«القطار الأصفر» يتنقل بين القمم الفرنسية منذ أكثر من قرن

القطار دُشنت رحلاته في يوليو 1910 وبقي بحالته الأصلية تقريباً. أ.ف.ب

يتنقل «القطار الأصفر» وسط الجبال المكسوة بالثلوج بين نحو 20 محطة في فرنسا، بينها الأعلى في البلاد على ارتفاع نحو 1600 متر، متيحاً للركاب التمتع بمناظر خلابة صيفاً وشتاء، على سفح جبال البيرينيه عند حدود منطقة كاتالونيا الإسبانية.

ويعتمد القطار تكنولوجيا منسوخة تماماً عن أول مترو باريسي، وقد احتفظ بشكل مقصوراته الخشبية الملبّسة بالمعدن، وبسكته الكهربائية الثالثة على مسار ضيق. وتتيح هذه الخاصية منذ أكثر من قرن للقطار الأصفر التنقل عبر مسار منحدر بنسبة 6% صعوداً ونزولاً من دون خطر الانزلاق عند المنعطفات.

ويقول دانيال سوغان، وهو ميكانيكي سيارات متقاعد، «نأمل ألا يقع بنا القطار»، من دون إخفاء «سعادته» بالقيام برحلة تعبق بالحنين في هذا القطار الذي يجوب القمم في منطقة «البيرينيه الشرقية» ويمكنه نقل ما يصل إلى 250 راكباً. وينطلق القطار من قلعة «فيلفرانس دو كونفلان» العائدة إلى القرون الوسطى، والتي عزز المهندس العسكري الفرنسي سيباستيان فوبان أسوارها في القرن الـ17.

وتعبر المركبة الملقبة بـ«كناري»، نسبة إلى لون مقصوراتها الأصفر مع خطوط حمراء، بألوان راية إقليم كاتالونيا، على تخوم نهر تات على علو 427 متراً.

ويتنقل بين المناطق الحرجية ليصعد الجبل تدريجياً، وصولاً إلى محطة بولكير، أعلى نقطة له على علو 1592 متراً. كما يتوقف عند محطة التزلج فون رومو، قبل التعريج عند سهل «سيرداني» المشمس، وصولاً إلى «لا تور دور كارول»، مع معدل سرعة لا يتخطى 30 كيلومتراً في الساعة.

ويوضح مدير الخط لوران لانفان أن هذا القطار الذي دُشنت رحلاته في يوليو 1910 «بقي بحالته الأصلية تقريباً»، موضحاً أنه يعتمد «آليات ميكانيكية قديمة».

ومن المقرر إجراء صيانة شاملة للقطار الأصفر نهاية العام الجاري، يُتوقع استمرارها ثلاث سنوات.

 

تويتر