مصر.. حقيقة "لحظة سقوط الميكروباص في النيل وانتشاله"
في سياق الجدل الدائر على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر حول ما تردّد عن حادث سقوط حافلة في نهر النيل، والذي لم يتأكد وقوعه أصلا، تداول مستخدمون صورة قيل إنها تُوثّق لحظة انقلاب الحافلة من الجسر وسقوطها في النهر، كما انتشر فيديو يدّعي ناشروه أنّه يظهر لحظة انتشال الحافلة من المياه.
يأتي ذلك في ظلّ غموض يلفّ ما قيل إنها حادثة انقلاب ميكروباص للركّاب من الجسر وسقوطه في نهر النيل.
فقد نقلت وسائل إعلام محليّة، الأحد الماضي، أن الشرطة تلقّت بلاغاً بانقلاب سيارة وسقوطها في النهر، وأن فرق الإنقاذ النهريّ تعمل على البحث عن الضحايا والناجين.
لكن ساعات من البحث لم تسفر عن العثور عن أي أثر لهذا الحادث، وسط تضارب في الأقوال حول ما إن كان قد وقع أصلاً، كما زعم بعض الشهود، أم لم يقع، وفقا لشهود آخرين قالوا إن السياج الحديدي الذي سقط حطّمته مركبة اصطدمت به لكنها لم تسقط في النهر.
بعد أكثر من ثماني ساعات من البحث، لم تتمكن قوات الإنقاذ النهري المصرية، الأحد، من العثور على أي من جثث ركاب سيارة "ميكروباص"، بعد أنباء عن سقوطه في نهر النيل.
وفي ظل تضارب المعلومات، انتشرت صورة تظهر فيها سيارة منقلبة من جسر بعد ما حطّمت على يبدو جزءاً من سياجه المعدني، ويقف على الجسر عدد من الشبان.
لكن الصورة في الحقيقة ملتقطة عام 2013 وبعد التظاهرات الشعبية المطالبة بعزل الرئيس السابق محمد مرسي.
كما انتشر مقطع فيديو على صفحات في مواقع التواصل، يظهر فيه انتشال حافلة ركّاب سقطت في النيل من أعلى جسر الساحل. ونشرت وسائل إعلام مصريّة مشاهد أخرى تظهر المركبة بعد انتشالها.
وتبدو في الفيديو رافعة تنتشل سيّارة من المياه تحت أحد الجسور، ويظهر عدد من الزوارق في المياه. وجاء في النصّ المرافق "عاجل: العثور على الميكروباص في مياه النيل بعد سقوطه من أعلى جسر الساحل".
لكن المشاهد المتداولة لا علاقة لها بكلّ ذلك. فبعد تقطيع الفيديو إلى مشاهد ثابتة، أظهر بحث وكالة فرانس برس أنّه مأخوذ من مقطع نشر عام 2018.
ونقلت صحيفة "الشروق" عن مصدر مطلع على جهود الإنقاذ في واقعة "غرق" المركبة، أن الأجهزة الأمنية تتحفظ على شخصين مُبلغين عن الواقعة.