كوفية فلسطينية بألوان العلم الإسرائيلي.."لويس فيتون" تسحب تصميما مثيرا للجدل
بعد وابل من الانتقادات التي واجهت العلامة التجارية الفرنسية "لويس فيتون" الأيام الماضية واتهامها بالـ "استيلاء الثقافي"، بعد عرضها "كوفية فلسطينية" بألوان العلم الإسرائيلي، الأمر الذي اعتبر عدم مراعاة واستغلال للأوضاع المتصاعدة في قطاع غزة، اضطرت الدار لسحب منتجها البالغ 705 دولار أميركيا من العرض على موقعها الإلكتروني. وقد وصفت الدار القطعة بأنها "مستوحاة من الكوفية الكلاسيكية والمزينة بتوقيع الدار الشهير، والتي تم تنفيذها من نسيج الجاكارد والصوف والحرير".
واستطاعت المدونة الشهيرة المعنية بأخبار الموضة العالمية "دايت برادا" من تسليط الضوء على المنتج المثير للجدل، ومهاجمة الدار، والتشكيك بتوقيت تسويق الدار للمنتج، وفي حيادية الدار، التي تصف نفسها بهذه الصفة، خاصة وأن هناك شائعات حيال توقف تعاقد الدار مع عارضة الأزياء الأميركية ذات الأصول الفلسطينية بيلا حديد إلى جانب دار الأزياء الفرنسية "ديور"، وذلك بعد أن حملت حديد على عاتقها وشقيقتها عارضة الأزياء جيجي حديد، ومجموعة كبيرة من المشاهير، تسليط الضوء على حقيقة ما يحدث حقا خلال الفترة الأخيرة.
ورغم ضغط المجتمع العالمي الذي واجهته الدار عبر منصات السوشيال ميديا، ورد فعلها في سحب المنتج المثير للجدل، إلا أن ذلك لم يمنع متاجر أخرى مثل "نورد ستورم"، وكيرنا زابيت، و"فوروورد" من بيع تصاميم مستوحاة من الثوب الفلسطيني التقليدي، والذي يعتبر هو الآخر، إلى جانب الكوفية، أحد أهم الرموز الثقافية الفلسطينية. وقد وصفت "نورد ستورم" التي تشرف عليها المديرة الإبداعية الإسرائيلية النيويوركية نيلي لوتان القميص الصيفي "آنا" ذو اللونين الأبيض والأزرق على موقعها بأنه: "قميص آنا الفلسطيني المطرز"، ما زاد من الهجوم الكبير على منصات التواصل الاجتماعي على الدار.
تتردد مؤخرا وبشكل كبير عبارة "الاستيلاء الثقافي" أو "الاستحواذ الثقافي"، والتي تعني الاستيلاء على ثقافة معينة من قبل أصحاب ثقافات أخرى، ما يعتبر سلوكا مثيرا للجدل، خاصة حين يستحوذ أصحاب ثقافة مهيمنة على عناصر ثقافات الأقليات، الأمر الذي يجعله سلوكا ضارا ومُنتهكا لها، لا سيما الثقافات الأصلية التي تعيش تحت الحكم الاستعماري.وتختلف هذه الممارسة عن الاستيعاب أو التبادل الثقافي، حيث يتم نسخ ثقافة ما، ولكن خارج سياقها الثقافي الأصلي وضد الرغبات المعلنة صراحة لأصحاب الثقافة الأصلية.