«العندليب» يطرب جمهور دبي في العيد
بواسطة الهولوغرام وتقنيات الذكاء الاصطناعي، من خلال نموذج ثلاثي الأبعاد يحاكي تفاصيل شكل «العندليب» وحركاته بدقة عالية، يطل غداً الفنان عبدالحليم حافظ على خشبة مسرح «دبي أوبرا» ليطرب الجمهور في حفل غنائي يمتد على مدى ساعة ونصف الساعة وليومين متتاليين.
وعملت الشركة المنتجة للحفل على إعداد محتوى مرئي وصوتي بمستويات عالية من الجودة والنقاء، بالتعاون مع أوركسترا مكونة من 28 شخصاً، ستعزف الموسيقى بصورة مباشرة على المسرح، لتقدم للجمهور تجربة فريدة ومتميزة لجهة المزج بين الواقع والعالم الافتراضي، لمنح الحفل صفة الواقعية بامتياز.
الخطوة الثانية
أكد المنتج المنفذ مؤسس شركة «إن دي بي»، حسن حينا، لـ«الإمارات اليوم»، أن «حفل عبدالحليم حافظ هو الخطوة الثانية لهم باستخدام تقنية الهولوغرام، واختير (العندليب) لأنه الهرم الثاني من أهرامات الموسيقى العربية»، مشيراً إلى أنهم متحمسون للحفل، لأنه يتميز بصبغة شبابية أكثر من الحفل الأول، الذي كان لكوكب الشرق أم كلثوم، كما أن جمهوره مختلف تماماً.
وأضاف أن «الحفل سيتميز بنوع خاص من الأداء على المسرح باستخدام (الهولوغرام)، بحيث سيلاحظ الجمهور وجود تفاعل أكبر بين التقنية والحضور، ويتضمن الحركة والتفاعل مع الأوركسترا والكورال».
وعن تفاصيل العمل على الحفل، الذي ينظم بالتعاون مع هيئة السياحة والتجزئة في دبي، و«إم بي سي»، كشف حينا أن مناقشة إقامة حفل عبدالحليم بدأت العام الماضي، بعد الانتهاء من حفل أم كلثوم مباشرة، وبسبب الظروف التي فرضتها جائحة «كورونا»، كان هناك الكثير من الوقت للتحضير للحفل الجديد.
وأوضح أنه «خلال تلك الفترة أجريت مناقشات مع فريق العمل بدءاً من المخرج وصولاً إلى كل الطاقم حول آلية إنتاج العمل، خصوصاً لجهة التركيز على تفاعل الجمهور، وبعد الموافقة على الحفل من الشركاء بدأت عملية اختيار الفنان لتقديم معلومات الجسد والأداء الروحي، وهنا وقع الاختيار على الفنان الأردني يوسف كيلاني، الذي وصل للمركز الثاني في مسابقة العندليب، والذي يشبه الفنان الراحل في الشكل والجسد والأداء، ويتميز بالشبه العالي مع (حليم)، كما أن دراسته للشخصية كانت متميزة في المجهود لجهة حركاته وتفاعله، ما جعل المهمة لأخذ هويته أفضل بكثير».
قائد الأوركسترا
أضاف حينا: «في هذا الحفل سيشهد الجمهور المزج بين الواقع والخيال على نحو أكبر، إذ سيقود عبدالحليم الأوركسترا بشكل غير مباشر، كما سيقدم الإرشادات للفرقة العازفة والكورال والجمهور»، معتبراً أن ما يميز حفل عبدالحليم عن أم حفل كلثوم أن «حليم» سيكون أكثر قيادة للحفل، إلى جانب التنوّع الكبير في عدد الأغنيات، لأن أغنيات «العندليب» أقصر. ونوّه بأن اختيار الأغاني جاء بناءً على جماهيريتها، لاسيما الأعمال التي يحبها عشاق «حليم» المعروفة في أفلام المطرب الراحل، والتي تعكس مسيرته وتنوّعها.
التحدي الأكبر للتحضير للحفل - حسب المنتج المنفذ مؤسس شركة «إن دي بي» - كانت الظروف التي فرضتها جائحة «كورونا»، خصوصاً أنها فرضت قيوداً على حركة فريق العمل، إضافة إلى أن اختيار توقيت الحفل تأثر بالجائحة، إذ أجّل أكثر من مرة، متمنياً أن يكون الحفل واختياره مواكباً لكل ما تقوم به دولة الإمارات من خطوات لاستعادة الحياة الطبيعية تماماً.
أما التطوّر الذي شهده التحضير للحفل، فتميز بكون شخصية عبدالحليم أتت أكثر تطوّراً، بسبب وجود المزيد من الوقت بسبب ظروف «كورونا»، إذ تم استخدام الذكاء الاصطناعي وتطوير صناعة الهولوغرام، فحتى دراسة الجسم لم تتم عن طريق إنسان ينقلها للموديل بل كانت عبر الكمبيوتر، بحيث تم منحه ساعات لدراسة عبدالحليم وحالاته، ما أدى إلى منح «الهولوغرام» روحاً أكبر، وبالتالي فالسبق هنا في هذا الحفل هو استخدام الذكاء الاصطناعي في عالم الترفيه.
وعن المواد الأرشيفية والاستعانة بها لتحديد «الموديل»، أكد حينا أن هذه المواد الخاصة بعبدالحليم ليست بجودة عالية كي يتم استخدامها والعمل على أخذ الحركات منها، وبالتالي كان لابد من العمل على صناعة «الهولوغرام» بدمج تقنيتين وهما الاستعانة بالأرشيف وشخصية تؤدي دور الفنان وتقديم الرسومات بعدها، ودمج الاثنين معاً لتقديم المحتوى بشكل مختلف على المسرح. واعتبر أن التحدي بالاعتماد على المواد الأرشيفية فقط كبير جداً، إذ إنه من الصعب إيجاد حفلة مصورة أرشيفية تشمل كاميرا واحدة على كامل جسم الفنان ومن زاوية واحدة ولا تتحرك، وبالتالي هنا تمكن مواجهة مشكلة أن يكون الحفل متقطعاً، ولذا يتم الاعتماد على مواد أرشيفية لدراسة الأداء والحركات، والاستعانة بمن يؤديها لأن الجسم يصبح ثانوياً، وتتم المحافظة على الروح لتقديم الحفل بشكل أقرب للواقع. الموسيقى التي ستقدم في هذا الحفل كان لها النصيب من التطوّر أيضاً، إذ سيستمع الحضور لها كما لو أنها مسجلة في استوديهات حديثة، أو أن المطرب يقف على المسرح ويغني مباشرة، إذ عزل صوت عبدالحليم بشكل كامل تماماً، والموسيقى ستجمع بين تلك المسجلة والعزف المباشر.
ونوّه بأن تقنية الهولوغرام ستكون الخطوة الجديدة في موضوع الصورة والمحتوى الترفيهي، إذ إن هناك تقبلاً كبيراً من الجمهور لهذه التقنية في الترفيه، حيث يوجد تفاعل كبير معها.
عاصمة الترفيه
كشف حسن حينا أن الأشهر المقبلة ستشهد عملاً كبيراً مع هيئة السياحة والتجزئة في دبي، والإعداد لتحويل دبي إلى عاصمة الترفيه باستخدام الهولوغرام، وهذا يعني العمل على عروض كثيرة وأسماء كبيرة، منها عبدالحليم وناظم الغزالي، مشيراً إلى أن الحفل يستغرق ما يقارب أربعة أشهر من التحضير إلى اختيار الأغاني وعناصر العمل، وما يقارب ثلاثة أشهر لاختيار الصورة النهائية للعمل، فهو عمل يتطلب كثيراً من الجهد.
أما عن معايير اختيار الفنانين، فأشار إلى أن التركيز هو على عمالقة الفن في العالم العربي، ولابد من المرور في بداية الطريق على هذه الأسماء الكبيرة، ويمكن في السنوات المقبلة طرح أعمال لجنسيات غير عربية، كما سيتم المزج بين حضارات موسيقية مختلفة وفنانين راحلين وأحياء.
• اختيار الأغاني جاء بناءً على جماهيريتها، لاسيما الأعمال التي يحبها عشاق «حليم».