فعالية استقطبت العشرات من الفنانين والتجارب في مركز دبي المالي
«ليالي الفن».. دبي تراهن على الإبداع والأمل والإيجابية
انطلق، أول من أمس، فعاليات الموسم 11 من ليالي الفن، الفعالية نصف السنوية، التي تقام في قرية البوابة في مركز دبي المالي العالمي، جامعة العديد من المواهب والأشكال الفنية في إمارة دبي. وتحمل الأعمال التي عرضت الكثير من الإيجابية ومشاعر الأمل، حيث تبرز التراكيب الفنية واللوحات التي عرضت الرؤى الفنية التي توقظ لدى المتلقي المشاعر المفعمة بالحب، فتنجح في خلق مساحة من الفرح عبر الألوان والتراكيب الفنية والمنحوتات. استقطبت الأمسية محبي الفنون للاستمتاع إبداعات متنوعة، سواء التي تعرض في أروقة المركز المالي وبين القاعات أو حتى الأعمال التي تعرض في صالات العرض.
«السماء فوق دبي»
حملت الأمسية العديد من الأعمال الفنية المتميزة، ومنها معرض العمل الفني المعدني الشهير لتركيب مخصص لأغراض سمعية وبصرية لمصممة الجرافيك اللبنانية السورية رنيم الحلاقي، والقطع الفنية المعقدة من النيون ابتكرتها شارلوت دي بيل، ولوحة مبتكرة تحمل عنوان «السماء فوق دبي، 2021»، مصنوعة من أكياس بلاستيكية للفنانة التشكيلية المقيمة في كازاخستان سولي سليمينوفا، وتركيب فني تم إبداعه باستخدام شرائط عاكسة للاحتفاء بالعمق الثقافي بأسلوب مفعم بالحيوية لكريم تامرجي، والعمل الفني «ترانيم الظلال»، وهو تركيب مبتكر يجسّد سبل الاكتشاف في أوقات التغيير، والتحول من إبداع استوديو همزة وصل، ومنحوتات برونزية بعنوان «طبول الحرب» لمعتصم الكبيسي.
تشجيع الفنون
وقال محافظ مركز دبي المالي العالمي، عيسى كاظم: «تأتي المكانة الملهمة التي تتمتع بها إمارة دبي كمركز إقليمي رائد للثقافة والأعمال ثمرة لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي تنص على تعزيز الإمكانات والفرص في كل القطاعات، وقد حرصنا في مركز دبي المالي العالمي على الاقتداء بهذه الرؤية عبر تأسيس صرح مالي أيقوني، يهدف أيضاً إلى تشجيع الفنون والثقافة عبر التفويض بالأعمال الفنية المبتكرة، وتنظيم الفعاليات الثقافية المنتظمة، وها نحن اليوم نحتفي باستضافة معرض (آرت دبي) أيضاً، ومن شأن هذا الحدث الفني المتميز أن يسهم في تسليط المزيد من الضوء على المدينة، وتعزيز شهرتها الواسعة على مستوى العالم».
برنامج متواصل
وقال الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي، عارف أميري: «يشكل الفن عنصراً جوهرياً وحاضراً على الدوام في صورة إمارة دبي، والطابع الثقافي المتميز الذي يشتهر به مركز دبي المالي العالمي». وأشار إلى أنه بجانب اهتمام المركز المالي بأمسيات الفن، استضاف «آرت دبي»، الذي من شأنه أن يسهم في دعم «خطة دبي الحضرية 2040»، التي تم الإعلان عنها أخيراً، موضحاً أن استضافة المعرض تأتي استكمالاً للبرنامج الفني المتواصل.
رهاب البدانة
وتحدث الفنان العراقي معتصم الكبيسي عن منحوتاته لـ«الإمارات اليوم»: «تتميز المنحوتات بكونها تبرز المرأة والبدانة، والهدف منها الإشارة إلى الرهاب الذي يشعر به الناس من الوزن الزائد، بهدف التخفيف من هذا الرهاب الذي يشعر به الناس، بسبب الصورة النمطية للجسم المثالي، لأن هذا غير حقيقي، فالمرأة البدينة قد تكون جميلة، لأن الجمال لا يقتصر على الوزن المثالي». ولفت إلى أنه لابد من التعامل مع الجسم بحب، موضحاً بأنه نفذ المنحوتات، انطلاقاً من تجارب عايشها، لاسيما ابنته التي مازالت تبلغ تسع سنوات من العمر، وبدأت تشعر بهذا الرهاب.
وحول المنحوتات التي تبرز الجنود، الذين هم بدينون أيضاً، لفت الكبيسي إلى أنه في كل يوم محاولة لإبراز بشاعة ما يحدث في العالم، ولهذا جسدها من خلال النقد الساخر، فكل عمل يحمل ثيمة، وعلى المشاهد أن يشرّح الثيمة. ورأى الكبيسي أن الفنان عبارة عن مرحلة تراكم، فالذاكرة تخزن الصور، والإنسان يكون صادقاً مع نفسه حول قراءته للأحداث بتجرد، بحيث يعرف الفنان حدوده بين الكاريكاتير والسخرية اللاذعة، مؤكداً أنها مهمة صعبة، تأتي بعد العمل المستمر، لأن العمل الفني يتطلب من الفنان أن يدرك متى يتوقف عن العمل، فبناء العمل يشبه الصعود إلى الهرم، ومع الوصول إلى الهرم يجب التوقف.
جمال إفريقي
الفنانة المالدوفية ماريا مونتانا، لفتت إلى أنها اختارت تقديم الجمال الإفريقي، وذلك لأنهن يتمتعن بلون بشرة مميز، يمنح من يراها الكثير من الفرح والسعادة، خصوصاً من خلال الملابس الزاخرة بالألوان الصارخة، فالألوان في اللوحة تبدو هي الجاذب الأول. ونوهت بأنها تميل إلى تجسيد الثقافة الإفريقية في لوحاتها، بينما يشكل الناس الملهم الأول لها، خصوصاً الثقافات المتعددة، فقد عاشت في دبي أربع سنوات، وتمكنت من خلالها التعرف إلى العديد من الثقافات وكذلك الوجوه، وهذا شجعها على تقديم الثقافات المختلفة.
وسائط متعددة
من جهتها، الفنانة الهندية روتشي شاكراني، قدمت اللوحة التي تحمل السماء من خلال الوسائط المتعددة، ومنها حبوب الكريستال، ولفتت إلى أنها قدمت السماء المليئة بالنجوم في هذا العمل، كونها تسعى إلى إيجاد مساحة مفعمة بالأمل والسعادة للمتلقي. ونوهت بأن هذا العمل هو من أعمالها الأخيرة التي سعت إلى تقديمها بعد جائحة «كورونا»، فهي كونها تسعى للتركيز على الإيجابية.
«ظلال ظلال»
تحدثت الإماراتية فاطمة المحمود، التي تمثل همزة وصل، عن العمل التركيبي الذي أتى كثمرة تعاون بين همزة وصل وسعيد المدني وأمل السهلاوي، لافتة إلى أن العمل يحمل قصيدة «ظلال ظلال»، ويهدف إلى طرح موضوع يرتبط بأوقات تغير الشخص، وكيف يكون ضحية العقل الباطني الذي يكرر أحداث الأفعال التي يمارسها، سواء كانت أفعالاً سنوية أو شهرية أو أسبوعية، إذ يطمح الإنسان لكي يتغير، ولكن التغيير يكون صعباً، بسبب ظل العقل الباطني. ونوهت بأن العمل يتكون من الأقمشة التي كتب عليها مقتطفات من قصيدة تعبّر عن الموضوع الذي يهدف العمل لإبرازه.
عيسى كاظم:
«من شأن هذا الحدث تعزيز شهرة دبي الواسعة على مستوى العالم».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news