سلطان البلوشي: أعترف بأنني فنان «قليل الحظ»
«مثلما ظلمني الآخرون.. فقد ظلمت نفسي في وقت من الأوقات».. بهذه الكلمات آثر الفنان الإماراتي سلطان البلوشي أن يستهل حواره مع «الإمارات اليوم»، مؤكداً أن ابتعاده عن الساحة الفنية لسنوات طويلة، وعودته من ثم بعد هذا الانقطاع، يعود إلى حالة الإحباط التي انتابه إثر خلافاته مع الجهة الإنتاجية التي تخلت عن وعودها بدعم مسيرته الفنية على مدى خمس سنوات متواصلة.
لهذا السبب، وصف الفنان الإماراتي فترة ابتعاده عن الساحة الغنائية بالاضطرارية، بحكم انسحاب العديد من شركات الإنتاج وعدم قدرته على الإنتاج الفني. وقال «إنها مشكلة حقيقية تواجه أي فنان في الوقت الحالي، وتدفعه للتفكير جدياً في البحث عن أفكار جديدة للترويج لأعماله في فترة يتزايد فيها نشاط وسائل التواصل الاجتماعي». وتابع: «رغم كل معوقات الطريق، وارتباطاتي المهنية والإدارية الكثيرة التي تضطرني للابتعاد أحياناً عن أجواء العمل الفني وتحرمني من فرص الاختلاط أحياناً بالوسط الفني النشط في الاستديوهات خلال الفترة المسائية، فإنني وبشهادة كثيرين من حولي، أقدم أعمالاً فنية مرموقة تنال استحسان الجميع»، وأكمل بابتسامة: «لعل هذا بعض أهم الأسباب التي جعلتني فناناً (قليل الحظ) نوعاً ما».
تجارب ناجحة
على الرغم من كل هذه التحديات، استطاع سلطان البلوشي منذ انطلاقته الفنية في عام 1997، حجز مكان مهم على الساحة الإماراتية من خلال عدد من الأعمال الغنائية الناجحة مثل تجربة أغنية «بسألك لحظة يا قمر» من كلمات الشاعر أحمد المحرمي وألحان خاله، عازف العود المعروف عبدالله البلوشي، التي تمكن بها الفنان من جذب إعجاب وتقدير شريحة واسعة من الجمهور، خاصة أن الأغنية صدرت ضمن ألبوم غنائي مشترك، انطلق بعده الفنان في مسيرة فنية متأنية شارك من خلالها في العديد من الفعاليات والأنشطة الفنية المتنوعة على مستوى مدينة «العين»، فاتحاً فرص الشراكات الفنية المثمرة مع عدد من الشعراء والملحنين، ومراهناً على تأسيس فرقته الموسيقية الخاصة التي قدم معها مجموعة متميزة من الأغاني الناجحة في تلك الفترة.
انطلاقة قوية
على صعيد متصل، توقف سلطان البلوشي عند الأغنية التي أسهمت في انطلاقته الخليجية وتعرف الجمهور إلى موهبته في التلحين والغناء: «في نهاية التسعينات من القرن الماضي، وبحكم عملي في استديوهات دبي الخاصة، التقيت المنتج الإماراتي سهيل العبدول الذي عرض عليّ فكرة إنتاج ألبوم غنائي، وبالفعل بدأنا العمل على هذا المشروع الذي تكلل في عام 2003 بتقديم ألبوم (يا ما نصحتك)، الذي ضم مجموعة من الأغاني المميزة تجاوزت الـ10، تعاونت فيها مع مجموعة من الشعراء والملحنين أمثال فايز السعيد والملحن أحمد المري، وكانت أغنية الألبوم الأساسية الوحيدة التي صورت بطريقة الفيديو كليب، ومع ذلك حققت لي الانتشار الخليجي والعربي المرجو حينها، خصوصاً بعد بثها على عدد كبير من القنوات التلفزيونية العربية الشهيرة في تلك الفترة».
وحول علاقته بوسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، أكد سلطان البلوشي حرصه على التواجد المتواصل على الساحة الإعلامية المحلية من خلال مشاركته في العديد من البرامج التلفزيونية التي كان آخرها برنامج «سهرة سما» على قناة سما دبي، الذي قدم من خلاله باقة من أنجح أعماله، لافتاً إلى أهمية تواجد الفنان ليس فقط إعلامياً، وإنما على شبكات التواصل الاجتماعي. وقال «أصبح من الضروري زيادة الاهتمام بهذه الوسائط الحديثة للترويج للفنان والتعريف بأعماله محلياً وخليجياً، لاسيما أن أغلب المهرجانات والفعاليات الفنية باتت تدار من طرف جهات خاصة تبحث بالدرجة الأولى عن العائدات المادية التي قد لا يحققها لهم إلا بعض الأسماء على حساب آخرين، ما قد يزيد من تهميش الكثير من التجارب الفنية المرموقة». وعن أبرز ما يميز أسلوبه الغنائي، اعتبر الفنان الإماراتي أن الهدوء والتريث في الخيارات الفنية، والقرب من الأعمال الكلاسيكية الخليجية، السمتان الأقرب إلى قلبه: «ومازلت مصراً على هذا النمط الكلاسيكي، ولن أركب موجة الأغاني الخفيفة ونظام أغاني (الديسكو) الرائجة اليوم، ولا أعتقد أنني سأفعل ذلك مستقبلاً، رغم العروض الكثيرة التي تلقيتها في هذا الإطار».
«اسمع صدى صوتك»
أكثر من 34 أغنية، هي عدد الأغاني التي قدمها سلطان البلوشي حتى الآن، مشيراً إلى أن قصيدة «اسمع صدى صوتك» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، هي الأقرب إلى قلبه دائماً وأبداً، وذلك بعد أن أعاد تقديمها بأسلوب «جلسات العود» منذ نحو ثلاثة أعوام.
وأضاف: «أتشرّف دوماً بغناء قصائد سموه، لما تضمه من معانٍ وكلمات مميزة، أما هذه الأغنية فلها معزة خاصة في قلبي، كما أنها لاقت صدى طيباً وتفاعلاً واسعاً لدى شرائح عدة من الجمهور».
جيل التسعينات
بكثير من الحنين، يستذكر سلطان البلوشي، بداياته الفنية، من خلال جلسات الأصدقاء وموهبة شقيقه الأكبر في مجال الغناء والعزف على آلة العود، وعشقه لأغاني محمد عبده وخالد عبدالرحمن وميحد حمد وعبادي الجوهر وجيل التسعينات من مطربي الخليج العربي، قائلاً: «لست راضياً عن نفسي بعد، والمشوار طويل أمامي، إلا أنني سأسعى دوماً لإيصال صوتي وتجربتي الفنية الرائقة إلى منطقة الخليج والعالم العربي».
. «رغم كل معوقات الطريق فإنني، وبشهادة كثيرين، أقدم أعمالاً فنية تنال استحسان الجميع».
. «مهرجانات تدار من جهات تبحث عن العائدات التي لا يحققها لهم إلا بعض الأسماء».