الأجواء الماطرة و«أجمل شتاء» تعزّزان السياحة الداخلية في الإمارات
تصدرت المواقع الطبيعية في الإمارات، أخيراً، قوائم أفضل خيارات السياحة في الدولة، بعد أن شهدت إقبالاً كثيفاً من المواطنين والمقيمين، والزوار من خارج الدولة، حيث دفعت الأجواء المثالية التي تشهدها أغلب مناطق الدولة كثيرين إلى تنظيم رحلات إلى الجبال والسواحل والواحات والمحميات المنتشرة على مساحة الدولة.
وتوفر المواقع الطبيعية مزايا متفردة مع بداية فصل الشتاء في الدولة، حيث تشهد عادة أجواء مناخية مناسبة للتنزه في أحضان الطبيعة التي تكتسي بالخضرة، والركض وركوب الدراجات الهوائية والدراجات الجبلية، والتخييم، وتنظيم رحلات السفاري في الصحراء، وارتياد الشواطئ، وغيرها من الأنشطة والرياضات التي تنطوي على متعة الاستكشاف والمغامرة.
وخلال الفترة الماضية ساعدت مجموعة من العوامل على تعزيز الجاذبية السياحية للمناطق الطبيعية في الدولة، تمثلت في تسارع وتيرة المشاريع الخدمية التي شهدتها تلك المناطق، وإطلاق «حملة أجمل شتاء»، والدور الذي لعبته في الترويج السياحي على الصعيدين الداخلي والخارجي، إلى جانب البيئة السياحية الآمنة التي توفرها الإمارات، في ظل الأوضاع الصحية التي يشهدها العالم نتيجة تفشي فيروس كوفيد-19.
وكانت الإمارات دشنت خلال الفترة الماضية مجموعة كبيرة من المشاريع الاستراتيجية في مختلف المواقع الطبيعية، بهدف تعزيز جاذبيتها السياحية، شملت تطوير ورفع كفاءة الطرق الرئيسة المؤدية إليها، والمحيطة بها، كما شهدت تلك المواقع ارتفاعاً ملحوظاً بعدد المنشآت السياحية من فنادق ومطاعم واستراحات، فضلاً عن التسهيلات الخدمية الأخرى، مثل المساحات الخضراء، ومواقف السيارات وغيرها.
وأسهمت حملة «أجمل شتاء في العالم» في تسليط الضوء على المواقع الطبيعية في الدولة، وجعلت منها خياراً رئيساً لقضاء العطلات والإجازات بالنسبة لسكان الدولة أو القادمين من الخارج، ولعبت الحملة في نسختها الأولى دوراً مؤثراً في تشجيع السياحة الداخلية، محققة 950 ألف سائح داخلي، ونحو مليار درهم عوائد مباشرة، فيما وصل عدد المشاهدات لمحتوى الحملة إلى ما يقارب 500 مليون مشاهدة من مختلف أنحاء العالم.
وتمثل المناطق الطبيعية ملاذاً سياحياً آمناً أمام الزوار من داخل الدولة وخارجها، حيث الأجواء المكشوفة والمساحات الواسعة التي توفر أفضل قدر من التباعد الاجتماعي، هذا إلى جانب ما حققته دولة الإمارات من كفاءة بالتعامل مع فيروس كورونا المستجد، والحد من انتشاره بشكل فعال، بفضل تطبيق أفضل الإجراءات الوقائية، وتحقيق الصدارة عالمياً على مستوى توزيع اللقاحات وإجراء الفحوص الاستباقية.
وكانت الإمارات قد اعتمدت في ديسمبر 2020 استراتيجية السياحة الداخلية، التي تهدف إلى تسليط الضوء على أهم مناطق الجذب في الدولة، الطبيعية والثقافية والتراثية والتاريخية، واستقصاء اهتمامات الناس وتطلعاتهم، وجمع المعلومات ورصد مواسم الإقبال ونقاط الجذب الحيوية، وإجراء دراسات ميدانية، واستغلالها في تطوير المنتج السياحي ككل محلياً واتحادياً.
• «أجمل شتاء في العالم» أسهمت في تسليط الضوء على المواقع الطبيعية، وجعلت منها خياراً رئيساً لقضاء العطلات.
• 950 ألف سائح داخلي، ومليار درهم، حققتها «أجمل شتاء في العالم» في نسختها الأولى.
إسهام السياحة الداخلية
ارتفع إسهام السياحة الداخلية في القطاع السياحي ككل في دولة الإمارات إلى 60% في الفترة من شهر يناير حتى أكتوبر 2021، مقارنة مع 29% في الفترة نفسها من عام 2019، فيما وصل عدد السياح الداخليين إلى 8.9 ملايين نزيل منذ بداية عام 2021 حتى نهاية أكتوبر، مقارنة بـ6.2 ملايين نزيل للفترة نفسها من عام 2020.