«كورونا» تغيّر خطط الدراسة وأحلام الطلبة
اعتبرت شريحة من قرّاء «الإمارات اليوم» أن مجال التعليم يُعد من أكثر المجالات تأثراً بجائحة «كورونا» (كوفيد-19)، موضحين أن الجائحة أدت إلى إلغاء وتغيير الكثير من خططهم أو خطط أبنائهم الدراسية، خصوصاً في ما يختص بمرحلة التعليم الجامعي.
وأشار القراء الذين شاركوا في استطلاع «الإمارات اليوم»، الذي نشرته الجريدة عبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الإجابة عن سؤال: «هل تسببت الجائحة سلباً في تغيير طموحات وأحلام الطلبة للدراسة الجامعية؟»، إلى أن تأثير «كورونا» امتد إلى كل مجالات الحياة، وكان بالنسبة لمعظم المشاركين تأثيراً سلبياً، وفق ما ذكروا.
وقالت القارئة (سيرين) إن الجائحة كانت سبباً في حدوث تغييرات جذرية في حياة الجميع، وفي كل المجالات، معتبرة أن هذه التغييرات سلبية في مجملها، بالإضافة إلى الضغط النفسي والعصبي الذي عاناه معظم الناس، آملة أن ينتهي هذا الوباء في أقرب وقت ممكن حتى تعود الحياة إلى طبيعتها. ووافقتها القارئة ميساء مراد قائلة: «طبعاً أثرت الجائحة بشكل سلبي في كل مجالات الحياة، خصوصاً العملية التعليمية بكل المراحل».
بينما ذكرت القارئة هنا محمد أن التأثير السلبي للجائحة لم يقتصر على الطلبة فقط، ولكنه طال العملية التعليمية ككل.
هبوط أداء
في حين صاغ صاحب الحساب الذي يحمل اسم (م.المهيري)، إجابته في نقاط عدّد من خلالها تأثير الجائحة على أطراف العملية التعليمية المختلفة، ومنها هبوط أداء المعلمين، وفق تعبيره، وارتفاع نسبة الإصابة بأمراض العيون وأمراض البشرة بين الطلبة نتيجة البقاء في المنزل وعدم الخروج والتعرض لأشعة الشمس، والجلوس لفترات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر والهاتف المحمول والكمبيوتر اللوحي، ما أدى إلى زيادة معدلات ترددهم على عيادات العيون والأمراض الجلدية.
كما اعتبر أن هناك حالة من غياب التخطيط والمتابعة للأداء ونسبة الإنجاز في المنهج، داعياً الى استطلاع الجهات المعنية آراء الطلبة وأولياء الأمور حول الأداء وما يواجهونه من مشكلات وصعوبات.
وأشار المهيري إلى أن تأثير الجائحة امتد إلى الصحة النفسية للطلبة، مستعرضاً حالة طالبة من المتميزات، حسب ما ورد في الإجابة، تركت الجائحة والدراسة عن بُعد أثراً سلبياً في حالتها النفسية، فقررت ترك الدراسة إذا استمر التعليم بالنظام نفسه العام الدراسي المقبل، لافتاً الى أن «كل الوزارات في الدولة تعافت من آثار الجائحة إلّا وزارة التربية والتعليم مازالت تعاني من الجائحة»، بحسب ما ذكر صاحب الحساب.
رؤية مختلفة
من ناحيته، رأى القارئ (عبدالوهاب) أن الحياة في دولة الإمارات جميلة ومريحة، ولكن في ما يختص بالدراسة الجامعية فهي مكلفة، ونسبة كبيرة من الأسر تبحث عن بدائل أقل كلفة في الخارج، ولكن جائحة «كورونا» قلّصت من هذه البدائل، ومن الخيارات التي كانت تتاح للطلبة في دول عدة.
وطرحت القارئة باسمة مصطفى رؤية مختلفة لتأثير الجائحة في تفكير الطلبة وتوجهات الطلبة نحو التعليم الجامعي، لافتة إلى أن كثيرين منهم أصبح يحلم بأن يحقق شهرة واسعة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وأن يصبح «يوتيوبر» أو «تيك توكر»، ويقدم مقاطع فيديو يحقق من خلالها نسب مشاهدات مرتفعة وعدداً كبيراً من المتابعين لحساباتهم، وبالتالي يحققون مكاسب طائلة بدلاً من الدراسة الجامعية للحصول على وظيفة براتب لا يكفي متطلبات الحياة.
جانب إيجابي
وعلى الرغم من أن معظم إجابات المشاركين في الاستطلاع ركزت على تأثر طموحات الطلبة سلباً بسبب الجائحة، إلا أن البعض وجد فيها تأثيراً إيجابياً، مثل القارئة «الجوهرة» التي أشارت إلى أن الجائحة أتاحت لها فرصة إكمال دراستها عبر «التعليم عن بُعد».
بينما لفتت القارئة مها الكعبي إلى أن تأثير الجائحة في أبنائها حمل جانباً إيجابياً وآخر سلبياً، وتمثل الأول في توفير الوقت لممارسة أنشطة مختلفة بعد تطبيق نظام الدراسة عن بُعد، كما أسهم البقاء في المنزل في توطيد العلاقة الاجتماعية بين أفراد العائلة، ما أسهم في تحسين حالتهم النفسية، كما أصبح من السهل متابعة الدراسة دون الحاجة للخروج من المنزل.
أما الجانب السلبي فتمثل، وفق القارئة مها الكعبي، في افتقاد الطلبة أجواء المدرسة والتعامل مع المدرسين، وممارسة الأنشطة المختلفة مع زملائهم، والتعامل معهم بشكل مباشر، معربة عن أملها في أن يستمر تطبيق نظام التعليم الهجين حتى بعد الجائحة، لما يتسم به من مرونة يمكن أن تسهم في رفع مستوى قبول الطلبة للدراسة، وذلك لوجود الوقت الكافي لتحقيق التوازن النفسي والعائلي من جهة، والتعليمي من جهة أخرى، كما أن هذا النظام يمثل أفضل استثمار للتقنية في تطوير عملية التعليم، ويمكن استخدامه في مواصلة الطلبة تلقّي دروسهم في حالات المرض أو السفر الضروري خارج البلاد بدلاً من انقطاعهم عن دراستهم في حالة المرض أو السفر.
فجوة
أشارت تقارير إلى أن جائحة «كوفيد-19» سببت انقطاعاً غير مسبوق في التعليم والتدريب في المجالين المهني والفني. ووفقاً للمسح المشترك الذي أجرته منظمة العمل الدولية و«اليونسكو» والبنك الدولي، ونشر على الموقع الإلكتروني للبنك الدولي، فإن 90% ممّن استطلعت آراؤهم ذكروا أن هناك إغلاقاً تاماً لمراكز التعليم والتدريب المهني والفني في بلدانهم، بينما تلقت استمرارية التدريب على المهارات الفنية وتقييم وتوثيق المهارات العملية ضربة قوية ناجمة بشكل خاص عن إجراءات التباعد الاجتماعي. ونتيجة لذلك، ذكر التقرير، أنه قد لا يتمكن هذا الجيل من الطلاب، لاسيما المحرومين منهم، من بلوغ غاياتهم التعليمية أو تحقيق مستويات الدخل المحتمل في المستقبل على الإطلاق، داعياً إلى اتخاذ إجراء فعّال وسريع للتصدي لهذه الخسائر المتباينة في التعلّم، وهو أمر مهم للمضي قدماً حتى لا تتسع هذه الفجوات.
ميساء مراد:
• «أثرت الجائحة بشكل سلبي في كل مجالات الحياة، خصوصاً العملية التعليمية».
باسمة مصطفى:
• «كثيرون أصبحوا يحلمون بأن يحققوا شهرة من خلال وسائل التواصل، وأن يصيروا (يوتيوبر) أو (تيك توكر)».
مها الكعبي:
• «(الجائحة ساعدت في توفير الوقت لممارسة أنشطة مختلفة بعد تطبيق نظام الدراسة عن بُعد».