل دورة أن يحمل المهرجان شعاراً، هذا العام اخترنا التأكيد على ما انطلقنا منه قبل خمسة أعوام. الرسائل والأهداف التي تحوّل فيها المهرجان إلى واحدة من أنجح الفعاليات التي تحتفي بالصورة والمصور على مستوى العالم، فنحن نستضيف خبراء التصوير.. نحن ندعم المواهب ونحتفي بها.. نحن نلهم العقول ونعشق التصوير لنغير الحياة نحو الأفضل، ونحن نؤمن بالألوان ونحتفي بالفن لنوجه رسالة إلى العالم أجمع بأن الفن ليس ترفاً وإنما هو الذي يجعل للحياة معنى ويمنح البشرية الفرصة لرؤية الجمال من حولهم، ونجتمع على حب الصورة لنقول: (نحن إكسبوجر)».
أول جائزة
وأكد مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، طارق علاي، أن «إكسبوجر» هذا العام استثنائي على المستويات كافة، قائلاً: «المهرجان استثنائي لأنه يشهد إطلاق أول جائزة تكرم جهود المصورين الصحافيين المعتمدين الذين خاضوا ظروفاً صعبة وتحديات كبيرة ليجسدوا أمامنا رسائل إنسانية كبيرة، ولأنه يسجل أكبر حجم مشاركات في تاريخه سواء في أعداد الصور والمصورين والمتقدمين لجوائزه، ولأنه يأتي في ظل متغيرات عالمية كبيرة ليقف مع المصورين ويدعم مشروعاتهم الفنية والمعرفية والجمالية».
وأشار إلى أن العالم يحتاج إلى الصورة اليوم أكثر من أي وقت مضى، وما يبذله مصورو العالم من جهد يعادل ما يبذله خطوط الدفاع الأول في مواجهة جائحة «كورونا»، فنحن نحتاج إلى الوعي، والجمال، ونحتاج إلى السفر، والترحال، والحوار والتواصل، وهذا تماماً ما تقدمه الصورة وما يعمل عليه المصورون في كل مكان.
«Gallery X»
وكشف طارق علاي عن جديد المهرجان في هذا العام، بقوله: «ستشهد فعاليات الدورة الخامسة من المهرجان إطلاق معرض Gallery X، وهو معرض دائم في الشارقة يستضيف أعمال مجموعة من المصورين العالميين الذين شاركوا في المهرجان، حيث يعرض صوراً لنخبة من المصورين الإبداعيين الذين فازوا بالدورات السابقة من جوائز إكسبوجر العالمية أو وصلوا إلى قائمتها القصيرة».
وأضاف: «يحتفي المعرض الأول من نوعه في هذا المجال في دولة الإمارات بتطور فن السرد البصري عبر العصور، ويُعد المعرض حدثاً ثقافياً جديداً في الشارقة، حيث يشمل معرضاً دائماً، وإطلاق منتجات تجارية خاصة بإكسبوجر، وورش عمل، وأنشطة وفعاليات مختلفة تُقام طوال العام، ويهدف إلى تمكين المواطنين والمقيمين والزوّار وهواة الفنون الإبداعية من اللقاء والتعلم، ومشاركة خبراتهم وتجاربهم، والاحتفاء بفن التصوير الفوتوغرافي».
36 منصة تعليميّة
وينظم المهرجان 14 ورشة عمل متخصصة يقدمها سبعة مصورين محترفين تدمج ما بين الجانب النظري والعلمي، وتستضيف الجمهور من هواة ومبتدئين إلى جانب المحترفين، كما يستضيف المهرجان 14 جلسة مراجعة وتقييم للسير الفنية يقودها خمسة من الخبراء العالميين في مجال التصوير الضوئي، بالإضافة إلى ثماني جلسات نقاش جماعية. كما يشهد الحدث 21 حواراً ملهماً على مدار أربعة أيام، تتناول عدداً من الموضوعات التقنية والفنية في مجال التصوير الفوتوغرافي، وتهدف إلى دعم خبرات المصورين بمعارف وتجارب جديدة وفتح المجال أمامهم للاستفادة من خبرات مصورين محترفين لهم تاريخهم الطويل في مختلف مجالات التصوير.
ويخصص المهرجان ضمن جهوده في تكريم أبرز أعمال المصورين على المستوى المحلي والعربي والعالمي، ثلاث جوائز متفردة الأولى هي جوائزه الخاصة التي تتوزّع على 10 فئات، حيث استقبل المهرجان هذا العام أكبر عدد مشاركات في تاريخه وصل إلى 33.187 مشاركة من 125 دولة. وشهدت منحة تيموثي آلن التي يخصصها المهرجان للمصورين المتخصصين في مجالي «تصوير الرحلات» و«التصوير الوثائقي» مشاركة 1600 ملف من مختلف أنحاء العالم، وسيتوج المهرجان الفائزين خلال انعقاده في مركز إكسبو الشارقة.
وضمت قائمة الفائزين كلاً من المصور التشيكي ميخال نوفوتني الفائز عن مشروعه «أوجه الإيمان»، والمصور البريطاني كيران رايدلي عن تغطيته المصورة المكثفة للأزمة السياسية التي حملت عنوان «احتجاجات هونغ كونغ المطالبة بالديمقراطية: ثورة عصرنا»، والمصورة التركية إف ديليك أويار، عن مشروع «في مركز مكافحة وباء فيروس كورونا كوفيد-19». وأوصل مشروع «الحياة بين النفايات» المصور الإيراني عطا رانبار زيدانلو للفوز بالجائزة، فيما جاء فوز المصورة الروسية ناتاليا غورشكوفا نظير مشروعها «قوّة الإرادة».
#صور_من _المنزل
واستكمل المهرجان سلسلة جوائزه، بمسابقة «صور من المنزل»، التي أطلقها في شهر مايو الماضي، لتروي قصصاً فريدة من حياة المصورين اليومية خلال فترة الحجر المنزلي ضمن حدود منازلهم أو بلقطات مأخوذة من نوافذ بيوتهم، ووصل عدد المشاركات فيها إلى 7803 مشاركات من 83 دولة من مختلف أنحاء العالم، حيث توجت المسابقة 12 فائزاً على مدى ستة أسابيع ومنحتهم جوائز نقدية وصلت قيمتها إلى 10 آلاف و500 دولار أميركي (38 ألفاً و581 درهماً).
حكايات استثنائية
ويروي المهرجان حكايات استثنائية من مختلف أنحاء العالم، يجسد فيها جماليات الطبيعة وتجارب الشعوب وتاريخهم وأكثر لحظات الإنسانية مفارقة وصعوبة، فيعرض 1558 صورة تتوزع على 54 معرضاً، منها 41 معرضاً فردياً، و13 جماعياً، يقدمها 400 مصور من مختلف أنحاء العالم، منهم 51 من أفضل مصوري العالم يشاركون في المهرجان.
- تجارب شعوب وسحر الطبيعة ولحظات فارقة في تاريخ الإنسانية تجمعها صور المهرجان.
- أكبر حجم مشاركات في أعداد الصور والمصورين والمتقدمين للجوائز تستقطبها هذه الدورة.
- جائزة خاصة للمصورين الصحافيين المحترفين في مختلف أنحاء العالم.
- 51
من أفضل مصوري العالم.