أكبر مقبرة في الأردن تعاني من ضغط الطلب مع زيادة وفيات كورونا
بالكاد يجد الموظفون في أكبر مقبرة بالأردن فرصة لالتقاط الأنفاس وسط إقبال الناس لسداد رسوم قبور لدفن ذويهم المتوفين في ظل ارتفاع قياسي في عدد الوفيات الناجمة عن مرض كوفيد-19.
وتقع المقبرة في ضواحي العاصمة عمان، وشهدت أمس دفن ما لا يقل عن 50 جثة غداة إعلان وزارة الصحة وفاة 109 أشخاص جراء الإصابة بكوفيد-19 في أكبر حصيلة يومية يسجلها الأردن.
ويقول أحمد جابر بينما يكمل كتابة فاتورة بقيمة 50 دينارا (70 دولارا) ثمن القبر الواحد، بينما يصطف أقارب ثكالى في طابور، «ما عنا (عندنا) وقت نحك روسنا (رؤوسنا) مش قادرين نقعد».
وسجل الأردن أعدادا أكبر، مقارنة بمعظم جيرانه، في الإصابات والوفيات جراء فيروس كورونا بعد زيادة كبيرة في الشهرين الماضيين بسبب انتشار سريع لسلالة فيروس كورونا التي اكتُشفت لأول مرة في بريطانيا، بعد شهور من النجاح في السيطرة على تفشي الفيروس.
وقالت الحكومة إن 3334 مصابا يعالجون في مستشفيات تواجه أزمة نظرا لأن بعض عنابر العزل امتلأت عن آخرها خاصة في العاصمة والمحافظات المحيطة حيث يقطن أكثر من 60 بالمئة من سكان المملكة الذين يقدر عددهم بنحو 10 ملايين نسمة.
وقال فوزي الحموري رئيس جمعية المستشفيات الخاصة «نأمل أن لا يستمر عدد الإصابات اليومي بهذا الشكل لأنه إذا استمر سيكون هناك مشكلة حقيقية في توفير أسِرة العزل والعناية المركزة».
وبلغت نسبة الإشغال في عنابر العزل في 27 مستشفى خاص 90 بالمئة في حين كانت نسبة الإشغال في وحدات الرعاية الفائقة 78 بالمئة في العاصمة وما حولها.
واقترح بعض المسؤولين أن تستخدم الحكومة الملاعب الرياضية وأن تجدد المستشفيات العتيقة أو تضع أسِرة في المدارس.
وقال وزير الداخلية والقائم بأعمال وزير الصحة مازن الفراية إن معدلات الإصابة تتجه صوب تسجيل مزيد من الارتفاع.
ومددت الحكومة هذا الشهر حظر التجول الليلي وأمرت بفرض إغلاق عام طوال أيام الجمعة وتشديد عقوبات انتهاك قواعد التباعد الاجتماعي.
وقال إسلام مسّاد مدير مستشفى الجامعة الأردنية إن عنبر عزل مرضى كوفيد-19، الذي يضم مئة سرير، امتلأ عن آخره على مدى الأسبوع الماضي، مضيفا أن الأطقم الطبية تكافح لإبقاء هؤلاء المرضى بعيدا عن غيرهم من المصابين بأمراض خطيرة.
وقال أحمد السعافين رئيس قسم الطوارئ «أتمنى نقدر نسيطر على هذا الوباء وأتمنى الأعداد تخف لأنه الوضع الحالي صعب».