«قلبي اطمأن».. موسم خير إماراتي يجوب العالم من أجل الفقراء والمحرومين
«غیث» أيقونة لم تعد تعني فقط ذلك الشاب الإماراتي الذي يجوب العالم ليزرع سعادات جديدة في نفوس المحتاجين والمتابعين، وإنما هو نموذج إنساني سكن النفوس المحبة للخير، وألهمها لتمضي قدماً في هذا الطريق، لقد اختار «غيث» أن تكون السعادة هي الشعار الأكبر الذي يحتاج إليه كل إنسان، وأنه يستطيع منحها للجميع، فهذا العطاء يضع الإنسانية فوق كل الأسماء والمسميات، من دون النظر إلى فئة أو جنس أو لون أو دين أو بلد.
تقليل الفقر
على امتداد المواسم الثلاثة السابقة لـ«قلبي اطمأن»، كان الجهد الأساسي يتمثل في علاج الحالات المعروضة، ومساعدتها بالطريقة التي تكفل لها حياة آمنة مستقرة، وذلك بمعرفة نوع الحاجة ثم تقديم الدعم المناسب لها بما يصبّ في تحقيق هذا الهدف.
وكان أكثر المساعدات الشائعة التي تعامل معها «قلبي اطمأن» في المواسم السابقة: تسديد الديون، دفع تكاليف علاج طبي، دفع تكاليف إكمال دراسة، توفير فرص عمل بفتح مشروع بسيط لغير القادرين على توفير رأسمال لذلك، إعادة العالقين خارج بلادهم ممن فقدوا القدرة على توفير تذاكر سفر للرجوع إلى بلادهم، تزويج شباب غير قادر على تحمل تكاليفه.
في الموسم الرابع، طرح البرنامج هدفاً رئيساً تمثل في دعوة المتابعين إلى المشاركة في تقليل الفقر بالعالم، إذا لم تعد المساعدة المجردة المقدمة للحالات التي تعاني مشكلات مجتمعية معينة كافية لحل المشكلة، لاسيما أن أكثر من تتم مساعدتهم سرعان ما يعودون إلى وضعهم الأول، لأن الحلول آنية وتحتاج إلى أن تشارك فيها طاقات أكثر وجهات ذات مسؤولية أكبر، وكان السؤال القائم: هل الأفضل أن نوفر مساعدة مستمرة للمحتاجين؟ أم مساعدة لا يستمر أثرها سوى مدة قصيرة وتعود الأمور كما كانت عليه؟
قضايا وفئات
أخذت حلقات الموسم الجديد من «قلبي اطمأن» منهجاً يتلخص في تصنيف خاص يطرح الأفكار، ويناقش القضايا المجتمعية، ويركز على مشكلات الفقر، وركز في طرحه على فئات المجتمع، لينتقل «غيث» بجمهور مشاهديه ومتابعيه إلى عوالم أرحب، ومساحات أوسع، مبيناً أن الفقر مفردة أوسع من أن تنحصر في فهم محدود، يتمثل في مجرد فقير يحتاج إلى مساعدة معينة تسد حاجته، فيمضي في طريقه وانتهى.
حقيبة «غيث»
تابع مشاهدو «قلبي اطمأن» عبر شاشات التلفزيون ومنصات مواقع التواصل المختلفة، مستجدات أخرى تعلقت بمظهر «غيث» الذي تميز به خلال المواسم السابقة، والذي اختزله بحقيبة ظهر مميزة صارت علامة على توزيع السعادة، إضافة إلى ملابسه التي تساعده على التخفي، حيث غيّر «غيث» حقيبته ولباسه هذا الموسم أيضاً، ليستمر في طريقه في زراعة السعادة، وقد ألهمت هذه الحقيبة الكثيرين حول العالم لينطلقوا منها نحو نشر السعادة.
تحديثات
التحديثات في هدف ومحتوى البرنامج شملت أيضاً عدداً من الجوانب الفنية، ومنها لوغو البرنامج، حيث يسلط القلب المرسوم الضوء على حب الخير لجميع الناس من دون التمييز بين عرق أو لون أو جنس أو دين، وتأكيداً لرسالة البرنامج التي يكررها «غيث» الإماراتي في حديثه عادة مثل: «الناس للناس» و«مازالت الدنيا بخير»، أما الدائرة المحيطة بشعار البرنامج فترمز إلى الكرة الأرضية التي سيستمر البرنامج في السفر حولها للبحث عن المحتاجين والتقليل من نسبة الفقر.
التواصل الاجتماعي
على عادته في كل موسم، يستقطب «قلبي اطمأن» ملايين المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، فيدور بينهم الكثير من النقاشات حول طبيعة الحالات التي تعامل معها «غيث»، ويتفاعلون معها بطريقتهم الخاصة، فهناك من يتعاطف، وهناك من يفاجأ، وهناك من ينشغل بشخصية «غيث»، وهناك مجموعات تقوم بأعمال خيرية، متخذة من أسلوب «غيث» الإماراتي طريقاً تسير عليه. في هذا الموسم كان لجمهور «قلبي اطمأن» على السوشيال ميديا رأي خاص بطبيعة الأمور التي تم تداولها، لاسيما التي يطرق منها للمرة الأولى إعلامياً، فأيد الكثير منهم هذا الأسلوب الجديد، وكان لآخرين وجهة نظر ثانية أبرزها أن العرب والمسلمين أولى من غيرهم في بلاد الله الواسعة، وعلى غير عادته في الرد، خاطب «غيث» الإماراتي جمهوره على منصة «تويتر» قائلاً: «نحن نتعامل مع الإنسان، عربي أم أجنبي، مسلم أو غير مسلم، نحن أمة تحب الخير للجميع، وفي كل مرة نكرر أن الناس للناس».
تحديات وعقبات
قد لا يعرف كثير من مشاهدي ومتابعي قلبي اطمأن على شاشات التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي، أن البرنامج هذا العام تعرض للكثير من التحديات المتنوعة، تلخصت في تحديات ظروف التعامل مع جائحة «كورونا» التي أغلقت أبواب البيوت والأسواق والمساجد والمطارات والدول، وجميع الأبواب إلا المستشفيات وحجرات الأسر والأطفال والطلاب والعمال، وكان الهاجس مقلقاً على سلامة فريق العمل من الإصابات، وكذلك احتمال إغلاق حدود الدول التي زاروها، ما يؤدي إلى بقائهم هناك وتعثر إنجاز مواد البرنامج في وقت مناسب.
تصوير الحالات
أسلوب تصوير الحالات المستحقة للدعم قد يكون مثار اعتراض الكثير من متابعي الأعمال الخيرية، لكن أحياناً تحيط بهذا الموضوع ظروف أخرى لها ما يبررها، فغير أن «قلبي اطمأن» لا ينشر حالة إلا بعد موافقة أصحابها على عرضها، هناك أيضاً بيان أهمية الشعور بالنعم الكثيرة التي أغدقها الله سبحانه وتعالى على الناس، وهم يشاهدون آثار الفقر والحاجة في المجتمعات التي زارها «غيث».
شخصية «غيث»
بقيت شخصية «غيث» الإماراتي عند الكثيرين لغزاً حاولوا حله، وكثر التساؤل عنها في الإعلام التقليدي ووسائل التواصل الاجتماعي، وكثرت حوله الأسئلة: من هو؟ لماذا يصر على إخفاء وجهه؟ ما الحكمة من قيامه بذلك لا سيما أن الكثير من العاملين في المجال الخيري والإنساني معروفون ويظهرون أمام الإعلام بشكل واضح؟ كل هذه التساؤلات لم تزد «غيث» سوى على المضي قدماً في مشروعه الإنساني، وإنجاز مهامه في تقديم المساعدة لأوسع شريحة ممكنة من المحتاجين، لكن لماذا؟
يكرر «غيث» دائماً: «ليس من الضرورة أن يكون للخير وجه، الخير مبدأ، الخير إنسان، وظهور الوجه يضيع هذه الفكرة»، ومن هنا يؤكد «غيث» نهج الإمارات، هذه البلاد التي تفيض بالعطاء حول العالم، ولا يعنيها السؤال عن دين الإنسان وجنسه ودولته، لأنها تنظر للإنسان على أنه إنسان، فقط.
وخاطب «غيث» الإماراتي جمهوره عبر «تويتر» قائلاً: «نحن أمة تحب الخير للجميع، وفي كل مرة نكرر أن الناس للناس».
انتشار عالمي
تعرف الكثيرون إلى شخصية «غيث» في دول بعيدة، لم يكن يتصور أحد أنه يمكن أن يعرفه أحد هناك، ولاشك أن ذلك يعكس حجم الانتشار الذي وصل إليه «قلبي اطمأن»، ومدى التأثير الكبير الذي حققه في نفوس المشاهدين والمتابعين، الأمر الذي يجعلهم يتابعون أدق التفاصيل فيه، إلى الدرجة التي تعرفوا فيها إلى «غيث»، مع أنه غيّر حقيبته وألوان لباسه، وحتى طريقة تقديم المساعدة!
- لا يفرق البرنامج بين إنسان وآخر، مهما تعدد لونه أو بلده أو دينه.
- يهدف البرنامج إلى تقليص مساحة الفقر وتمكين الفقراء.