"أزمة منتصف العمر".. علاماتها وأسبابها وكيفية إدارتها
يخضع الناس،بالغالب، لتحولات كبيرة في فترات معينة من حياتهم، مثال على ذلك مرحلة المراهقة، لما يحدث لدى الشخص من تغييرات جسدية كبيرة تصل إلى مرحلة النضج الإنجابي، وهذه التغييرات ليست جسدية فقط، بل يتغير الإنسان معها نفسيا أيضا، ويمكن للتغيرات الهرمونية أن تجعل الشخص مرتبكًا وقلقًا.
وعلى الرغم من عدم حدوث تحول إلى هذا الحد في مرحلة المراهقة، إلا أن هناك مرحلة أخرى يخضع فيها الشخص لتغييرات كبيرة؛ إنها مرحلة "منتصف العمر" التي تصيب من تتراوح أعمارهم بين 40 و 50 عامًا، وذلك حسبما نشر موقع " onlymyhealth " الطبي المتخصص.
ووفق الموقع، تخضع النساء للعديد من التغييرات الجسدية مع اقترابهن من سن اليأس. ويتقاعد العديد من الأشخاص من وظائفهم. ويمكن أن يكون الوقت الذي ينظر فيه الناس إلى الوراء للرغبات التي لم تتحقق والمسؤوليات التي تم الوفاء بها وما تبقى لهم في الحياة المقبلة. يمكن أن يكون لهذه الأفكار والمشاعر تأثير كبير على صحتهم العقلية وبلوغ ذروته فيما يسمى بـ"أزمة منتصف العمر".
ولمعرفة ذلك بالتفصيل وأسبابه وأعراضه ونصائح إدارته شرحت الدكتورة شويتا شارما أخصائية علم النفس العيادي والمؤسسة لمؤسسة "مانسا" العالمية للصحة العقلية هذه الأزمة وأعراضها وتشخيصها وكيفية إدارتها.
ما هي أزمة منتصف العمر؟
تعرِف الدكتور شارما أزمة منتصف العمر بأنها "انتقال في الهوية الذاتية والإنجاز والثقة بالنفس لدى الأفراد في منتصف العمر". وهناك استبطان شديد للذات على المستوى النفسي؛ في الرجال يرتبط في الغالب بالمسائل المتعلقة بالعمل. إلا ان المرأة وفق الدكتورة شارما تمر بأزمة منتصف العمر بسبب التقييمات الشخصية لأدوارها وعلاقاتها. وقد يمر الرجال والنساء بأزمة منتصف العمر لأسباب مختلفة، لكن المشاعر المرتبطة بها والشدة هي نفسها.
وعلى الرغم من أن العديد من الأفراد يمرون بهذه الازمة، إلا أنه لا يتم رؤيتها في الجميع. غير أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بها هم:
- أولئك الذين مروا بمراحل صعبة في بداية حياتهم المهنية أو الزوجية.
- يلعب نوع الشخصية أيضًا دورًا في هذا. فأولئك الذين يعانون من أنواع الشخصيات النرجسية والقلق والوسواس القهري هم أكثر عرضة للخضوع لأزمة منتصف العمر.
علامات أزمة منتصف العمر:
هناك العديد من المؤشرات على وجود أزمة منتصف العمر. وأثناء معاناتك من أزمة منتصف العمر فقد تواجه ما يلي:
- شعور عميق بالندم على الأهداف غير المنجزة.
- الخوف من الإذلال على يد الزملاء الأكثر نجاحاً.
- الشوق للشعور بالنضارة.
- الشعور بالحاجة إلى قضاء معظم الوقت بمفردك أو مع أقران معينين.
- إحساس متزايد بالنشاط الجنسي أو عدم وجوده.
- الشعور بالاستياء أو الغضب أو القلق بسبب عدم الرضا عن الحالة الزوجية أو العمل أو الصحة أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي.
- طموح لتصحيح ما يعتقد أنها خطوات خاطئة اتخذوها في وقت سابق.
كيفية إدارة أزمة منتصف العمر:
خلال هذه المرحلة من الحياة تخضع لتغيرات جسدية وعقلية كبيرة، يمكنك إدارتها من خلال تطوير نمط حياة صحي يتضمن طعامًا مغذيًا ونشاطًا بدنيًا كافيًا وإدارة الإجهاد. حيث يساعد في إدارة الوزن والتجاعيد وتساقط الشعر والقضايا المتعلقة بالذاكرة.
وعلى الرغم من أنها ليست مشكلة تتعلق بالصحة العقلية، إلا انه إذا كنت تشعر أنك غير قادر على التعامل مع صحتك الجسدية والعقلية، فعليك مراجعة الطبيب. لا تتجاهل مشاعرك باعتبارها خاصية طبيعية للشيخوخة.
ونظرًا لأننا الآن أكثر عزلة من أي وقت مضى، فأنت بحاجة إلى التحقق من صحتك الجسدية والعقلية واتخاذ الخطوات وفقًا لذلك.