تقرير صادم عن تهديدات الكويكبات.. وناسا تستعد لمنع الكارثة !
قال عالم الفلك الشهير مارتن ريس، إن التهديد الذي تشكله الكويكبات التي لا يمكن السيطرة عليها هو تهديد حقيقي إلى حد كبير، وقد يثبت اختبار إعادة توجيه الكويكبات التابع لوكالة ناسا (DART) أنه آخر خط دفاع عن الأرض من كارثة عالمية محتملة.
ووفق تقرير صادم نشرته صحيفة "إكسبريس" البريطانية، فقد حدثت اصطدامات كارثية لكويكبات بالأرض في الماضي، وهناك احتمالات بحدوثها مرة أخرى في المستقبل غير المنظور، منها عندما ضربت صخرة فضائية بعرض ستة أميال (10 كيلومترات) كوكب الأرض قبالة ساحل شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية قبل حوالي 66 مليون سنة، وأدى التفاعل المتسلسل الناتج عن الاصطدام إلى انقراض الديناصورات.
وفي الآونة الأخيرة، خلال عام 2013، دخلت صخرة بعرض 65.5 قدماً (20 متراً) الغلاف الجوي للأرض فوق إقليم تشيليابينسك الروسي وانفجرت قبل أن تصل إلى الأرض، وتسبب ذلك في انفجار جوي أدى إلى تدمير النوافذ وألحق أضراراً بالمباني وجرح أكثر من 1500 شخص بقطع الزجاج.
وبعد مرور خمس سنوات على الحادث، وصف ضابط الدفاع الكوكبي في ناسا، ليندلي جونسون، نيزك تشيليابينسك بأنه "دعوة للاستيقاظ الكوني للمخاطر الكامنة في أعماق الفضاء"، ولذلك ليس من المستغرب أن نرى وكالة الفضاء الأمريكية تكثف جهودها لتعزيز إجراءاتها الدفاعية عن كوكبنا.
وفي أواخر الشهر الماضي، أطلقت وكالة ناسا اختبار إعادة توجيه الكويكبات DART ، والذي تم وصفه بأنه محاولة أخيرة لإثبات أن الكوكب ليس أعزل تماماً ضد التهديدات، خاصة وأن علماء أشاروا في السابق إلى أن محاولات تفجير كويكب يتجه نحو الأرض يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة.
وبدلاً من ذلك، اقترحت وكالة ناسا استخدام ما يسمى بالمصادم الحركي، والذي يمكنه استخدام الحد الأدنى من الجهد لتغيير المسار المداري للكويكب الذي يشكل تهديداً للأرض بدلاً من محاولة تفجيره، وتم تحديد DART للالتقاء بزوج من الكويكبات القريبة من الأرض تسمى Didymos (65803) في أواخر العام المقبل، ويجب أن يغير هذا مدار الكويكب بجزء بسيط من نسبة مئوية.
وفقًا للورد مارتن ريس، عالم الكونيات والفيزياء الفلكية الشهير في بريطانيا، فإن هذا سيعتمد إلى حد ما على سطح الكويكب ومقدار الحطام الذي يتسبب فيه الاصطدام، ولكن حتى التغيير البسيط على مسافات طويلة يمكن أن يكون كافياً لتوجيه كويكب مارق بعيداً عن الأرض.
وأضاف في تصريحات لـ"إكسبريس": "إذا عرفنا المدارات جيداً بما يكفي لتكون لدينا عدة سنوات من التحذير المسبق، فلن نحتاج إلا إلى دفعة صغيرة لإبعادها".
ولا تشكل كويكبات Didymos أي تهديد مباشر لكوكب الأرض، لكنها تمثل فئة من الكويكبات التي تدور حول الشمس ضمن مسافة قريبة من الكوكب، وهذا يعطي علماء الفلك سبباً كافياً لرغبتهم في مراقبة الفضاء.
وقال اللورد ريس: "حدد علماء الفلك معظم الكويكبات الكبيرة التي يمكن أن تسبب كوارث عالمية، لكن من المفيد رسم مخطط لمدارات جميع الكويكبات العابرة للأرض التي يزيد قطرها عن 50 متراً، والتي يمكن أن تدمر مدينة. بأكملها.
في كارثة تونغوسكا لعام 1908، أدى ارتطام كويكب على الأرجح إلى تدمير مئات الأميال المربعة من غابات سيبيريا وكان لسنوات عديدة مصدر نقاش حاد بين العلماء، واليوم تعتبر الكويكبات خطرة على الأرض إذا كان قياسها حوالي 500 قدم (150 مترًا) أو أكثر، واقتربت من مدار الأرض في نطاق 4.6 مليون ميل (7.5 مليون كيلومتر).
وقال اللورد ريس: "التهديد من اصطدامات الكويكبات هو بالطبع حقيقي وأعتقد أن ما تفعله ناسا جدير بالاهتمام ومتناسب، لكن احتمال التأثير ضئيل ويجب أن يقلقنا بدرجة أقل بكثير من التهديدات المتزايدة التي نتسبب فيها نحن البشر وتؤدي إلى التغير المناخي".