أرجنتينية تهزم «الإيدز» وتشفى منه بدون علاج وتحير العلماء
في حالة نادرة طبيا أثارت الكثير من الجدل المقترن بالحيرة، عند أطباء وعلماء، تمكنت سيدة أرجنتينية من هزيمة فيروس نقص المناعة المكتسبة «الإيدز»، وتخلصت منه نهائيا من دون الحصول على أدوية أو علاج، وهي الحالة الثانية الموثقة من نوعها في العالم. بحسب «هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي».
ويعتقد الأطباء أن جهاز المناعة لدى المريضة تغلب على الفيروس من تلقاء نفسه وتخلص منه نهائيا. وكشفت الاختبارات التي أجريت على أكثر من مليار خلية من جسم السيدة عدم وجود أي أثر للعدوي بالفيروس.
وتعد هذه النتائج دليلا آخر على أن قلة من الناس يولدون بمرونة طبيعية للتعامل مع فيروس الإيدز، كما أن البعض لديه جينات تمنع العدوى. ويبدو أن آخرين، بما في ذلك المريضة الأرجنتينية المعروفة باسم»مريضة إسبيرانزا«، قد يصابون بالفيروس ثم يقضون عليه.
وفي السنوات الأخيرة، كانت هناك تقارير عن وجود ما يسمى«نخبة المتحكمين»الذين يمكنهم القضاء على فيروس الإيدز، ورغم حصولهم على مساعدة طبية إلا أنهم لا يحصلون على دواء مضاد للفيروس. ومن غير الواضح إلى متى قد تستمر هذه الميزة لدى المريض وهل سيتعرض للإصابة مجددا أم لا.
ورغم القلق من عودة الإصابة بالفيروس إلا أن مريضة إسبيرانزا الأرجنتينية، ظلت لأكثر من ثماني سنوات ماضية بدون ظهور أي أثر جديد للفيروس في خلاياها.
وقال كبير الباحثين الدكتور تشو يو، من معهد راغون بمستشفى ماساتشوستس العام، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد الأمريكية:«قد يكون هناك مسار عملي للحصول على علاج تطهيري للخلايا للأشخاص غير القادرين على القيام بذلك بمفردهم».
وأضاف:«نتطلع الآن لإمكانية تحفيز هذا النوع من المناعة لدى الأشخاص الذين يتلقون علاجا مضادا للفيروس، من خلال التطعيم، بهدف تطوير أجهزتهم المناعية لتكون قادرة على السيطرة على الفيروس دون العلاج بمضادات الفيروسات».
وأكد البروفيسور جون فراتر، من جامعة أكسفورد، ل«بي بي سي نيوز» أنه بينما كان من المستحيل تقريبا تحديد ما إذا كان شخص ما قد شفي بالفعل من فيروس الإيدز، فقد أنجز الباحثونكل ما يمكن أن يُطلب منهم بالتكنولوجيا الحالية لإثبات ذلك.
وقال:«السؤال الرئيسي هو ما إذا كان هذا المريض قد شفى نفسه بالفعل أم أنه كان يعاني من شكل من أشكال العدوى الضعيفة، والتي حاولت أن تتطور ولكن تم التعامل معها مبكرا».
وأضاف أن النظام المناعي للمريضة الأرجنتينية يُظهر بوضوح الذاكرة المرضية لديها وإصابتها بالعدوى،«وهذا ما يؤكد أنها أصيبت فعليا بالعدوى».
وأشار إلى أنه بغض النظر عن هذه الحالة، فربما تكون هناك حالات مرضية مماثلة هناك، وتقدم لنا الكثير لنتعلمه في رحلة البحث عن علاج لفيروس نقص المناعة البشرية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news