ليال عبدالله: تلفزيون دبي بيتي.. وتجربة «كورونا» علمتني الكثير
تصف الإعلامية الإماراتية، ليال عبدالله، تلفزيون دبي بأنه بمثابة بيتها الأول الذي أمضت فيه سنوات، مشيرة إلى تدرجها في هذا المكان قبل أن تصبح مذيعة استوديو، واشتغلت على نفسها طويلاً كي تكون جديرة بلقب «مذيعة» تطل على الجمهور بشكل مباشر، وكشفت لـ«الإمارات اليوم» عن تجربتها مع الحجر الصحي وفيروس «كورونا»، التي تعلمت منها الكثير، رغم الخوف على المحيطين بها وليس على نفسها، على حد تعبيرها. أكثر من تسعة أعوام أمضتها ليال في برنامج «دبي هذا الصباح»، قبل أن تقرر العودة إلى تقديم الأخبار ضمن نشرة الأخبار العالمية على شاشة تلفزيون دبي، مستفيدة من تجربتها المهنية، ومن إطلالاتها الصباحية اليومية، التي عودت الجمهور عليها، لتعود مجدداً إلى تقديم موجز الأخبار مع بداية وختام فقرات البرنامج الجديد «هذا الصباح»، وعن تجربتها الجديدة، قالت: «أشعر بالفارق الكبير بين إطلالتي الأولى كمذيعة أخبار قبل سنوات، وما أقدمه اليوم، وهذا أمر طبيعي يرتبط بسنوات الخبرة والتمرس الإعلامي، فبعد هذه السنوات من العمل في البرامج الصباحية، كان لابد لي من تكريس نوع من التغيير والتجديد، مخافة أن أقع في مطب الروتين، سواء على صعيد الأداء الإعلامي أو على صعيد امتلاك مهارات مهنية جديدة، لهذا السبب جاء قرار عودتي إلى مجال الأخبار، المكان الأثير الذي أشعر فيه حالياً بأنني قادرة على التميز».
الصفوف الأولى
تزامن قرار ليال مع بداية جائحة «كورونا»، التي أوجبت نوعاً جديداً من التعاملات حول العالم، تمثل بالنسبة لميدان الإعلام في مواكبة آخر الأحداث والأخبار المستجدة حول الفيروس الجديد، الذي فرض بدوره أنماطاً مغايرة من التعاطي اليومي مع الأخبار المتدفقة على مدار الساعة.
وأكدت ليال: «في فترة التعقيم الوطني والحجر المنزلي، كانت الأمور مختلفة تماماً، وأقرب إلى الخوف على الأهل والأحبة، وخطر الإصابة، والتعامل اليومي مع آخر المستجدات، ففي الوقت الذي كان الجميع في منازلهم، كان من واجبنا كإعلاميين الوجود على مدار اليوم لتقديم موجز الأخبار وآخر المستجدات اليومية والأخبار الخاصة بالجائحة، وتحول تلفزيون دبي في هذه الفترة إلى مصدر أول ورئيس للمعلومات الموثوقة، كما أسهم بشكل مباشر ببث الأمل والطمأنينة في نفوس الناس، لما قدمه من مواكبة يومية فاعلة أسهم في إنجاحها التزام فرق العمل المتعددة، سواء في مركز الأخبار أو في قنوات تلفزيون دبي المتعددة».
ورأت ليال أن تجربة التقديم في فترة ظهور الجائحة، مدرسة فعلية أتاحت لها فرصة التعامل مع الحدث المتسارع، وقراءة الأخبار من دون الحاجة إلى التحضير المسبق، وهذا أسهم، على حد تعبيرها، في صقل مهاراتها المهنية وزيادة قدرتها على التعامل مع ضغط العمل في هذه الظروف الاستثنائية، متوقفة عند جهود «رواد الإعلام الإماراتي»، وجنود الصفوف الأولى، لتقديم صورة واقعية تعكس الحقائق بتجرد من دون مبالغات أو تضليل متعمد، مستذكرة تلك اللحظات الاستثنائية: «لن أنسى تلك اللحظات التي عشناها معاً، وجهود الزملاء لإنتاج تقارير نوعية، وتحدي ظروف الحجر المنزلي وساعات العمل خارج المنزل، وحتى عودتنا آنذاك متأخرين وسط الشوارع الخاوية، لقد كانت تجربة مليئة بالمشاعر المختلطة».
حول مشروعاتها في الفترة المقبلة، أشارت ليال إلى أنها تشعر بالراحة والاستقرار في مركز الأخبار، ولا تنزع نحو التسرع، بل تفضل التريث في تحقيق أحلامها وفي خطواتها المهنية: «أشعر دوماً بالولاء لتلفزيون دبي الذي أعتبره بيتي الأول، وباعتباري ابنة الإمارات، فإنه يشرفني باستمرار العمل في تلفزيون وطني الذي أمضيت في رحابه سنوات طويلة من حياتي، وبرجوعي اليوم إلى تقديم الأخبار السياسية، فإنني أعود إلى مجالي الأولى بعد التحاقي بالعمل الإعلامي، إذ تدرجت من محررة إلى مراسلة، ثم إلى مراسلة ميدانية، قبل أن أصبح مذيعة استوديو، وقد لا يعرف كثيرون أنني خريجة إعلام لكنني لم أكن أجيد الكتابة باللغة العربية، إلا أنني سعيت بجد إلى تثقيف نفسي والتحقت بالعديد من الدورات المتخصصة لأكون جديرة بلقب (مذيعة) تطل على جمهور الشاشة باللغة العربية».
مسؤولية جماعية
لا تتردد ليال، في الحديث عن تجربتها الخاصة مع فيروس «كورونا»، الذي ألزمها الحجر الصحي لـ 14 يوماً، موضحة: «صحيح أنني عانيت لمدة ثلاثة أيام فقط، إلا أنني كنت خائفة بالدرجة الأولى على أهلي وعائلتي والأشخاص المحيطين بي، لذلك أدعو الجميع اليوم إلى عدم الاستهانة والاستهتار بالإجراءات الاحترازية المتخذة حالياً للحد من انتشار الفيروس، وبكل ما تسعى لتنفيذه السلطات الصحية في الإمارات، لأن ذلك يصبّ حتماً في مصلحة الجميع، فالمرض لايزال موجوداً، وهو يطرح أزمة واقعية يعانيها الجميع في كل أنحاء العالم، ومن واجبنا كأفراد أن نكون على قدر كبير من الثقة، ونتحلى بحس عالٍ من المسؤولية والالتزام تجاه أهلنا وأحبائنا ووطننا».
رسالة مفتوحة
توجهت ليال عبدالله برسالة مفتوحة إلى خريجي الإعلام، ممن يحلمون باقتحام الميدان وتكريس تجربة متميزة فيه، داعية الجميع إلى الجد والمثابرة من أجل التعلم.
وقالت: «لا أملك مفاتيح النجاح، لكنني على ثقة بأن الخبرة الميدانية تختلف تماماً عن الدراسة الأكاديمية، الضرورية بالتأكيد للتعرف إلى أساسيات المهنة، لكن الدراسة ليست وحدها مفتاح نجاح الإعلامي، وإنما القدرة على التعلم والاستمرارية في اكتساب مهارات جديدة، وعدم التفكير بمبدأ حرق المراحل وصولاً إلى الأهداف، لأن طريق المعرفة يحتاج إلى التأني والمثابرة، وإلى الشغف وامتلاك روح المبادرة والتجديد».
• 9 أعوام، أمضتها ليال في «دبي هذا الصباح».
• أسهمت شاشة تلفزيون دبي، منذ بدء الجائحة، ببث الأمل والطمأنينة في النفوس.
• عانيت مع الفيروس لثلاثة أيام فقط، إلا أنني كنت خائفة بالدرجة الأولى على أهلي.