قصة الكلب الذي صار نجم المحاكم الفرنسية
ثمة مشهد جديد غير مألوف، بدأ يأخذ في الظهور في محاكم فرنسا، حيث يظهر رئيس الادعاء مرتديًا زيّه الرسمي كرجل قانون برفقة كلب جميل ورشيق من فصيلة "لابرادور".
أصبح "لول" قبل عامين أول كلب في أوروبا يقدّم دعما قضائيا رسميا لضحايا الجرائم، لا سيما أولئك الذين تعرضوا لعنف أو لانتهاك جنسي. ويعرف لول قاعات المحكمة ومكامنها أكثر مما يعرف أيّ مجرم دائم التردد عليها. وظهر "لول" حتى الآن في نحو 80 تحقيقا جنائيا مختلفا مع ضحايا تتراوح أعمارهم بين ثلاثة إلى 90 عاما.
وبحسب هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي"، فقد تلقى الكلب "لول" تدريبا على البقاء هادئا في حضرة الغرباء، بما في ذلك الأطفال الصغار. وتدرّب أيضا على التعامل مع المواقف الانفعالية كتلك التي تحصل فيها مواجهة بين الضحية والجاني.
وفي إحدى القضايا لم يستطع زوجان مسنّان أصيبا بصدمة إثر تعرّضهما لعملية سطو عنيفة أن يبوحا بما وقع لهما أمام الشرطة إلا في وجود الكلب لول.
وتلقى لول تدريبًا على الاقتراب من الضحايا والتمسّح فيهم على نحو يبعث الارتياح في نفوسهم ويحفزهم على مواجهة التحديات القانونية".
لاقت التجربة نجاحا كبيرا على مدى العامين الماضيين، حتى أن محاكم أخرى في فرنسا استعارت الكلب لول. فضلا عن أن بعض المحاكم الآن أصبحت تمتلك كلابها الخاصة، بما في ذلك محكمتان في منطقتَي نيفير، ونيم.
وستحصل محكمة قصر العدل في باريس -إحدى أكبر المحاكم في فرنسا- على كلب خاص بها، في خطوة من المتوقع أن تُقدم عليها 20 محكمة فرنسية بنهاية العام المقبل.
وحضر لول إلى البرلمان الأوروبي للمشاركة في مؤتمر حول الجريمة وكيفية مساعدة الضحايا. وأثناء زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منطقة لوت في وقت سابق من الشهر الجاري، سأل عن الكلب لول: ماذا يأكل وكيف هي حالته المزاجية.