مأساة إنسانية.. أنجب 13 ابناً وابنة من زوجتين ثم ألقوا به في الشارع
يعيش صلاح عبدالباقي، يبلغ من العمر 76 عامًا، من مركز بني صالح بمحافظة الفيوم، وحيدًا في غرفة صغيرة بالإيجار بمركز أوسيم بالجيزة، بعد طرد أولاده له، ولم يجد أحدا من أبنائه التسعة أو بناته الأربع، يتكفل برعايته في هذه المرحلة العمرية، إذ يشعر في كل يوم يمر عليه أنه سيفارق الحياة.
ويقضي "عم صلاح" يومه وحيدًا بالنهار، وأثناء الليل يعيش في حالة من الرعب خوفًا من الموت دون أن يشعر به أحد، فقد وصل إلى أرذل العمر، فيترك باب الغرفة مفتوحًا، ويوصي الجيران أن يقوموا بالاطمئنان عليه في حالة تأخره في النوم أو غيابه لفترة طويلة داخل غرفته، بعد أن قام أولاده بطرده من المنزل منذ 10 أشهر.
ووفقاً لصحيفة "الوطن" المصرية التي نشرت قصة "عم صلاح" تزوج صلاح من زوجته الأولى بكفر الشيخ وهو يعمل بمصانع الطوب، وأنجب منها 5 أولاد وفتاتين، ووجد منها حسن المعاملة ولم تتغير لمدة 25عامًا عاشا معًا فيها في استقرار، ومع تدهور حالة والده الصحية طلب منه العودة للعيش معه بمحافظة الفيوم، إلا أن زوجته رفضت ذلك، الأمر الذي جعل والده يطلب منه الزواج للمرة الثانية، فتزوج وأنجب منها أربع أولاد وبنتين، وشهد لها بطيب المعاملة وأنها كانت مثالا للزوجة الطيبة.
بدأت الزوجة الثانية تتغير معه بعد كتابة البيت باسمها: "بعد ما كتبت البيت باسمها اتغيرت معايا هى والولاد 180 درجة"، وواجه صعوبة كبيرة في العيش مع أبنائه من زوجته الأولى بسبب زوجاتهم، إذ يعاملونه معاملة حسنة في وجودهم، وعند خروجهم للعمل يلاقي منهن أسوء معاملة تصل أحيانًا إلى السباب، وعندما يقوم بالتحدث إلى أبنائه بفعل زوجاتهم يجد تجاهلا منهم، أو تكون سببا في مشكله كبيرة بين أحد أبنائه وزوجته.
قرر صلاح العودة للعيش مع زوجته الأولى وأبنائها ولكن هذا القرار وصفه بالانتقال من السيئ إلى الأسوأ، فعندما وصل بيت زوجته لم يجد منها إلا سوء المعاملة بعد تملكها للبيت، وكراهية في نفوس أبنائه وخص بالذكر ابنه الأكبر ياسر الذي لم يحدثه إلا بالسب، وتعدى عليه بالضرب مرارًا وتكرارًا، وعندما يخاطبه أن يرحم ضعفه "يا ابني عيب دا أنا أبوك"، يرد الابن عليه قائلًا "لم أشعر بك أبًأ في يوم من الأيام"، حتى قام بطرده من المنزل ملقيًا به وبملابسه في الشارع.
ويقول "العم صلاح" في نهاية حديثه، أنه لا يحتاج لشيء غير أن يعاد له حقه في منزله ومن نجله الذى تعدى عليه بالضرب، فبعد هذا العمر الطويل والخدمة داخل مصانع الطوب من أجل الإنفاق على الأسرتين، لم يجد من بين أبنائه من يحنو عليه، ولم يكن منهم من يقوم بخدمته كما فعل هو معهم في صغرهم: "خايف أموت وجثتي تعفن ومحدش يعرف عني حاجة".