رقصات مونتينيغرو.. تبدّل لون الحقول على إيقاع الأكورديون
كثيراً ما يقال «إن الرقص لغة إنسانية عالمية»، إلا أن الحديث يفهم غالباً في سياق قدرة البشر على تذوق جمالياته والإحساس بما يحمله من مشاعر، لكن مجموعة من المؤدين من جمهورية الجبل الأسود (مونتينغرو) أكدت أنه لغة حيّة قادرة على رواية تاريخ شعب كامل، إذ أخذت جمهور «أيام الشارقة التراثية 18» بعروضها، وأزيائها المطرزة والمزخرفة بالأحمر والأبيض، وحملتهم إلى المزيج الثقافي الإسلامي والروماني الذي تشكل منه تراثها وجعلها واحدة من البلدان ذات التراث المتفرّد.
بالأزياء التقليدية التاريخية المصنوعة من أنواع متعددة من المخمل والستان والحرير، جسدت الفرقة في ساحة التراث بقلب الشارقة، مكانة ورمزية المرأة في التراث المونتينيغري، إذ ظهرت بعض الفتيات بمناديل سوداء تغطي رؤوسهن، فيما ظهرت أخريات بقبعات مصنوعة من الصوف، ليكشفن للجمهور كيف يميز المجتمع المونتينيغري بين المرأة المتزوجة والعزباء، فذوات المناديل متزوجات، أما من يرتدين القبعات فلم يتزوجن بعد.
وفي كل لوحة تبدل الفرقة أعضاءها ورقصاتها وتروي جانباً من ذاكرة بلادها وتراثها، إذ تجسد بعض الرقصات أثر الحضارة الرومانية في تراث البلد، فيما يظهر أثر العهد العثماني في رقصات أخرى، حيث المناطق المحاذية لألبانيا وما يجاورها من بلدان كانت تشكل امتداداً للدولة العثمانية سابقاً.
وعلى إيقاع موسيقى آلة الأكورديون، حملت الفرقة جمهور الأيام إلى طقوس الفرح واستقبال مواسم الحصاد في الجبل الأسود، إذ تبدلت لوحات الرقص بتبدل الفصول والمناسبات التي تعبر عنها، فمن الرقص بالأحمر والأسود إلى الأبيض والأحمر، ومن الرقصات الجماعية إلى الفردية، لتكتمل حكاية بلاد بأكملها وتتزين سيرة شعبها على أرض الشارقة.