ميغن: كنت ساذجة حين تزوجتُ من العائلة المالكة
اتهمت ميغن، زوجة الأمير البريطاني هاري، العائلة المالكة البريطانية بالعنصرية والكذب، ودفعها إلى حافة الانتحار، في مقابلة تلفزيونية متفجرة، يبدو أنها ستهز النظام الملكي بقوة.
وقالت ميغن، المولودة لأم سوداء وأب أبيض، إنها كانت ساذجة قبل أن تتزوج من العائلة المالكة في عام 2018، حيث انتهى بها الأمر بأن تملكتها أفكار انتحارية، والتفكير في إيذاء نفسها، بعد أن طلبت المساعدة، ولم تحصل على أي شيء.
وكشف دوق ودوقة ساكس، الأمير هاري وميغن ماركل، في مقابلة مع أوبرا وينفري، بثت على شبكة «سي. بي. إس»، في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، أنهما تزوجا سراً قبل ثلاثة أيام من حفل زفافهما الملكي. وقالا إنهما تبادلا النذور معاً بحضور رئيس أساقفة كانتربوري فقط. وقالت ميغن إنه لم يكن أي شخص يعلم بشأن هذه المراسم السرية الخاصة.
وأجريت هذه المراسم الخاصة قبل ثلاثة أيام من حفل الزفاف الملكي، الذي عقد في 19 مايو 2018، والذي وصفته ميغن «بالعرض المبهر من أجل العالم». ولم يعلّق قصر بكنجهام بعد علناً على المقابلة التي بثت في الساعات الأولى من فجر الاثنين في بريطانيا. فيما كشف هاري وزوجته ميغن أيضاً أنهما ينتظران قدوم مولودة أنثى هذا الصيف. وقال هاري «أن يكون لديّ صبي، وبعد ذلك فتاة. ماذا يمكن أن أطلب أكثر من ذلك؟ الآن نحن لدينا أسرتنا، نحن أربعة أفراد، ولدينا كلبان». وبسؤالهما حول ما إذا كانا قد يفكران في الإنجاب مجدداً بعد الطفلة، قال هاري وميغن «لا نعتزم إنجاب أكثر من اثنين».
ووصفت ميغن (39 عاماً)، العائلة المالكة البريطانية بأنها غير مبالية، وكاذبة.
وأضافت أن ابنها «أرتشي»، الذي يبلغ عمره الآن عاماً واحداً، حُرم من لقب الأمير، لأنه كانت هناك مخاوف داخل العائلة المالكة بشأن مدى «سمار بشرته».
وقالت ميغن «لم يريدوه أن يكون أميراً».
وعلى الرغم من تعرض العائلة المالكة، بمن في ذلك الأمير تشارلز، لانتقادات علنية، لم يهاجم هاري ولا ميغن الملكة إليزابيث مباشرة.
ومع ذلك، قالت ميغن إن «الشركة» - التي تترأسها الملكة إليزابيث - جعلتها تلزم الصمت، وإن مناشداتها للمساعدة عندما كانت في محنة، بسبب التقارير العنصرية، لم تلق آذاناً صاغية.
وقالت ميغن، وهي تبكي: «لم أكن أريد أن أبقى على قيد الحياة، وكان ذلك تفكيراً واضحاً جداً وحقيقياً ومخيفاً. وأتذكر كيف كان (هاري) يحتضنني».
وأدى إعلان هاري وميغن، في يناير 2020، اعتزامهما التخلي عن أدوارهما الملكية، إلى إغراق الأسرة في أزمة. وفي الشهر الماضي، أكد قصر بكنجهام أن الانفصال سيكون دائماً، حيث يتطلع الزوجان إلى إقامة حياة مستقلة في الولايات المتحدة.
وقال هاري (36 عاماً) إنهما تخليا عن واجباتهما الملكية، بسبب انعدام التفاهم، وقلقه من أن يعيد التاريخ نفسه، في إشارة إلى وفاة والدته ديانا عام 1997.
وقال هاري عن والده «شعرت فعلاً بالخذلان، لأنه جرّب شيئاً مشابهاً. إنه يعرف كيف يكون هذا الألم. سأظل أحبه دائماً»، ولكن والدته الراحلة «ديانا» كانت ستغضب من الطريقة التي تعاملت بها العائلة المالكة البريطانية مع زوجته ميغن.
وأضاف «أسرتي حرمتني مالياً بشكل حرفي. لكن لدي ما تركته لي أمي، ومن دون ذلك لم نكن قادرين على القيام بذلك».
وأعرب هاري عن أسفه لعدم اتخاذ العائلة المالكة موقفاً علنياً للتنديد بما يعتبره تغطيةً عنصرية من جانب جزء من الصحافة البريطانية.
وقال هاري إن والده الأمير تشارلز، ولي عهد بريطانيا، توقف عن الرد على مكالماته. ونفى انتقاد جدته، الملكة إليزابيث، قائلاً إنه يكن لها احتراماً كبيراً.
وقال «أجريت ثلاثة اتصالات مع جدتي، واتصالين مع والدي، قبل أن يتوقف عن الرد على مكالماتي. ثم قال لي: هل يمكنك أن تضع كل ما تريد كتابة؟».
وعلى الرغم من تنديد ميغن بـ«حملة تشويه حقيقية» من جانب المؤسسة الملكية، وقولها إن العائلة المالكة لم توفر لها الحماية، إلا أنها حرصت على تجنب مهاجمة أعضاء العائلة شخصياً. واكتفت ميغن بالقول إنه، وخلافاً لما كُتب في الصحافة البريطانية، فإنها لم تكن هي مَن جعلت دوقة كامبريدج كيت تبكي قُبيل زواجها من الأمير هاري في عام 2018.
وقالت ميغن «يعرف الجميع في المؤسسة أن هذا ليس صحيحاً»، مضيفةً «لقد حدث عكس ذلك». وأوضحت أنه «قبل أيام قليلة من الزفاف، كانت (كيت) مستاءةً بشأن شيء ما، وهذا جعلني أبكي، وجرح مشاعري حقاً».
وأكد الأمير هاري أنه بذل مع زوجته ميغن «كل ما في وسعهما» للبقاء في العائلة المالكة البريطانية.
وقال هاري «أنا حزين لأن ما حدث قد حدث، لكنني أعلم أننا فعلنا كل ما في وسعنا لإنجاح الأمر». وقالت ميغن التي كانت إلى جانبه «يا إلهي، لقد فعلنا كل ما في وسعنا لحمايتهم».
واعتبر هاري أن والده الأمير تشارلز، وشقيقه الأمير وليام «أسيران» لدى النظام، بصفتهما عضوين في العائلة الملكية. وقال إن «والدي وشقيقي أسيران» للنظام، مضيفاً «لا يُمكنهما تركه». من جهتها، قررت العائلة المالكة البريطانية، قبل ساعات قليلة من بث هذه المقابلة، الظهور بصورة الأسرة الموحدة خلال الاحتفالات السنوية لـ«الكومنولث».وشددت الملكة إليزابيث الثانية على «التفاني المتحرر من المصالح وحس الواجب والمسؤولية».وقالت الملكة في كلمتها المسجلة مسبقاً، وبثتها هيئة «بي بي سي» البريطانية «كانت التجارب التي مرت بها دول الكومنولث خلال العام الماضي متنوعة ومؤثرة، ووفرت أمثلة كثيرة على الشجاعة والتصميم والتفاني المتحرر من المصالح وحس المسؤولية والواجب في كل أرجاء أسرة الكومنولث».
وزيرة الأطفال: لسنا عنصريين
في أول رد فعل بريطاني رسمي على المقابلة، قالت وزيرة الأطفال البريطانية، فيكي فورد، أمس، إنه لا مكان للعنصرية في المجتمع البريطاني، وذلك بعدما اتهمت ميغن شخصاً ما في العائلة المالكة بإثارة القلق حول مدى سواد بشرة ابنهما «أرتشي».
وأضافت فورد لقناة «سكاي نيوز» أنها لم تشاهد المقابلة التي أجراها الزوجان مع المذيعة أوبرا وينفري، لكنها قالت «لا مكان للعنصرية في مجتمعنا على الإطلاق».
«حياة أجمل من الخيال»
وصفت ميغن ماركل حياتهما الجديدة في مونتيسيتو بولاية كاليفورنيا الأميركية، بأنها «أجمل من كل قصص الخيال التي قرأتموها»، مع دجاجات «أُنقذت» من مزرعة صناعية.
وأوضحت ميغن «انتقلنا إلى الضفة الأخرى»، مضيفة «نحن لم ننجُ فحسب، بل ننمّي أنفسنا أيضاً».
وتابعت «كل هذه الأمور التي كنت أتمناها تحققت. وبطريقة ما، هذه ليست سوى البداية لنا».
وقع صاعق على العائلة الملكية
أثارت تصريحات الزوجين هاري وميغن ضجة كبيرة في بريطانيا، وكان لها وقع صاعق على العائلة الملكية، وفق وسائل إعلام بريطانية، أمس.
وكتبت «ذي تايمز»: «ما حصل أسوأ من أي توقع كان لدى العائلة الملكية من هذه المقابلة».
أما «ديلي تلغراف» فاعتبرت أن من غير المجدي للعائلة الملكية «الاختباء وراء الكنبة»، وتجاهل الزوجين، قائلة إن الأسرة كانت تحتاج إلى «سترة واقية من الرصاص»، للحماية من المقابلة التي شهدت «إطلاق ما يكفي من القذائف لإغراق أسطول».
وأضافت الصحيفة المحافظة «من الصحيح القول إن مقابلة الساعتين، الخالية من أي مسايرة هذه، تشكل السيناريو الأسوأ لما دأب الزوجان على تسميته بالشركة»، للتحدث عن العائلة الملكية. واختارت قناة «اي تي في» استخدام توصيف عسكري لما حصل خلال المقابلة. فقالت «الزوجان شحنا قاذفة قذائف بي-52، وسيّراها فوق قصر باكينغهام، وأفرغا ترسانتها فوقه».
أما قناة «بي بي سي» فاعتبرت أن هذه المقابلة «المدمرة» تكشف «الضغوط الرهيبة في داخل القصر»، وترسم «صورة أفراد لا مبالين ضائعين داخل مؤسسة»، تشاركهم اللامبالاة نفسها.
وشددت صحيفة «ديلي ميرور» من ناحيتها على «الحزن العميق» للأمير تشارلز، والد هاري، وشقيقه الأكبر وليام، فيما نددت «ديلي إكسبرس» بما اعتبرته «حديثاً متلفزاً مع أوبرا يخدم المصالح الخاصة» لهاري وميغن، المقيمين في الولايات المتحدة، منذ انسحابهما من العائلة الملكية في الربيع الفائت. وعلى غرار صحف أخرى، أغلقت صفحاتها قبل بث المقابلة، عنونت صحيفة «ديلي مايل» عن الرسالة «القوية» التي وجهتها الملكة إليزابيث الثانية، جدة هاري، بشأن حس الواجب، خلال كلمتها التلفزيونية، الأحد، قبل ساعات من ظهور هاري وميغن الإعلامي. لندن-أ.ف.ب
ميغن:
- «(الشركة) التي تترأسها الملكة جعلتني ألزم الصمت».
- «مناشداتي لم تلق آذاناً صاغية، وفكّرتُ في الإنتحار».
الأمير هاري:
- «أسرتي حرمتني مالياً، لكن لدي ما تركته لي أمي».
- «بذلتُ أنا وميغن كلّ ما في وسعنا للبقاء في العائلة».
- الأمير تشارلز، ولي عهد بريطانيا، توقف عن الرد على مكالمات ابنه وطلب منه قول ما يريد «كتابةً».
- الزوجان: ننتظر مولودة أنثى هذا الصيف، ولن ننجب بعدها. الآن لدينا أسرتنا، نحن أربعة أفراد، ولدينا كلبان.