حلاق أميركي يتصدّى للأفكار النمطية بشأن لقاحات «كورونا»
بمشطه الأبيض وآلته الذهبية لجز الشعر، يكافح مايك براون الحلاق في ضاحية متواضعة في العاصمة الأميركية واشنطن، الأفكار النمطية بشأن «كوفيد-19» لدى زبائنه الأميركيين السود، الذين يسجل مجتمعهم إقبالاً ضعيفاً على تلقي اللقاح، رغم معدلات الإصابة الأعلى في أوساطهم.
ويعزو مايك براون الحذر الذي يبديه السود تجاه النظام الصحي عموماً والتلقيح خصوصاً، إلى التمييز الذي تعرضوا له في الماضي. ويقول الرجل الأربعيني الذي يستقطب صالونه زبائن من مشارب شتى، من القضاة إلى عناصر العصابات وجامعي النفايات «هم يؤجلون الذهاب إلى الطبيب حتى يشعروا بأن أذرعهم تشارف على السقوط».
ويمثل السود أقل من نصف سكان واشنطن، غير أنهم يستحوذون على 75% من الوفيات جراء «كوفيد-19». وترتد مظاهر عدم المساواة على النفاذ إلى اللقاحات، مع صعوبات في بعض أحياء السود الفقيرة لحجز مواعيد للتطعيم عبر الإنترنت.
وقد سعى الحلاق إلى الإفادة من الثقة التي يمنحها زبائنه له باعتباره كفرد من «العائلة»، من أجل تقديم الشورى للمصلحة العامة.
وإضافة إلى دوره كـ«مستشار في شؤون الزواج والموضة»، لا يتوانى مايك براون منذ بدء الجائحة عن تأكيد خلال قصه شعر زبائنه، أهمية التزام التدابير الوقائية من فيروس كورونا وأخذ اللقاح.
ويرد براون على نظريات المؤامرة التي يسمعها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال إحصاءات ومعطيات علمية وأقوال لخبراء. وعلى الجدران الأربعة في الموقع، تتمازج لافتات التوعية من الفيروس ويقول «أنا فخور بنقل معلومات موثوقة لمجتمعنا».