أصحاب همم في روسيا.. يطيرون فرحاً
بخطى مترددة، ولكن بابتسامة كبيرة على ثغره، يدخل ماريان دوليك البالغ 13 عاماً في جهاز محاكاة السقوط الحر، ويتأرجح بعد ثوانٍ قليلة بين السماء والأرض في تجربة تختلف عما يعانيه يومياً جرّاء الشلل الدماغي الذي يعوّق قدرته على الحركة.
ماريان واحد من 120 طفلاً اختيروا ليطيروا فرحا، ويشاركو في المشروع الروسي "فلاي ويذ مي" (طر معي) الذي يتيح للأطفال من اصحاب الهمم التمتع بحرية الحركة من خلال الطيران في أنفاق الرياح هذه، بفضل تدفق الهواء العمودي القوي.
يتولى أحد المدرّبين متابعة كلّ حركة لماريان وتوجيهه إلى ما يجب أن يفعله فيما هو يطير داخل الجهاز معتمراً خوذة ومرتدياً بزة خاصة.
تتراوح أعمار الأطفال المختارين بين خمس سنوات و14 عاماً،
تدير المشروع إيكاترينا إينوزيمتسيفا، وهي نفسها أم لطفلة صغيرة مصابة بالشلل الدماغي. وتظهر الأرقام الرسمية أن في روسيا نحو 85 ألف طفل مصابين بالشلل الدماغي الذي يعوق الحركة والنشاطات الحركية.
ولا تزال رعاية المعوقين في البلاد محدودة للغاية، إذ أن المراكز الحكومية المخصصة لهذا الغرض تكون في كثير من الأحيان في وضع سيّئ.
في نهاية أبريل الماضي، شارك ماريان دوليك وسبعة أطفال آخرين مصابين بالشلل الدماغي للمرة الأولى في بطولة محاكاة للسقوط الحر في موسكو، وهي الأولى للأطفال ذوي الإعاقة، وفقًا لنائب رئيس الاتحاد الروسي للقفز بالمظلات دينيس سفيريدوف.