يعالج قضية العنف الأسري في قالب درامي وتشويقي
«218».. فيلم إماراتي من صُنع الجمهور
أطلقت مدينة الشارقة للإعلام (شمس) العرض الخاص لفيلم «218 خلف جدار الصمت»، الذي يعد أول فيلم إماراتي يقدم من صناعة الجمهور على مستوى الوطن العربي، ضمن مبادرة «التجربة الفنية الإماراتية».
وتهدف المبادرة، التي أقيمت بحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، ورئيس مدينة الشارقة للإعلام (شمس)، الدكتور خالد عمر المدفع، ومدير مدينة الشارقة للإعلام شهاب الحمادي، إلى تقديم المزيد من الفرص أمام المواهب الإبداعية في هذا المجال، ودعمهم، وطرح أفكارهم في أعمال منتجة، تسلط الضوء على الشباب والقضايا التي تخص البيئة والمجتمع، إذ ركز الفيلم على قضية العنف الأسري في قالب درامي وتشويقي.
وقالت المخرجة نهلة الفهد، لـ«الإمارات اليوم»، إن «التجربة هي الأولى لي في مجال الأفلام الروائية الطويلة، وسعيدة جداً بها، وكل الشكر لمدينة الشارقة للإعلام، فهو الفيلم الروائي الأول لـ(شمس)، وأرى أن التجربة كانت مدروسة ودون تسرع، فهي نتاج مبادرة التجربة الفنية الإماراتية التي أطلقت في بداية 2019، ومن خلالها اخترنا مضمون الفيلم».
وأضافت أن الفيلم يتحدث عن قضية العنف الأسري، وتم ربطها بوسائل التواصل الاجتماعي، وكيف كانت السبيل لحل المشكلة، مشيرة إلى أن الفكرة مختلفة، وغائبة عن السينما الإماراتية، لذا أرادت الدخول فيها، كونها تحمل رسالة هادفة للجمهور.
موضوع جديد
عن العنف الأسري الذي يتناوله الفيلم، أوضحت نهلة الفهد أن «المشكلة موجودة في كل المجتمعات، وهناك الكثير من القضايا المستهلكة التي عولجت في السينما، لذا عملنا على التركيز على ظاهرة العنف الأسري مع وجود البطولة النسائية، وبالتالي تم التركيز على العلاقات العائلية، وأهمية تحري الدقة على وسائل التواصل الاجتماعي».
ولفتت إلى أن العنف الأسري موضوع جديد في السينما الإماراتية، ويتم التعامل معه بنحو مختلف، لأن التحديات تبرز في نقل المشكلة بواقعية ودون إيذاء. ورأت أن «218 خلف جدار الصمت» يندرج تحت خانة أفلام دور سينما، وصالح كذلك للعرض على المنصات وفي المهرجانات، خصوصاً أنه واقعي بامتياز. وحول التصوير، كشفت نهلة الفهد أنه كان خلال صيف 2020، وهي فترة كانت مليئة بالتحديات، وتم التصوير وفق الكثير من الإجراءات في دولة الإمارات، مع الالتزام بالجدول الزمني لإنجاز الفيلم»، منوهة بأن التصوير كان بين الشارقة وعجمان، أما العمليات الفنية والمونتاج والموسيقى التصويرية فكانت في مصر.
فرصة للموهوبين
من جهته، أكد مدير إدارة تطوير قطاع الإعلام في مدينة الشارقة للإعلام، فجر علي، أن مبادرة التجربة الفنية الإماراتية كانت بمثابة إعطاء فرصة للموهوبين في صنع فيلم إماراتي، إذ سجل ما يقارب 2500 طاقة فنية، قسمت بحسب التخصصات، وحولت إلى 32 فريقاً، واستمر حتى النهاية 29 فريقاً أنتجت 29 فيلماً، ثم أخذت الأعمال وأعيدت صياغتها من جديد لإنتاج الفيلم في السينما.
وأضاف أن التجربة ركّزت على صناعة الفيلم، وقد تتطرق الدورات المقبلة إلى حقول مختلفة، ومنها كتابة السيناريو وغيرها، مشدداً على أن صناعة السينما تحتاج إلى دعم ونصوص مختلفة، لأن التجارب الإماراتية أغلبها كوميدي، بينما يتميز هذا الفيلم الجديد بأنه مختلف، معتبراً أن التحديات تكمن في كسر الصورة النمطية عن الصناعة السينمائية في الإمارات.
من ناحيتها، قالت الممثلة أمل محمد، التي تؤدي في الفيلم شخصية عائشة التي مرت بالتعنيف الأسري، وتحاول إظهاره من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، إن «الشخصية مركبة، وتخرج على وسائل التواصل بشكل مختلف عن ظهورها أمام الناس أو حتى في المنزل، وتحمل العديد من الرسائل حول العنف الأسري، وكيف يمكن لمن تعرض له أن يعيش حياة لا تشبه حياته». وأشارت أمل محمد إلى أنها ليست ضد المشاركة في أفلام كوميدية مسلية، إذ تقدم أعمالاً مضحكة، ولكن بطريقة نظيفة.
بينما أوضحت الممثلة هيفاء علي، التي تلعب في الفيلم شخصية لطيفة، أن هذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها دوراً في مجال الدراما والتراجيديا بعيداً عن الكوميديا، معتبرة أن مثل هذه التجارب مهمة لترك بصمة خاصة في التلفزيون والإذاعة.
وذكرت أنها وجدت الانتقال من الكوميديا إلى الدراما سهلاً، لأن إضحاك الجمهور هو المهمة الأصعب، لافتة إلى أن تحديات الفيلم تمثلت بالتصوير والتباعد والتوقيت الخاص خلال فترة «كورونا».
الموسيقي الحالم
يلعب الممثل عبدالله سعيد بن حيدر في الفيلم شخصية منصور، الشاب الموسيقي الذي يحب الانتقال بموسيقاه إلى أبعد مدى، ولكنه واجه صعوبة في ذلك، بسبب عدم قدرته على قراءة أذواق الناس وتقديم ذوقه الخاص، إضافة إلى دخوله في قصة يشوبها التشويق مع عائشة.
واعتبر سعيد أن دوره يمثل له تجربة مختلفة عن الأعمال الموجودة في السينما، إذ يتميز الفيلم بالبطولة النسائية، كونه يطرح قضية التعنيف الأسري، وحضوره في العمل يأتي لإبراز الطرف الذي يقدم الدعم الإنساني، فهو الموسيقي الحالم، وبالتالي يحمل الجانب العاطفي من الفيلم، ويجعله محملاً بالانتقالات المميزة. ورأى أن الفيلم الروائي مهم ومغاير، ومغامرة تستحق التجربة، وتحتاج إلى المزيد من الإضاءة عليها وتوصيلها إلى الناس.
فكرة مختلفة
عن تجربته مع المخرجة نهلة الفهد في أول تجربة روائية لها، قال الفنان حبيب غلوم لـ«الإمارات اليوم»: «لقد عملت مع نهلة في الدراما، وهي مخرجة مجتهدة، ولكن فكرة هذا المشروع مختلفة، فمعظم المشاركين هم من الشباب، والفكرة الحية التي يتناولها الفيلم نابعة منهم».
وأشار إلى أن هناك محاولة قدر المستطاع لأن يكون الفيلم متميزاً من كل النواحي، خصوصاً مع تقديم ما هو قريب من أفكار الشباب، مع حرص المخرجة على تقديم فيلم متماسك.
وعن تجارب الشباب، أكد غلوم أنه عمل على دعم السينما من مختلف الجوانب خلال مسيرته، ولكن السينما هي التي خذلته، لافتاً إلى أن الشارقة تدعم الحركة الفنية في الإمارات، سواء المسرح أو السينما، إذ تشع الإمارة بالثقافة والفنون، بينما المساحات الباقية شبه خاوية، وتقوم الثقافة فيها على مجهودات شخصية وليست مؤسساتية. ورأى أن مبادرة «شمس» ستنعكس بشكل واضح على صناعة السينما، لأن أي مشروع وأي جهد يبذل يضيف إلى السينما الإماراتية، خصوصاً مع توقف العديد من المهرجانات في الدولة.
نهلة الفهد:
• «العنف الأسري موضوع جديد بالسينما الإماراتية، والفيلم يتعامل معه بشكل مختلف».
أمل محمد:
• «شخصيتي في الفيلم مركبة، إذ تظهر على وسائل التواصل بشكل مختلف».
هيفاء علي:
• «تحديات الفيلم تمثلت بالتصوير والتباعد والتوقيت الخاص خلال فترة (كورونا)».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news